حـميـد خلـــف :امبراطورية لا تغيب عنها الذقون

آراء وقضايا 01 ديسمبر 2015 0
حـميـد خلـــف :امبراطورية لا تغيب عنها الذقون
+ = -

ان الأنظمة الديكتاتورية المستبدة التي حكمت كل الدول في الوطن العربي .و مارست ابشع اساليب القمع و التنكيل بحق شعوبها . خيرت الناس لعقود بين الولاء لها و التسليم بخيرات الأرض و كرامة العرض . مقابل العيش الذليل حتى يوم الرحيل .

.
هذه الانظمة أصبحت تخير الناس اليوم بين الركوع و التسليم ببقائها أو الموت الجماعي . تلك الأنظمة العربية التي أنهكت الانسان و فشلت في تحقيق نهضة اقتصادية أو اجتماعية و مارست كل انواع الفساد و القمع منذ اكثر من نصف قرن .

.
هذه الانظمة و منذ سقوط صدام حسين احد ابرز الديكتاتوريات العربية شراسةَ و اندلاع ثورة الارز بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري . باتت تواجه اعتى الاعاصير و الزلازل من الأحداث السياسية و الاجتماعية التي تعصف بالمنطقة العربية . / ثورات الربيع العربي /و أسقطت الكثير منهم . و هزت عروشهم التي كانت راسخة لعقود و تحوِّل دولاً أخرى عرفت استقراراَ لسنوات لتصنفها ضمن الدول الفاشلة التي انفرط عقدها . و فقدت القدرة على الامساك بعجلة القيادة فانحدرت في الفوضى و العنف و القتل . سوريا مصر ليبيا اليمن تونس العراق بل و كل الوطن العربي ودعت سنوات من الانظمة القمعية البوليسية . لتدخل حقبة خطيرة من الحرب الأهلية بنكهة طائفية تقودها تنظيمات سلفية جهادية تقتل الناس بتهمة الانتماء التاريخي لأحداث وقعت قبل 14 قرن . نتيجة الكراهية المتوارثة بين الطائفتين منذ ذلك التاريخحيث ظهر الخلاف بين أتباع علي و معاوية و الخوارج و ما تبعه بين المعتزلة و الحنابلة .

.
و تنفذ الاحكام و الحدود بنفس الطرق التاريخية المتبعة في تلك الحقبة .و هذه التنظيمات التي تعيش اليوم عصرها الذهبي من تنظيم الدولة الاسلامية السنية / داعش / و تنظيم عصائب أهل الحق و أنصار الله الشيعية تحصد كل يوم مئات الضحايا . فوصلت ذروتها بعد ثورات الربيع العربى و قد يستمر هذا الصراع الى عشرات السنوات المقبلة و تأكل نيرانها الأخضر و اليابس . انها حرب / اللحى و العمائم / فرجال الدين المتطرفين هم من يجندون «المجاهدين» من الطائفتين السنة و الشيعة فى هذه الامبراطورية لخوض هذه

.
المعركة الطويلة . و خلف العمائم و اللحى تقف أجندات قوى إقليمية و دولية توظِّف هذا الصراع لتحقيق مصالحها . وبعد اشتداد الصراع و على انقاض اراضي هذه الامبراطورية سوف يكرس انقسام الدول العربية و الإسلامية فى الشرق الأوسط على أساس طائفى كما نراه اليوم في معظم اراضي هذه الامبراطورية . ان هذا الصراع الدموي الطائفي يستند إلى الفتاوى المتطرفة .

.

و من هنا ندرك حجم استخدام الدين فى إشعال الحروب المدمرة اعتماداً على الكمٍّ الهائل من الأحاديث و الفتاوى لتدمير الطرف الآخر . فشيوخ السلفيين يحثون أتباعهم لنجدة إخوتهم فى الدين من أهل السنة من الروافض الصفوييين . و يؤمنون أن هذه البلاد هى أرض الطائفة المنصورة . كما ان الشيعة يدعون اتباعهم الى الجهاد ضد الاعداء من آل البيت .

.

حمبد خلف

 
آخر التحديثات