كوردستريت_هام/
فيما يلي نصها:
03/02/2016
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المواطنون الكرام
شعب كوردستان الأبي
لقد سمعنا في الأيام القليلة الماضية، بعض التصريحات اللا منطقية والغير منصفة من قبل بعض السياسيين في الداخل وبعض المسؤولين الإقليميين حول حق شعب كوردستان في تقرير مصيره عبر الإستفتاء الشعبي، وأبدوا إعتراضهم حول هذه المسألة، بل وقفوا ضد هذا الحق الطبيعي لشعب كوردستان.
قبل كل شيء، إن وجود شعب و قومية بإسم الكورد في الشرق الأوسط، هي حقيقة لا يمكن إنكارها ويستطيع شعب كوردستان كجميع الشعوب في العالم أن يمارس حقه الطبيعي الذي منحه له الله ولايمكن إنكار هذه الحقوق تحت أية حجة أو مبرر. و ستستمر المشاكل وتزيد كلما استمر إنكار هذه الحقيقة، وبالعكس، إن تم الإعتراف بحقيقة وجود شعب كوردستان وحقوقه المشروعة، ستقل المشاكل وسيتحقق الإستقرار في المنطقة.
وإن إنتظر شعب كوردستان أن يمنحه ويهديه الآخرون حقه في الإستقلال، فلن يتحقق هذا الإستقلال أبداً وبكل تأكيد. ولهذا الحق وجود ويجب أن يطالب به شعب كوردستان وأن يمارسه، ويجب على الجميع أن يعلموا هذه الحقيقة، إن خارطة منطقتنا تم رسمها دون الأخذ برأي شعوبها و مواطنيها الأصليين وتم تقسيمها رغم عن إرادة سكانها، وبالأخص في كوردستان، وهذا ما أدى إلى ظهور الكثير من المشاكل الكبيرة وإزدادت هذه المشاكل عمقاً خلال مئة عام من الحروب والإنكار وعدم الإستقرار.
ويعلم المتسببون بهذا التقسيم، حجم الخطأ الذي إرتكبوه لكنهم غير مستعدون للإعتراف بفشل سياستهم خلال القرن الماضي، وليس من العدل أبداً أن يتم تجاهل حقوق هذا الشعب من أجل إرضاء الآخرين ومراعاة مصالحهم، هل يسمحون لأنفسهم أن يضعوا عوائق أمام شعوبهم ويوقفوا تطور وإزدهار الشعوب التي ينتمون إليها؟
لشعب كوردستان كافة المقومات والخصوصيات الجغرافية والتاريخية والإنسانية التي تؤهله ليكون دولته المستقلة، شأنهم شأن سكوتلندا وكتلونيا وكيوبيك وبقية الأقاليم والمناطق الأخرى التي لها الحق في تقرير مصيرها، يجب أن تعطى لكوردستان أيضاً نفس الفرصة ليقرر مصيره، وهذا شيء لا نقاش فيه.
ومن العجيب حقاً أن نسمع من البعض من سياسيي الداخل، مبررات لإنكار حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره ويدعونه لتأجيل البت في هذا الأمر ويطالبون بتهيئة الأرضية المناسبة للإستفتاء، في حين أن الأتيان بهذه المبررات والحجج لا تدل إلا على التردد وعدم الإعتراف بالحقوق العادلة لشعب كوردستان.
إن إصرار البعض ممن هم في الداخل على عدم إجراء الإستفتاء نابع من إيمانهم الكامل بأن هنالك فرصة ذهبية لتقرير مصير هذا الشعب ويريدون إجهاضها، ثم يدعون أن القيادة السياسية في كوردستان أضاعت فرصة ثمينة سنحت لشعب كوردستان لتقرير مصيره ولم تستغلها.
لقد حان الوقت لشعب كوردستان أن يقرر مصيره عن طريق الإستفتاء، وأن الفرصة الآن مناسبة جداً لإتخاذ هذا القرار، ولا يعني الإستفتاء أن يعلن شعب كوردستان دولته فور ظهور النتائج، بل يعني أن يعرف الجميع ما الذي يريده شعب كوردستان لمستقبله وكيف سيختار مصيره وأن القيادة السياسية في كوردستان ستنفذ إرادة وقرار الشعب في الوقت المناسب.
إن تقرير المصير والإستفتاء الشعبي، يجب أن يكون في إطار سلمي وبشكل يتناسب مع متطلبات هذا العصر من أجل إحلال السلام والإستقرار للمنطقة وإعادة الحقوق لأصحابها بعيداً عن العنف وعن طريق التفاهم والحوار، ولا يشكل هذا الإستفتاء أي تهديد ضد أي شخص أو أية جهة.
إن إرادة شعب كوردستان، كانت سبباً في الإعتراف بالأمر الواقع فيما يتعلق بمسائل الفدرالية ورفع علم كوردستان على الرغم من وجود الكثير من الإعتراضات الخارجية، ولم تشكل هاتين المسألتين أي تهديد ضد أية دولة أو جهة، وان من ينظر اليوم للحقوق العادلة لشعب كوردستان بهذا الشكل المهين وبإنعدام الضمير، ماهو إلا شخص لايريد الإستقرار والسلام ولا أساس أبداً لوجهة نظره.
لقد شهدت منطقتنا الكثير من الحروب والكوارث، وإن التغييرات قادمة لا محالة وهي في الطريق، ولم يكن شعب كوردستان سبباً في هذه التغييرات والكوارث بل كان دوماً ضحية للآخرين، لمن عرض المنطقة للكوارث والصراعات. وبعد كل هذه التضحيات والكوارث التي مرت على المنطقة، أصبح لزاماً على شعب كوردستان أن يقرر مصيره ومن واجب كل كوردستاني وطني مخلص أن يكون على مستوى المسؤولية التاريخية وإرادة هذا الشعب، وأن يستعدوا للمراحل القادمة وأن يقفوا مع مطالب هذا الشعب وممارسة حقوقه.
إن إنكار حقوق شعب تعرض للكثير من المآسي وسلبت منه حقوقه، لا يتحمل أية حجج أو مبررات ويجب أن نؤمن جميعاً وبدون تردد بحق شعبنا العادل في تقرير مصيره.