كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة الاندبدنت مقالا تحليليا، كتبه بورزو داراغاهي، يشرح فيه أسباب اعتراض تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويرى بورزو أن حرق مصحف في السويد أثناء احتجاج قبل أسبوع شدد موقف تركيا المعترض على توسيع الناتو، كما أنه منح فرصة للرئيس، رجب طيب أردوغان، ليظهر بقوة في انتخابات مايو/ أيار المقبل.
ويقول الكاتب إن اجتياح روسيا لأوكرانيا تسبب في أزمة وجودية لأوروبا دفعت بكل من فنلندا والسويد إلى طلب الانضمام إلى الناتو، ولكن اعتراض تركيا، التي يواجه رئيسها انتخابات رئاسية، يقطع عليهما الطريق.
ويضيف أن تركيا لها خلافات قديمة مع السويد فاقمها طلب الانضمام إلى الناتو، وحاجة أردوغان إلى أصوات الناخبين.
وأخذ الخلاف بين البلدين أبعادا جديدة بعد حرق المصحف من قبل سياسي سويدي متطرف أمام السفارة التركية في ستوكهولم. وشنق متظاهرون في ستوكهولم أيضا دمية للرئيس أردوغان.
ويذكر الكاتب أن أردوغان تمكن في السابق من حشد الجماهير وإسكات المعارضة بتصوير نفسه مدافعا عن تركيا وعن الإسلام على المستوى العالمي. وقد منحه حرق المصحف فرصة تحويل النقاش السياسي من الاقتصاد إلى القضايا الثقافية التي يتفوق فيها وحزبه (العدالة والتنمية).
وتحتج تركيا منذ فترة طويلة على نشاط انفصاليين أكراد في السويد، وتتهم ستوكهولم بإيواء متشددين من حزب العمال الكردستاني، الذي يحمل السلاح في وجه الحكومة التركية منذ 1984.
ويصنف الحزب تنظيما إرهابيا من قبل دول عدة من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسويد.
وحاول قادة الناتو تسريع إجراءات انضمام فنلندا والسويد، العام الماضي، ولكن محللين يعتقدون أن المحادثات قد تنتظر إلى ما بعد انتخابات مايو/ أيار في تركيا، أو إلى موافقة الولايات المتحدة على صفقة بيع مقاتلات لتركيا عطلها منتقدون لأنقرة في واشنطن.
ويرى الكاتب أنه بغض النظر عن الانتخابات، أصبح غضب تركيا من الناتو ومن الغرب حقيقيا وملموسا. كما أخذ الأمر يتوسع في البلاد، إذ لا يزال السياسيون من مختلف الأطياف يتذكرون ما فعله زعماء فرنسا وألمانيا السابقون لتعطيل انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ويذكر الأتراك بغضب أيضا تعاون الجيوش الغربية المستمر مع الأكراد السوريين المرتبطين بحزب العمال الكردستاني.
ولكن أردوغان يعتقد أن حاجة الغرب إلى تركيا أكبر من حاجة تركيا إلى الغرب، بحسب الكاتب.
(بي بي سي)