سورية ما بعد الأسد.. إلى أين؟

آراء وقضايا 19 فبراير 2025 0
سورية ما بعد الأسد.. إلى أين؟
+ = -
كوردستريت|| #آراء وقضايا 
 
بقلم عبداللطيف محمدأمين موسى 
 
لايستطيع أي متتبع لسير الأحداث والمتغيرات الجيوبولتيكي التي ساهمت في تأسيس الدولة السورية منذ بدايات القرن المنصرم،وكذلك الظروف الجيواستراتجية التي مرت بها سورية  في مرحلة ما قبل الاستقلال وبعدها أهمية مشاركة الشعب الكُردي كافة مكونات الشعب السوري الحس الوطني الجامع لكل السوريين والاحساس والاعتزاز بالمواطنة والتشاركية، وكذلك العمل من منطلق سورية لكل السوريين، ولابد أن يتشارك فيها الجميع لتحرير سورية من الاحتلال العثماني والفرنسي. تؤكد سير الأحداث تلك عظمة دور الشعب الكُردي ونبل رسالته من خلال المشاركة في بناء سورية لتتجلى ذلك  في الدور البطولي للبطل الكُردي الجنرال يوسف العظمة وزير الحربية، ومحمد علي كرد الذي عمل على وضع أول دستور لسورية الكردي الأصل، وكذلك أول رئيس سوري الكردي الأصل محمد علي عابد، والبطل الكُردي إبراهيم هنانو الذي وحد كافة عشائر جبل الزاوية في مواجهة المحتل الفرنسي لسوريا، وكذلك فوزي سلو والشيكلي وحسني الزعيم وخالد بكداش وثورة بياندور وانتفاضة عامودا، وكذلك تأسيس أول حزب كردي ١٩٥٧ رغم تعنت السلطات في دمشق ووضع كافة الصعوبات، واستعمال كافة الوسائل بغية قتل شعور المواطنة لدى الشعب الكرُدي ليظل الشعب الكُردي متمسكاً بنهج الشراكة في بناء سورية، ومشاركة كافة المكونات السورية الإحساس بالمسؤولية الاخلاقية والوطنية في بناء سورية. إن عرض تسلسل سير الأحداث تلك والدور الوطني للشخصيات والكيانات والمنتديات والجمعيات الكُردية تدل على الرسالة النبيلة والإيمان الشامخ الذي لم يتخل عنه الشعب الكُردي في أهمية مشاركة المكونات والأقليات السورية الأخرى في بناء سورية ورفض كافة التدخلات الخارجية على عكس ما كان يروج له نظام البعث في تصوير الشعب الكُردي بأبشع الصور وآلصاق كافة الصبغات الطائفية والانفصالية بالشعب الكرُدي في سورية، وكذلك سعي البعث الدؤوب في خلق الشرخ وحالة الانقسام بين الشعب الكُردي وباقي مكونات الشعب السوري في سياسة فرق تسد لذلك صب كافة سياسته العنصرية على الشعب الكُردي قاطعاً كافة السبل أمام الشعب الكُردي ليمارس واجبه الوطني في المشاركة ببناء سورية وخلق الشعور بالتجاهل والانفصام عن بافي المكونات والاقليات السورية ودفعه للشعب الكُردي لإخاذ كافة الوسائل للمحافظة على خصوصيته في مقاومة الظلم والديكتاتورية ووسائل البعث الشوفينة وسياسته العنصرية. أن مشاركة الشعب الكُردي الشعب السوري مقاومة الظلم وديكتاتورية مع بداية الثورة السورية ضد نظام الأسد والتظاهرات التي عمت كافة المناطق الكردية وتحت مسمى الشعب السوري واحد خير دليل على الحس الوطني لدى الشعب الكردي ونبل رسالته بأن سورية لابد أن تكون لكل أبناءها من دون الأسد رغم كافة محاولة نظام الأسد تحيد الشعب الكُردي ورفض الشعب الكُردي كافة اغراءات الأسد وفرار الآلاف من الشباب الكردي وعدم إيمانه في مشاركة جيش الأسد لقتل السوريين وهجرة الآلاف من الشعب الكردي سورية، والقبول بمخيمات اللجوء في إقليم كردستان العراق لمدة اربعة عشرة عاماً على البقاء بخوع تحت سلطة نظام الأسد. أن اختيار المجلس الوطني الكُردي طريق الانضمام للثورة في الوقت الذي كان سورية مقسمة بين المعارضة والنظام حيث شارك الشعب الكُردي الشعب السوري ثورته في معارضة الأسد ممثلاً بالمجلس الوطني الكردي كافة المحافل الدولية والإقليمية ومعارضاً كافة المؤامرات على الشعب السوري في ظل حقيقة بأن الإدارة الذاتية وقسد لم تمثل يوماً إرادة الشعب الكُردي كاملاً والشعب الكُردي أسمى من أن يتم استغلاله في تنفيذ مصالح واطماع الدول الإقليمية والعالمية. أن مشاركة الشعب الكُردي في اليوم التالي لسقوط الأسد شارك فرحة سقوط النظام وعلى المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الدستورية المقبلة للمشاركة في بناء سورية من خلال تواجد ممثلي المجلس الوطني الكردي في دمشق، وتبادل الآراء في بناء سورية من دون الأسد، واستعداد المجلس الوطني الكردي الدائم في لعب دوره الوطني في سعيه قطع الطريق على أولئك اللذين يحاولون تحريف المفاهيم السامية  وقطع الطريق أمام محاولاتهم تقزيم وشيطنه القضية الكُردية كقضية انفصالية مرتبطة بجهات خارجية لذا إيمان الشعب الكُردي ونبل رسالته دفعت به للتواجد في دمشق منذ اليوم الثاني من سقوط الأسد للتأكيد على أن القضية الكُردية قضية يمكن حلها كقضية وطنية ضمن أطار سورية موحدة ذات سياسة، وكذلك للتأكيد على إيمان الشعب الكُردي في المساهمة والمشاركة الفاعلة في بناء سورية الحديثة سورية  دون الأسد.من هنا تتجلى أهمية مشاركة الشعب الكُردي الشعب السوري مبادئ العيش المشترك والإيمان بسورية ديمقراطية تعددية يتشارك فيها الجميع السلطة والثروة، ولتؤكد هذه الحقيقة كافة مبادرات إقليم كردستان العراق ممثلة بالمرجع الكُردستاني مسعود بارزاني، وكذلك تصريحات رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني، وسعي رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني لزيارة التقارب بين الشعب الكُردي ودمشق والحث المستمر للشعب الكُردي على التوجه إلى دمشق، والتأكيد على سلطات دمشق بأن ولّ زمن الديكتاتورية والظلم ومصادرة إرادة الشعب الكُردي وحرمان أي مكون في سورية كما في عهد البعث، وأن الشعب الكُردي ذات رسالة سامية ومؤمن بالمشاركة الحقيقة في بناء سورية دون الاسد كدولة ديمقراطية تعددية يتشارك فيها الجميع السلطة والثروة 
آخر التحديثات