حظر تطبيق “تلغرام” من قبل السلطات الإيرانية قريبا على مواطنيها .
كوردستريت نيوز – تكنولوجيا
أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، أن السلطات ستوقف استخدام تطبيق “تلغرام” هذا الشهر، بحجة حماية “الأمن القومي” للبلاد، مندداً بـ”دور مدمّر” أداه خلال الاحتجاجات التي شهدتها إيران أخيراً، ومتحدثاً عن إتاحة تطبيقات أخرى للمواطنين.
ويعكس الأمر مخاوف متزايدة لدى النظام من دور مواقع التواصل الاجتماعي في زعزعة أسسه، لا سيّما خلال التظاهرات التي هزّت ايران في الأشهر الأخيرة، احتجاجاً على الوضع المعيشي المتردي وتدخل طهران في الشؤون الإقليمية، على حساب الداخل.
وأوقعت الاحتجاجات 25 قتيلاً وفق حصيلة رسمية، كما أوقفت السلطات أكثر من 5 آلاف شخص.
وكان بافل دوروف، الرئيس التنفيذي لـ”تلغرام”، أعلن قبل سنة أن لدى التطبيق 40 مليون مستخدم نشط في إيران، أي نصف عدد سكانها.
لكن دراسة أعدّتها “وكالة استطلاع الطلاب الإيرانيين” (إيبسا) لحساب مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للرئيس حسن روحاني، أفادت بأن 60 في المئة من الإيرانيين يستخدمون التطبيق الذي يعتمده حوالى 200 مليون في العالم.
ويستخدم الإيرانيون “تلغرام” للتواصل مع أقاربهم ومعارفهم، والاطلاع على الأخبار. كما أن آلافاً من رجال الأعمال الإيرانيين يستخدمون التطبيق، للإعلان عن سلعهم وخدماتهم.
وما يُقلق السلطات أن لدى وسائل إعلام، بينها محطات إذاعة وتلفزة إيرانية، أو ناطقة بالفارسية، تبثّ من الخارج، قنوات على التطبيق، ما يمكّنها من الوصول إلى شريحة واسعة في إيران، على رغم رقابة صارمة مفروضة على الإنترنت. وتفيد معلومات بأن هناك أكثر من 100 ألف قناة إيرانية على تطبيق “تلغرام”.
وأفاد موقع “ألف” الإخباري الإيراني بأن لدى قناة القسم الفارسي في “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي) 1.16 مليون مشترك على “تلغرام” في إيران.
وقال بروجردي إن قراراً “على أعلى مستوى” اتُخِذ في شأن وقف ذلك التطبيق، وإبداله بآخر محلي بحلول نهاية الشهر الإيراني الحالي (في 20 نيسان-أبريل). ووضع القرار في إطار ردّ على “دور مدمّر” أداه “تلغرام” أثناء الاحتجاجات في إيران أخيراً، ولحماية “أمنها القومي”.
وأضاف “نمتلك قدرات وإمكانات في المجال الافتراضي، تُمكّننا من اعتماد تطبيق محلي للتواصل. لدى (تطبيق) سروش أو تطبيقات وطنية أخرى، حوالى 3-4 ملايين مشترك، فيما لدى تلغرام حوالى 40 مليوناً، وبطبيعة الحال سيرتفع عدد المشتركين في التطبيقات الوطنية، لدى وقفه”.
وكانت السلطات حجبت “تلغرامط وتطبيق “إنستغرام” خلال الاحتجاجات، علماً أن دوروف كان كشف أن طهران طالبته بوقف القنوات التي غطت تلك الاحتجاجات أخيراً، أو شجعتها، على “تلغرام”.
واعتبر سعيد بيواندي، وهو عالم اجتماع إيراني مقيم في باريس، أن السنة الفارسية التي انتهت في 20 آذار (مارس) الماضي شهدت “هزيمة كبرى” للنظام الإيراني في “الحرب الإعلامية”.
ورأى أن الاستخدام الواسع لتقنيات الاتصالات، وبينها مواقع التواصل الاجتماعي، مكّن الإيرانيين من التواصل بمعزل عن رقابة النظام.
ويعتقد أصوليون بأن مواقع التواصل، لا سيّما “تلغرام”، تؤدي دوراً حاسماً في إثارة استياء من النظام، مهددة وجوده.
ورأى حسن فيروز آبادي، رئيس المجلس الأعلى للفضاء السيبراني في إيران، وهو قائد سابق للأركان، أن السماح لـ «تلغرام» بالعمل في إيران ليس من مصلحتها، داعياً إلى حجبه بذريعة أن محتواه متحيّز ويثير معارضة للنظام وفوضى في البلاد.
وحمّل “راديكاليين محليين” مسؤولية المساهمة في تعزيز شعبية التطبيق، عبر حجب موقعَي “تويتر” و”فايسبوك”.
ورأى موقع “جهان نيوز” الإخباري في تطبيقَي “تلغرام” و”إنستغرام» أدوات “إرهابية لشبكات استخباراتية وساعين إلى إطاحة” النظام الإيراني.
وعدّد رضا تقي بور، وهو عضو في المجلس الأعلى للفضاء السيبراني ووزير سابق للاتصالات، 5 بدائل لـ “تلغرام”، هي “ويسبي” و “سروش ميسنجر” و “غاب ميسنجر” و “آي غاب ميسنجر” و “بيسفون بلاس”.
لكن رسول كاظمي، مطوّر تطبيق “آي غاب”، نبّه إلى “عيوب فنية” تعانيها التطبيقات الإيرانية، مقراً بأن مواطنيه لا يثقون بها. كما أن النائب عبد الكريم حسين زاده، رئيس لجنة حقوق المواطَنة، اعترف بأن الإيرانيين “لا يثقون” بالتطبيقات المحلية، لافتاً إلى أن “فرض رقابة على الإنترنت سيكون مستحيلاً في المستقبل القريب، بفضل الاختراقات التكنولوجية”.