
كوردستريت|| #عواصم – وكالات
يشهد العالم سباق تسلح متسارعًا، حيث تعمل الدول الكبرى على تعزيز ترساناتها العسكرية وتطوير تقنيات جديدة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية. يأتي ذلك في ظل اشتداد الصراع بين القوى العظمى، وزيادة المخاوف الأمنية في مختلف مناطق العالم، مما دفع العديد من الدول إلى تخصيص ميزانيات ضخمة لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.
زيادة الإنفاق العسكري عالميًا
وفقًا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، ارتفع الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 بنسبة 7% مقارنة بالعام السابق، مسجلًا رقمًا قياسيًا تجاوز 2.4 تريليون دولار. وشكلت الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند والمملكة المتحدة النسبة الأكبر من هذا الإنفاق، حيث عززت كل منها قدراتها العسكرية لمواجهة التهديدات المتزايدة.
• الولايات المتحدة: حافظت على مكانتها كأكبر منفق عسكري في العالم، حيث خصصت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ميزانية بلغت 886 مليار دولار، مع تركيز كبير على الذكاء الاصطناعي العسكري، والأنظمة غير المأهولة، والصواريخ فرط الصوتية.
• الصين: واصلت توسيع قدراتها العسكرية، حيث رفعت ميزانيتها الدفاعية إلى أكثر من 250 مليار دولار، مع تركيز خاص على تطوير أسطولها البحري، وتعزيز وجودها في بحر الصين الجنوبي.
• روسيا: زادت إنفاقها العسكري بأكثر من 15%، حيث وجهت جزءًا كبيرًا من ميزانيتها إلى إنتاج الطائرات المسيّرة، والصواريخ فرط الصوتية، وتعزيز دفاعاتها الجوية، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
• أوروبا: دفع الغزو الروسي لأوكرانيا دول الاتحاد الأوروبي إلى رفع إنفاقها الدفاعي بنسبة 13%، حيث تسعى ألمانيا وفرنسا وبولندا إلى تحديث جيوشها وتعزيز قدراتها الصاروخية.
التطورات التكنولوجية في التسلح
يتجه سباق التسلح نحو الابتكار التكنولوجي، حيث تسعى الدول الكبرى إلى امتلاك تفوق عسكري من خلال:
1. الأسلحة فرط الصوتية: تعمل كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين على تطوير صواريخ فرط صوتية قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي التقليدية بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت.
2. الذكاء الاصطناعي العسكري: تزايد اعتماد الجيوش على الذكاء الاصطناعي في أنظمة القيادة والسيطرة، والطائرات بدون طيار، والتحليل الاستخباراتي.
3. الروبوتات القتالية: تشهد صناعة الروبوتات العسكرية طفرة، حيث يجري تطوير وحدات قتالية قادرة على تنفيذ مهام معقدة في ساحات المعارك دون تدخل بشري مباشر.
4. التسليح الفضائي: تزايدت المخاوف من عسكرة الفضاء، حيث تعمل الولايات المتحدة والصين وروسيا على تطوير تقنيات لمهاجمة الأقمار الصناعية وتعطيل أنظمة الاتصالات والملاحة العالمية.
مخاطر وتداعيات سباق التسلح
يحذر الخبراء من أن تسارع سباق التسلح قد يؤدي إلى تصاعد النزاعات المسلحة، وزيادة احتمالية اندلاع حروب غير تقليدية. كما أن ارتفاع الإنفاق العسكري قد يؤثر سلبًا على الاقتصادات العالمية، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
في هذا السياق، دعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية إلى ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية للحد من انتشار الأسلحة وتقليل التوترات بين القوى العظمى. ومع ذلك، يبدو أن سباق التسلح سيستمر في التصاعد في ظل غياب اتفاقيات دولية جديدة لضبط التسلح، مما يثير مخاوف من دخول العالم مرحلة جديدة من التنافس العسكري غير المسبوق.