كوردستريت|| #الصحافة
قالت مصادر إعلامية أمريكية : إن سياسات الإدارات الأمريكية المتعاقبة شهدت أخطاءً فاضحة تجاه سوريا، داعية لتغيير الإستراتيجية المتبعة سابقاً.
وقالت صحيفة ” ذا هيل” الأمريكية : إن سوريا اليوم أصبحت في حالة خراب، ولا تزال عرضة لانفجارات العنف بسبب استراتيجية الاحتواء التي اتبعتها الإدارات السابقة في واشنطن والتي خلقت صراعاً متجمداً .
وأكدت الصحيفة أنه لا بد من إعادة النظر إلى الأمور التي أدت إلى هذا الواقع الحالي.. فأياً كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني، فسوف يتعين عليه أن يطور سياسة جديدة بشأن سوريا.
وأضافت أن العوامل الخارجية السلبية تتراكم على الدول المحيطة بوتيرة غير مستدامة، فيما كان موقف الولايات المتحدة بشأن سوريا بمثابة درس متقن في الغموض، وصفحة من كتاب قواعد اللعبة، الأمر الذي أثار استياء الجهات الفاعلة الإقليمية .
واستبعدت الصحيفة أن يسمح ترامب للصراع السوري بالاستمرار في استنزاف مليارات الدولارات أو توريط الولايات المتحدة في صراعات لا نهاية لها ولا يمكن الفوز بها، لكنه على الأرجح يتذكر أيضًا المشهد المخزي لانسحاب إدارة بايدن من أفغانستان.
أما سوريا، التي أصبحت الآن ساحة معركة بالوكالة، فهناك الأسد الذي يتمسك بالسلطة من خلال شريان الحياة الذي توفره روسيا بسبب طموحاتها في البحر الأبيض المتوسط، وتريده أن يبقى صامداً، مما يوفر لها مكاناً إستراتيجياً في الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن الأسد يعتبر الناجي الوحيد من الربيع العربي، ويمثل استمرار حكمه رمزاً لحدود القوة الأميركية، وتمكين الخصوم، من إيران إلى روسيا، في حين يؤدي إلى إدامة عدم الاستقرار الإقليمي.
وأكدت أن استقراره يعد أيضًا بمثابة تذكير بفشل استراتيجية الرئيس باراك أوباما في تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال الاتفاق النووي الإيراني الذي تعرض للانتقادات الشديدة .
وحول أوباما وبايدن ترى الصحيفة أنهما قاما كإجراء مناسب لتجنب المزيد من التعرض العسكري لسوريا ووضع حد لتنظيم الدولة، بتشكيل تحالف هش مع قسد، وهي فرع من حزب العمال الكردستاني.. وأصبح هذا التحالف قضية خلافية بالنسبة لأنقرة وواشنطن، فقد أدت طموحات قسد في إقامة كردستان مستقلة عبر سوريا والعراق وإيران وتركيا إلى تفاقم التوترات الإقليمية، مما يهدد بصراعات أكبر .
وخلصت الصحيفة إلى أن سوريا تتطلب اتباع نهج دقيق، يوازن بين المصالح الإقليمية والأهداف الأميركية، أياً كان الفائز بالرئاسة في الخريف المقبل، لافتة إلى أهمية صياغة عقيدة جديدة ترتكز على حقائق الشرق الأوسط والحس العملي الاستراتيجي.