الرسالة:
حسو عفريني
11-4- 2014
خريطة النفوذ (1-2-3-4-)التي وضعها ووافق عليها الاتحاد السياسي في مرحلة ما قبل المؤتمر التوحيدي في دفعها بالكتل إلى صدارة المراكز القيادية:
بأي قانون وأي دستور تم تهميش كوادر البارتي في جيا كورمينج ، بهذا التهميش همشتم أول المؤسسين لهذا التنظيم من خارطة الحركة الكوردية الكوردستانية في سورية.
وبأي دستور اعتمدتم يا إتحاد السياسي لمؤتمركم التوحيدي نعم مبني على أساس الكتلة الضامنة حيث لا يعطي الحق لغير أنصاره بتولي رؤوساء الكتل الأربعة وفي الوقت نفسه تتم الممارسات باسم القضية لتهميش بعض الفئات لاسيما أهل الكورد وكوردستان تلاميذ نهج البارزاني الخالد في جيا كورمينج الذين يعانون الويلات من بطش النظام وشبيحته وتهميشه لدورهم وسلبه لأبسط حقوقهم التمثيلية وتشتيت جماهير البارتي، وطبيعي أنه في ظل ذلك الخلل الواضح في فهم الحركة وتطبيقه أن تنقلب الدائرة على القاعدة العريضة من جيا كورمينج ولسوف تزداد الاحتجاجات مطالبة برفع المظالم بحق كوادرهم إلى أن تؤدي إلى انهيار نظام الاحتكار من الداخل أو بروز حركة تصحيحية حقيقية تعيده إلى صوابه.
إن سياسة “فرق تسد” التي تتبعها العقول الفاسدة في كوردستان سورية وسحب البساط من تحت أقدام بقية التنظيمات في منطقة جيا كورمينج أمر غريب ويدعو إلى التساؤل والاستفسار .
لا مبرر لتهميش دور أبناء جيا كورمينج الموجودين داخل البارتي وليس له أي تفسير آخر غير أن قياداتهم تريد من أبناء جيا كورمينج أن يكونوا مستخدمين عندهم لتتخذهم أداة لتضرب بهم إخوانهم من أبناء الكورد المعارضين لجبهة الحركة مهما كانت التنظيمات ؟! وبسرعة نقفز من الماضي إلى الحاضر ثم المستقبل ، ونتحول من التشرذم إلى التهميش تحت غطاء التوحد إلى كانتونات ( كوردستان سورية ) ونسأل عن كانتونة قامشلو وعن توقعاتكم ؟ مع وجود النظام وشبيحته. وهكذا فإن العقول التي درست ليلاً ونهاراً كيف تهمش وكيف يخطط لعدم الوصول إلى استقلالٍ لحقوق الكورد في كوردستان سورية ، وبالتالي السير بعكس ما يريدون وما يريدونه الأبناء المخلصين ، وهم يسعون لتهميش وجود الكادر العفريني ضمن القيادة وعموم الحركة وبأن يبقى أنصار البارتي على الأقل تحت حصار الأباطرة ويمكن أن يضمنوا من عدم التطور وسباق الأباطرة ، ولكن هم لا يدرون بأبناء هذا الجبل الأشم إلى أي درجة علمية وبأعلى شهادات علمية _وليس فقط بأدناه حاصلون على شهادة سرتفيكا_ فحسبوا لهذا الزخم الفكري العلمي وهو خطر عليهم لذا يخشون من أبناء جيا كورمينج
. وإن ذاك الأمر هو من الصعوبة بل إن لم يكن من المستحيل ،لأن أبناء جيا كورمينج اليوم بشبابها وجماهيرها موحدة وهي تملك زمام الأمور ، وهي تتبنى مبدأ الكل : ( الثقافة لكوردستان- ثقافةً للحركة الكوردية العادلة(.
فاعلموا أن أبناء جيا كورمينج وقفت ضد الاحتلال الفرنسي والغزو البريطاني حين تم مرورهم من خلال الجبل إلى العراق.
وحين أرادوها وحدة أرادوها ضمانية ، وهي اليوم ضد استقلال الديمقراطية ، لأنها باستقلالها تشكل مع النخبة المثقفة الواعية قيادة بشبهة دولة (كوردستان الكبرى) . وبالمناسبة فإن عدد الشعب الكوردي اليوم خارج أرضه بسبب ما يقال بالربيع العربي نسبتها أكبر من عدده للأطياف السورية الأخرى.
والكورد على أرض أجدادهم التاريخي ممتدة تاريخياً وحضارياً إلى حيث تخاف العنصر العربي والتركي والفارسي وحتى الأوربي ، لأنها ذهلت من ظهور جيلين من شباب الكورد متمسكين بنضالهم المشروعة رغم النحت الأيديولوجي الذي قام به أعدائه الداخلي والخارجي .
فكيف ترون مستقبل شعبكم ؟ نظام طائفي مناطقي يريدون تطبيقها الآن نظام غريب وجديد على أربع أحزاب من الحركة الكوردية في كوردستان سورية ، لأن الحكم يتم بصورة غير معهودة من قبل ، إذ تتعاقب الكتل الأربعة الضامنة على قيادة الحزب الجديد.
ولهذا يصعب قيادتها إلا بعد فترة من استمرار هذا النمط ، فهل سيستمر أم لا ؟ هذا مما يصعب التنبؤ به الآن ، خاصة إذا تغير وتحررت العقول قبل الأوطان . أما تطلعات النخبة المثقفة هنا فهي إقامة حزب مؤسساتي وليس حزب تهميشي لكوادره.
فالتيارات الكوردية المثقفة هناك في تنامٍ وهي رغم إيجابيتها قد ورثت نوعاً من التحزب من تيارات الأنظمة المتعاقبة التي جاءت من بعد استقلال سورية ، ومع هذا فعامة الناس يحبون قوميتهم ، والسلوك العام زاد اقتراباً من الحركة التحررية.
والشيء الملاحظ أن هناك محاولات لتهميش كوادر البارتي في جيا كورمينج ، ظهرت هذه النوايا قبل انعقاد المؤتمر التوحيدي وطبقوها خلال انعقاد المؤتمر كما توقعها خيرة من كوادر جيا كورمينج المثقفة والحزبية.
التهميش ؟ لم يفعلوا شيئاً ، ولن يفعلوا شيئاً بعامة جماهير الحركة وخاصة البارتي وما داموا هذه الرموز المتسلطة على قيادة البارتي هم باقون على وضعهم وفي مناصبهم.
طبعاً هم راضيون عن التهميش ، ولكن هم ما داموا في مراكزهم.
وتصرف عليهم النفقات التي تأتيهم فلن يفعلوا شيئاً ، وهم يعلمون أن الوحدة وكوادر المهمشة ليس له بديل غيرهم الآن ، لأن كوادر جيا كورمينج حسب اعتقادهم ليست لديهم قوة سياسية وتنظيمية وليس وراءهم تنظيم قوي ولا قوة جماهيرية تغنيه عنهم. هل معنى ذلك أن أطراف الكتل الضامنة مستفيدون من هذا الاحتلال ؟ أكثر من يستفيد من الاحتلال هم أطراف من النظام البعثي والإقليمي عامة ، وإن كانوا يعلمون جيداً أن النظام في دمشق غير راضية عنهم يريدون التخلص منهم قبل قواعدهم التنظيمية ، ولكنها لا تجد بديلاً عنهم ، فإذا وجدت النظام البديل ؛ فإنهم سيتحركون للدفاع عن مصالحهم الشخصية ، ولكنهم الآن صامتون ولا يريدون مواجهة قواعدها الموجودة في منطقة كوردستان سورية ، ولكن النظام أيضاً يريد أن تستفيد من قوى داخل الحركة الكوردية الآن على الأقل ، وتريد في الوقت نفسه أن يظل هذا التحالف غير قوي ، بل مخترقاً ومتفرقاً إلى حين تستطيع الاستفادة من عناصر تتربى في داخلهم ، وبخاصة أن كثيراً من عناصر هذا التحالف لا يزال موالياً للنظام الأسدي بتصرفاتهم.
هذه مؤامرة خطيرة لتهميش البارتي وكوادره في جيا كورمينج في الانتخابات التي أجريت في المؤتمر التوحيدي بهولير الأخيرة .
وهذا ليس بمستغرب ، إذ أن هذه الوسائل التهمشية والتدخلات أصبحت مكشوفة للقاصي والداني ، لكن الغريب في الأمر أن الساسة في هذه القطعة من كوردستان الكبرى لوحظ ومن خلال العقود أنهم ينكرون بل يهمشون دور ونضال أبناء جيا كورمينج من بعد أول انشقاق لعام 1965 هذه التهمشيات السافرة بل وينفونها من أصلها ، وأن الكثير من الكوادر العفريني يقفون موقف المتفرج منها ولا تحرك ساكناً. وقد أصبح هذا الأمر مكشوفاً ومفضوحاً أكثر من بعد هذا المؤتمر التوحيدي ، إذ أن المنطقة احتل من قوى أخرى أيضاً.
الهيمنة منذ الانشقاق الأول عام 1965 وحتى يومنا هذا القرار السياسي في كوردستان سورية ليست جماعية لسوف يؤدي إلى اختلال التوازن بين الكورد أنفسهم في هذه المنطقة الاستراتيجية للدول المغتصبة لكوردستان وخططها ، ومنها قيام المحور الطائفي الذي يمتد من كل أطراف كوردستان.
ولا تزال تقلبات الجزر والمد تعصف بشعبنا ، ولا يزال الزمن في أهله قُلب والحياة أدوار وأطوار ، فالقوي لا يستمر أبد الدهر قوياً ، والضعيف لا يبقى مدى الحياة ضعيفاً ، وما هذه المداولة والأدوار وما تلك التقلبات والأطوار إلا ليجري الله حكمته من الابتلاء والتمحيص والتمييز { وَتِلْكَ الاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحّصَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ }. إن شعبنا ، اليوم ، تعيش في حالة انحطاطاً وتخلف لم تعرفه من قبل من جرى التلاعب بها ، فالذل والصغار والخذلان يتنشقه الكوردي صباح مساء فضلاً عن الاحتلال السياسي والعسكري الشبيحي على منطقتنا وإراقة الدماء وتناثر الأشلاء وانتهاك الأعراض واستباحة المقدسات مع عجز وشلل وقلة حيلة عند أمة تجاوزت خمسون مليوناً .
ناهيك عن اكتوائهم بنار التبعية للأخطبوط البعثي الشوفيني العنصري الذي يستمتع بخيراتها وثرواتها من الذهب(المحاصيل الزراعية) والنفط ومصادر الطاقة.
لقد تعرضت هذه الأمة منذ بزوغ فجرها للعديد من الأزمات والتحديات سواء من داخلها أو من خارجها بدءاً بحروب التتار والمغول مروراً بالحروب الصليبية ثم الغزو الاستعمار الأوربي (الانكليزي الفرنسي) ، ولكن التاريخ شهد زوال الجميع وبقاء الكورد.
ويعيد التاريخ نفسه في أيامنا هذه ، ونرى واقع الأمة الكوردستانية الأليم والحق أنه واقع لا تاريخي لا يمكن أن يسجل في تاريخ أمتنا الكوردية الذي عجَّ بالأمجاد والانتصارات لقد عاش الكورد قروناً ، وقوى االعنصرية لم تغفل عنهم.
وفي كثير من بقاع كوردستان يعانون أصناف الشقاء ، الغذاء غير موجود ، والعمل غير ميسور، نفوسهم محطمة وآمالهم تائهة ، بعد أن فقدوا الآباء والأمهات والأبناء والأزواج والقريب والعشير في مذابح جماعية وحمامات دم لا تعرف الرحمة ولا الشفقة .
تمد إليهم كسرة الخبز وقطعة الكساء وجرعات الدواء ، ملطخة بدم الأب والقريب ، ومغلفة بغلاف المسخ من حقوق الإنسان.
—