كوردستريت || شخصية الأسبوع
.
ولد آرام مليكايان ديكران عام 1934 في مدينة قامشلو، بين كنف عائلة تحبّ الفنّ، حيث كان والده يعزف على آلة الناي ويشجع أولاده على تعلم الآلات الموسيقية وشجعَ آرام على تعلم آلة العود، لكنه فضّل (الجمبش) عليها، حيث تعلق بها ورافقته طيلةَ مشواره الفني الطويل .
.
وبسبب الظروف المادية الصعبة لم يكمل دراسته، ولم يستطع الدراسة بمدرسة موسيقية، وقام بتعليم إخوته آلة الإيقاع ولتحسين ظروفهم المادية واختبار قدراته الإبداعية وإبراز اسمه في قامشلو. وقام بإحياء العديد من الحفلات الفنية في مقهى “كربيس” المشهور في المدينة وغنى باللغة الكردية والعربية والأرمنية، كما قام بإحياء حفلات الأعراس في المنطقة, وأسس حين ذاك أول فرقة موسيقية أرمنية كردية، و تزوج سنة 1957 من فتاة أرمنية ورزق منها بثلاثة أولاد.
.
هاجر إلى أرمينيا سنة 1966 م وعمل في راديو يريفان قرابة 18 عاماً، إلى أن غادرها، وطاف بالعديد من الدول الأوربية إلى أن استقر به المقام في اليونان، إلى أن وافته المنية في إحدى مشافي أثينا يوم 8-8-2009 و توقف قلبه عن الخفقان إثر جلطة دماغية، وكان قد وصى أن يتم دفنه في دياربكر، إلا أن السلطاتِ التركية لم تسمح بجلبه إلى تركيا كما رفضت السلطات السورية أن يدفن في مسقط رأسه، بمدينة قامشلو، ونتيجة لذلك دُفن في العاصمة البلجيكية بروكسل.
.
غنّى لكبار الشعراء الكرد مثل فقي تيران ، جكرخوين، تيريز، كلش …. إلخ ، ومن أغانيه المشهورة أيضاً (شف جوو) غناها عام 1965 كلمات الأغنية للشاعر جكرخوين. بعد ذلك غنى أغانٍ حُفرت في ذاكرة كل من سمعها وتعلق بها ومنها ” بلبلو ، نوروزه نوروزه ، شفانو ، أي ولاتو أم حليان ، زماني كوردي و العديد من الأغاني الرائعة.
.
غنى آرام المئات من الأغاني ، وجمع وحفظ وأرشف العديد من الأغاني الكردية القديمة ربما يتجاوز عددها 300أغنية ، وألف العشرات من الأغاني ووضع لها ألحاناً عذبه بنفسه، وصدر له 11 ألبوماً جمع فيه قرابة 120 أغنية في الأعوام الأخيرة من حياته.
.
آرام ديكران يحظى بمكانة لا تقل شأناً عن مكانة كبار الفنانين الكرد من أمثال محمد عارف جزراوي ، كرابيت خاجو ، مريم خان، كاويس آغا جميعهم رحلوا بأجسادهم ولكنهم خالدون في قلوب ووجدان الشعب الكردي. إنه سيبقى مدرسة فنية بحدّ ذاتها وستترك بصماته الفنية الأثر الواضح على الموسيقا والغناء والألحان الكردية طوال الدهر.
.
في الذكرى الثامنة لرحيل القامة الأرمنية “آرام ديكران” ….الرحمة والسلام لروحه.