
بيان
في الآونة الأخيرة مما تمر به حركتنا الكوردية من تخبطات بمواقفها بالنسبة لقضيتها في غربي كوردستان، وبالرغم من وجود تغيرات في المواقف الدولية والإقليمية من الوضع السوري الراهن وخاصة بعد الاتفاق (الروسي -التركي – الإيراني)، وتغلب النظام السوري على المعارضة في حلب، ومنها تغيير التوازنات بيد المعارضة واحتكارها من قبل النظام والدول المتحالفة معها في إدلب، وإنهاء معارك الغوطة الغربية، واتفاق الروس بعد اللقاء الذي جرى بينهم وبين الطرف التركي وبغياب الإيرانيين إلى وقف اطلاق النار وإجراء مفاوضات في كازاخستان، وإبداء الإيرانيين موقفهم من الحالة السورية، ولن يكون هناك أي استقرار بدون موافقة النظام الايراني.
.
إن ما نلاحظه من تغييرات قد تكون جدرية في العام الجاري، وخاصة من اقتراب استلام دونالد ترامب مقاليد الحكم في الأيام القادمة، وبالرغم من كل هذا تقع حركتنا الكوردية في مطبات مصيرية بالنسبة لحقوق شعبها الكوردي في غربي كوردستان، وبدل من أن تكمل موقفها مع جميع الأطراف وإكمال المشروع الكوردي، نرى أن مشاريعهم متناقضة لطرف الآخر وخاصة أن هناك مواقف من ترتيب الوضع الكوردي يبدي إلى إلغاء الوجود الكوردي أرضاً وشعباً من الخارطة السورية ويأتي إلغائهم بعد لقاء دعوة من الروس في قاعدة حميميم وحضور أكثر من خمسة عشر حزباً في الاجتماع، وجاء بعدها تغيير تسمية غربي كوردستان إلى شمال سوريا عبر مؤتمرهم في فدرالية شمال سوريا، وكان هناك ردود فعل من الشارع الكوردي بطريقة سلبية، شكلت لديهم حالة مخيفة.
.
في حين هناك أطراف لم تبدِ موقفها من الائتلاف الوطني السوري، وقبل أيام طرح مشروع مسودة دستور لفيدرالية غربي كوردستان، ونشر عدت مواقع هذه المسودة، وكان هناك تناقضات من قبل المثقفين والكتاب على هذه المسودة، وعدم ذكر منطقة عفرين وإعطائها الحقوق والواجبات كباقي المناطق الكوردية، وانتقاص حقوقها وواجباتها كالمناطق الأخرى، والأصح يجب أن يكون هناك مجلس تأسيسي من جميع الأطراف التي تمثل الشعب الكوردي لكتابة مسودة دستور لفيدرالية غربي كوردستان واستفتائها شعبياً، ولا يحق لأي طرف كتابة هكذا مسودات لأنها غير مخولة، وهناك أطراف أيدت مشروع شمال سوريا وكان مشروعهم مكمل للطرف الآخر.
.
وهناك أحزاب تتخبط بمواقفها السياسية عبر قادتها في الآونة الأخيرة وتعود من التقارب إلى حضن النظام وتأييد موقف الأخير وحسب تصريح أحد قيادة هذا الحزب انهم لا يدعمون أي كيان أو استقلال كوردي في سوريا وحسب قوله ليس من مصلحة الكورد قيام إقليم أو كيان كوردي.
.
إننا في حزب آزادي الكوردستاني ننتقد هذه المواقف التي لا تخدم قضيتنا الكوردية بتاتاً، وعلينا التقارب في المواقف وإيجاد مشروع يلبي طموحات شعبنا الكوردي في غربي كوردستان، لكي نكون أمام الاستحقاقات الجارية في المنطقة في الأيام المقبلة بالنسبة لمستقبل سوريا الجديد والدول الداعمة لقضيتنا، فلا يكمل أي قضية طالما أحزابها مشتتة بمواقفها ومتناقضة مع بعضها.
.
كما نطالب بإكمال المشروع الذي يعبر عن تطلعات الكورد خلال كل هذه السنين، وعدم هدر دماء شهداءنا سدى، وهذا يأتي عبر حوار جميع الأحزاب وبرعاية ومباركة ودعم من قادة كوردستانية ودول فاعلة في مراكز صنع القرار.
.
حزب آزادي الكوردستاني
13- 1- 2017