كوردستريت || الصحافة
.
حذر محلل شؤون أمنية واستخبارتية إسرائيلي، السبت، من امتلاك تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية المضادة للطائرات والصواريخ “إس-400″، معتبرًا أن على تل أبيب أن تقلق بشدة في ظل سلوك كل من واشنطن وموسكو.
وكتب يوسي ميلمان، في الصحيفتين الإسرائيليتين “معاريف” بالعبرية و”جيروزاليم بوست” بالإنجليزية، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بات غير مهتم بالولايات المتحدة الأمريكية ولا بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وتحدت تركيا ضغوطًا أمريكية لمنعها من تنفيذ تلك الصفقة، وأعلنت في 12 يوليو/تموز الجاري بدء وصول أجزاء “إس-400، وهي من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورًا في العالم
.
واعتبر ميلمان أنه لا يمكن لتل أبيب أن تثق بأنقرة، التي أصبحت، في السنوات العشر الأخيرة، “ندًا معاديًا لإسرائيل”، حسب قوله.
وطرح أمثلة على تحول الموقف التركي من إسرائيل، منها: مساهمة تركيا، قبل عشر سنوات، في كشف شبكة تجسس لبنانية لصالح إسرائيل، عبر نقل معلومات تلقتها من واشنطن، بعد أن نقلتها الاستخبارات الإسرائيلية إلى نظيرتها الأمريكية.
وتابع أن الاستخبارات التركية نقلت المعلومات إلى نظيرتها الإيرانية، فسلمتها بدورها إلى جماعة “حزب الله” اللبنانية، ما ساهم في كشف الشبكة.
كما استشهد ميلمان بتصريحات متكررة هاجم فيها أردوغان إسرائيل، بجانب سماح تركيا لقادة حركة “حماس” بالإقامة على أراضيها.
.
وأردف أن كلًا من جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد) وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز الأمن العام (شاباك) توقفت عن التعاون مع نظيراتها التركية، كما تمتنع الصناعات العسكرية الإسرائيلية عن التعاون مع نظيرتها التركية.
وحول ما يجب أن يثير قلق إسرائيل بعد تسليم منظومة “إس-400” الروسية لتركيا، قال ميلمان إن ذلك مرتبط بروسيا التي أثبتت أنه لا يوجد ما يمنعها من تعزيز صناعاتها الدفاعية وتسويق أسلحتها لمن يرغب باقتنائها.
.
وأفاد بأن روسيا وإسرائيل متشابهتين في سياسة تصنيع السلاح وبيعه تقريبًا لكل من يطلبه.
غير أنه رأى أنه يجب على إسرائيل أن تدرك حقيقة أنه رغم التعاون والتنسيق الإسرائيلي الروسي بشأن سوريا، فإن تأثير تل أبيب على استراتيجية روسيا السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط “محدود”.
ولم يستبعد ميلمان قيام دول أخرى، مثل مصر والسعودية بشراء “إس-400″، خاصة أنهما أبديتا اهتمامًا بتلك المنظومة في السنوات الأخيرة.
وأشار ميلمان إلى حصول سوريا مؤخرًا على منظومة “إس-300″، رغم رفض إسرائيل ذلك بشدة، لدرجة تهديد وزارة الدفاع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتدمير المنظومة التي حصلت عليها سوريا، إن لزم الأمر.
.
وربط ميلمان بين الواقع الذي فرضته الصفقة الروسية-التركية، وبين التناقض في تصريحات وسلوك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وقال إن “ترامب هدد كوريا الشمالية، ثم اتمع مع زعيمها، كيم جونغ أون، لكن دون تحقيق أية نتائج، وفرض عقوبات شديدة على إيران، لكنه امتنع عن شن أي عمل عسكري ضدها، ويسعى إلى تجديد المفاوضات معها”.
وقاد هذا الواقع ميلمان إلى القول إن دولًا في المنطقة باتت مقتنعة بأنه لا يمكن الاعتماد على ترامب، لذلك تلجأ إلى روسيا، وهذا ما يجب أن يقلق إسرائيل.
وأوضح أن القرار الروسي مرتبط بمصالح روسيا ذاتها، وليس بمصالح إسرائيل، لذلك قد تقرر روسيا تنفيذ صفقة بيع إيران منظومة “إس-300″، التي امتنعت موسكو عن الالتزام بها؛ بسبب ضغوط أمريكية وإسرائيلية، وذلك إن رأت روسيا أن مصلحتها تقتضي تنفيذ الصفقة.