كوردستريت || الصحافة
قال جندي أمريكي سابق إن الحكومة الأفغانية، التي أطاحت بها حركة “طالبان”، لم تكن موجودة، مشيرا إلى أن الحرب الأفغانية كانت مليئة بالخرافات والمعلومات الخاطئة.
ذكرت ذلك صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، مشيرة إلى أن حديث الجندي الأمريكي السابق غراهام بلاتنر، جاء خلال مقابلة أجرتها الصحيفة معه، كشف فيها وجود فساد عميق وخرافات ومعلومات مضللة بشأن الدور الأمريكي في أفغانستان.
كما تحدث بلاتنر، عن أسباب سقوط أفغانستان تحت حكم حركة طالبان، خلال أيام، مضيفا: “كانوا يصدقون الخرافات لأنهم لا يملكون القدرة على تغيير الواقع السيئ”.
ووصف الجندي الأمريكي السابق، الذي عمل في العراق وأفغانستان، ما حدث في “الحرب الأفغانية” بـ “العار”.
ويقول غراهام بلاتنر: “في 7 أغسطس/ آب، استولت “طالبان” على مدينة زرنج، عاصمة ولاية نيمروز، جنوب غربي البلاد، وكانت أول عاصمة ولاية يتم السيطرة عليها”.
وتابع: “خلال أيام وفي الـ 15 من أغسطس وصلت “طالبان” إلى كابول بعدما فر الرئيس أشرف غني من البلاد”.
ولفت الجندي الأمريكي السابق إلى أن قوات الولايات المتحدة الأمريكية تركت قاعدة باغرام الجوية، في يوليو/ تموز الماضي، أي قبل شهر من سيطرة حركة “طالبان” على الحكم.
ما هي خبرة غراهام بلاتنر بالحرب في أفغانستان؟
ذهب بلاتنر إلى أفغانستان عام 2010، قادما من العراق، بعد نحو عقد من الحرب الأفغانية، وكان ضمن القوات الأمريكية التي أرسلها الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، لتعزيز جهود مكافحة المتمردين في البلاد والقضاء عليهم، وتغيير مسار الحرب بصورة كاملة، وفقا لمقابلته مع الصحيفة الإسرائيلية.
يقول الجندي الأمريكي السابق: “رأيت أخطاء في حرب العراق قبل الذهاب إلى أفغانستان عام 2010”.
ويتابع: “كنت أعتقد أن الجنرال ديفيد باتريوس، قائد القوات الدولية في أفغانستان وسلفه الجنرال ستانلي ماكريستال، يقول معلومات صحيحة عن أفغانستان”.
ويتذكر بلاتنر قول الجنرال ماكريستال، في ذلك الحين: نحن الآن نقود سياراتنا على الطريق وكأننا جزء من الشعب الأفغاني ونخرج ونمشي خارج المركبات بأمان.
ويضيف الجندي الأمريكي السابق: كان ذلك شيئا جيدا بالنسبة لي.
ويتابع: “لكن عندما ذهبت إلى هناك اكتشفت الواقع، وهو أن الجنرالات يقولون تلك التصريحات وصغار الضباط يصدقونها، لكن لا أحد يريد فعل أي شيء.
واستطرد: “كانوا جميعا يسجلون نجاحهم بأرقام المهمات والعمليات على الورق للحصول على الترقيات، دون إنجاز أي شيء على أرض الواقع”.
كيف تجعل الأفغان سعداء؟
يجيب غراهام بلاتنر: “يمكنك تحقيق ذلك بمجموعة من الأرقام تتضمن أكبر عدد من قتلى العدو وإنفاق أكبر قدر من المال على عمليات ودوريات كثيرة، بغض النظر عما تم تحقيقه فعليا”.
جندي أمريكي في مطار كابول يوجه سلاحه نحو أفغاني يحاول مغادرة البلاد إثر سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان
يقول الجندي الأمريكي السابق، إنه بينما يقوم الجيش الأمريكي بعمل إحصائيات جيدة لما يحدث على الأرض ونقله عبر التسلسل القيادي إلى قادة الجيش، فإن الجيش الأفغاني كان جيشا على الورق إلى حد كبير.
ويتابع: “في البداية كنا نحاول أن نظهر أن القوات الأمنية والجيش الأفغاني قادرون على أداء مهامهم بصورة مستقلة، لكن عندما فشلوا أصبحنا نساعدهم في ذلك على الأرض ونعلن أنهم من نفذ المهمة”.
وتابع: “لذلك فإن الأساس الذي تقوم عليه مهمة القوات الدولية في أفغانستان وهو التدريب والمساعدة ليس إلا خرافة، لأنهم لم يكونوا قادرين على تنفيذ مهام بمفردهم”، مضيفا: “لقد كان ذلك خداعا”.
متى سقطت كابول؟
سقطت العاصمة الأفغانية “كابول” في قبضة حركة طالبان (المحظورة في روسيا) في الـ 15 من أغسطس/ آب الجاري، بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد.
وبعد سيطرة على الحكم، أعلنت الحركة عفوا عاما على الجميع، داعية إلى حقن الدماء، وتعهدت بالسماح لمن يريدون مغادرة البلاد بالخروج السلس.
وجاء سيطرة “طالبان” على الحكم في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، الذي بدأ في مايو/ أيار الماضي، بعد صدور قرار من الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتنفيذ الانسحاب وإنهاء حرب، قال إنه كان يجب إنهاؤها منذ وقت طويل. (سبوتنيك)