سورية الجديدة من عقلية الثورة إلى واقع الدولة،،،،، دراسة تحليلية

آراء وقضايا 28 يناير 2025 0
سورية الجديدة من عقلية الثورة إلى واقع الدولة،،،،، دراسة تحليلية
+ = -
كوردستريت|| آراء وقضايا 
 
بقلم عبداللطيف محمدأمين موسى 
 
تستند عملية انتقال سورية الجديدة مع سقوط نظام البعث وبروز جملة المتغيرات الجيوستراتجية التي أدت إلى تكوين المناخ الجيوبولتيكي في سورية للحاجة المُلحة إلى تكوين عملية الانتقال  من عقلية الثورة إلى مفهوم الدولة،والطبع عملية الإنتقال السليم هذه لابد أن تُلبي مطالب  سلسلة الزيارات الدبلوماسية إلى قصر الشعب واللقاء مع السيد احمد الشرع من أجل الاطمئنان على شكل وهيكلية نظام الحكم الجديدة في سورية. أن مستقبل وشكل أدارة سورية الجديدة ستضع المسؤولين السوريين أمام تحديدات ستنتج عنها شكل وتعامل الدول مع الملف السوري،وكما أن عملية إعادة بناء سورية الحديثة من خلال رفع العقوبات عن سورية، وإعادة سورية إلى مكانتها الدولية والإقليمية والمشاركة الفاعلة في استحقاقات المنطقة والعالم وأخذ دورها الريادي في خارطة التوازنات الجيواستراتجية سترتبط بمدى الانتقال السليم لسورية الجديدة من عقلية الثورة إلى مفهوم وواقع الدولة المدنية التي لا بد أن تناسب شكل سورية وتاريخها وحضارتها ووعي وثقافة مجتمعها الرائد طيلة مسيرة تأسيس الدولة السورية في المنطقة، ولابد لها أن تلبي أو تبدد مخاوف الدول الإقليمية والعالمية في إزالة صورة الطائفية والمذهبية وجمهورية الافيون التي حاول من خلالها النظام السابق في جعل الشعب السوري رهينة سياسته الرعناء في ابتزاز الدول.أن الانتقال السليم لسورية الجديدة من عقلية الثورة إلى مفهوم الدول ستواجه الكثير من الصعوبات والعراقيل في ظل ما واجهته سورية من ظروف وتحديات طيلة سنوات الثورة ومن أهم تلك التحديات العقلية الإنتقامية المتشددة التي تمثل التشدد في التمسك بالمذهبية وهذا المفهوم أوهذه الظاهرة تعتبر بالتأكيد من الظواهر الدخيلة على المجتمع السوري والتي تشكلت مع إطالة الثورة السورية ومحاولة النظام السابق تكريس هذه الظاهرة من خلال سعيه الدؤوب في تكريس المذهبية لحماية نفسه عبر الاقلية وتحويل الأزمة في سورية من ثورة ومطالبة بالحرية في الداخل السوري إلى أزمة مذهبية في استقدام مليشيات مذهبية وطائفية عبر إستيراد الفكر المذهبي الطائفي ومحاولة إضافتها الى الصبغة السورية من أجل ابتزاز الدول، وسعيه الدؤوب في تحويل ثورة الشعب السوري إلى إرهاب دولي في ابتزاز العالم عبر إغراق سورية في القتل والصبغة المذهبية، وكما عزز هذه الظاهرة عملية القتل على الهوية الطائفية والتغير الديمغرافي المذهبي في السعي لتفكيك بنية المجتمع السوري لصالحه لذا عملية التخلص من هذه الظاهرة وعقلية الانتقام والحكم بالمذهبية من أهم صعوبات ومعوقات امام عملية الانتقال السليم بسوريا من عقلية الثورة إلى مفهوم وواقع الدولة المدنية. التخلص من الحالة المناطقية والتقوقع الجغرافي في عملية الخوف من المجهول والناتجة عن ظاهرة عدم الثقة في الآخر طبعآ تعتبر من الظواهر والنتائج المريرة التي حاول النظام السابق تشكيلها عبر إنشاء وتعزيز حالة المناطقية لكسب الولاءات وتقليب المناطق على الأخرى، وكما ستعتبر من  أهم المعوقات أمام عملية انتقال سورية من عقلية الثورة إلى مفهوم وواقع الدولة. صعوبة دمج المليشيات أو توحيدها تحت سقف قيادة موحدة في وزارة واحدة تعتبر الأمن والأمان للشعب السوري تعتبر من أهم العوائق التي ستواجهها سورية المدنية الجديدة وهذه الظاهرة التي تشكلت وتعززت مع إطالة الثورة السورية  في عدم ترك النظام السابق الشعب السوري أمام إلى أي خيار آخر إلا وحمل السلاح في الدفاع عن نفسه، وفي ظل تنوع هذه المليشيات وولاءاتها المختلفة للأشخاص وللجغرافية وللفكر الضيق دون الولاء لسورية الجديدة الديمقراطية ستُعتبر من أهم المعوقات أمام انتقال صحيح وسليم لسورية من عقلية الثورة إلى مفهوم وواقع الدولة المدنية الديمقراطية. عملية توافق السوريون على شكل وأدارة سورية الجديدة سُتعتبر من أهم المعوقات والصعوبات أمام عملية انتقال سورية من عقلية الثورة إلى مفهوم وواقع الدولة المدنية الديمقراطية في ظل تدخل الدول الإقليمية والعالمية والسعي  لتثبيت مصالح وأجنداتها في سورية الأمر الذي عززه النظام السابق في تحويل الأزمة السورية إلى أزمة دولية تتصارع من خلالها الدول والقوى العالمية والإقليمية على صراع المصالح وتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ على حساب الشعب السوري، والأمر الذي بدأ يتجلى في شكل  وعملية التأخير للاستحقاقات القادمة في سورية من خلال تأجيل متكرر لمؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده لتحديد شكل حكم سورية المستقبلية الأمر الذي يواجه عقبات كثيرة وهذه العقبات ستُخلف نتائج سلبية في تعزيز حالة اللاستقرار واللادولة في سورية .غياب الحلول وفقدان الثقة بين المكونات والاقليات السورية في الخروج بحلول جدية للتوزيع العادل للسلطة والثروات بين جميع أبناء الشعب السوري، وغياب المناهج الأكاديمية والعلمية التي ستكون الأساس في تكوين عقلية الدولة المدنية الديمقراطية التعددية والانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية في سورية تعد من أهم العوائق أمام الانتقال السليم لسورية الجديدة من عقلية الثورة إلى مفهوم وواقع الدولة.في المحصلة،يمكن القول بأن مسار وشكل والصيغة السليمة لانتقال سورية من عقلية الثورة إلى منطق أدارة الدولة المدنية الديمقراطية في ظل الصعوبات والعواقب الكثيرة إنما سترتبط وستتوقف على مدى توافر الإرادة الوطنية لدى السوريين في بناء وطن خالي وغير مرتبط بالأجندات الخارجية ولتلبي رغبة أبناء الشعب السوري في تجسيد مبادئ الثورة في تخليص سورية من الديكتاتورية والظلم والانتقال بها إلى دولة مدنية ديمقراطية مؤوسساتية تعددية تجسد طموحات وتلبي مطالب السوريين في أن يكون الشعب مصدر السلطة والقرار.
آخر التحديثات