كوردستريت || متابعات
عقد مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء جلسة طارئة لبحث التصعيد العسكري في سوريا، حيث تناولت النقاشات الوضع الإنساني المتدهور والتوترات الميدانية والسياسية. الجلسة، التي شهدت تبادل اتهامات ومداخلات حادة، ركزت على ضرورة خفض التصعيد والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من 12 عاماً.
دعوات للتهدئة والحوار السياسي
دعت نائبة السفير التركي لدى الأمم المتحدة، سيرين أوزغور، إلى إطلاق عملية مصالحة وطنية حقيقية، محذرة من أن استمرار وجود التنظيمات المسلحة يشكل تهديداً مباشراً لأمن تركيا. وأكدت أن أنقرة ستتخذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها.
في السياق ذاته، شدد ممثل الجزائر، عمار بن جامع، على أهمية التوصل إلى حل سياسي يحافظ على وحدة وسيادة سوريا، مع التحذير من خطر عودة الإرهاب، مشيراً إلى ضرورة الحوار الشامل بمساعدة المجتمع الدولي.
من جانبه، أشار مندوب إيران، أمير سعيد عرفاني، إلى أن التصعيد الأخير في إدلب وحلب يعكس تصاعد خطر الإرهاب والتطرف، متهماً الهجمات الإسرائيلية بتعطيل وصول المساعدات الإنسانية.
تصعيد الاتهامات بين المندوبين
أثار مندوب النظام السوري، قصي الضحاك، الجدل خلال الجلسة بظهوره منشغلاً بهاتفه أثناء كلمة مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح، الذي استعرض معاناة المدنيين في إدلب وحلب. الضحاك اتهم تركيا وإسرائيل بالمسؤولية عن دعم الجماعات المسلحة شمال سوريا، مؤكداً أن دمشق ستواصل حربها ضد الإرهاب للدفاع عن سيادتها.
على الجانب الآخر، نفى نائب السفيرة الأميركية، روبرت وود، أي دور لواشنطن في الهجمات المسلحة، متهماً النظام السوري بشن غارات على مدارس ومستشفيات بدعم روسي. ودعا إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
مندوب روسيا، فاسيلي نيبينزيا، وجه اتهامات للولايات المتحدة بدعم “التنظيمات الإرهابية”، وطالب بإنهاء “الوجود العسكري غير الشرعي” في سوريا، مشيراً إلى مقتل وإصابة مئات المسلحين خلال التصعيد الأخير.
الوضع الإنساني وتحذيرات أممية
كشف مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، رائد الصالح، أن أكثر من 100 مدني قُتلوا وأصيب 360 آخرون خلال التصعيد الأخير في شمال غرب سوريا. وأوضح أن الهجمات الروسية أدت إلى خروج أربعة مستشفيات عن الخدمة، وسط تفاقم أوضاع النازحين.
المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، حذر من خطورة الوضع، مع سيطرة أطراف غير حكومية على مساحات واسعة من البلاد، ما يهدد بعودة ظهور تنظيم داعش. ودعا إلى خفض التصعيد والعمل على حماية المدنيين، مطالباً بآفاق سياسية حقيقية لحل الأزمة.
تأثيرات إقليمية ودولية
حذر مندوب لبنان، هادي هاشم، من تداعيات التطورات في سوريا على السلم والأمن الإقليمي والدولي. بينما أعرب المبعوث البريطاني، جيمس كاريوكي، عن قلقه من زيادة النزوح والتشريد نتيجة التصعيد العسكري.
الوضع الميداني
ميدانياً، تشهد مناطق شمال غرب سوريا تصعيداً عسكرياً تقوده هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، حيث سيطرت هذه الفصائل على مواقع في إدلب وحلب، وتواصل تقدمها باتجاه حماة. التصعيد أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وزيادة تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
الجلسة أكدت استمرار الانقسام الدولي بشأن الأزمة السورية، وسط غياب توافق حول آليات خفض التصعيد وإطلاق عملية سياسية شاملة. ومع استمرار التصعيد الميداني، تبقى معاناة الشعب السوري هي العامل المشترك في ظل تزايد التحديات الإنسانية والسياسية.