لطالما كانت السياسة الكوردية سبباً دون وصول الشعب الكوردي إلى طموحه عبر مختلف مراحل التاريخ، فحاضر غربي كوردستان يثبت مقولة التاريخ التي قالها عن الكورد بأنهم يضيعون كل شيء على طاولة السياسة، نحن الآن أمام طاولة كوردية غير مستديرة، تومئ لنا بأننا مقبلين على تضيع مكتسباتنا في المستقبل وتأكد بأنها ستعزز الانقسام الكوردي إلى اجل غير مسمى، وما يزيد الأمر تعجباً من الفصائل السياسية الكوردية التي تدعي الكوردايتي بأن تدخل في صراع ايديولوجي ومصالحي حزبي ليدفع الشعب الكوردي في غربي كوردستان الفواتير المترتبة على تلك الفصائل.
تفجير(هيمو) ليس بالحدث المارق والمشابه للأحداث التي خلت في المنطقة الكوردية، فيجب التوقف عندها والالتفات إلى مخاطر العملية على الحالة الامنية في مقبلات الايام، تقع قرية هيمو غربي مدينة قامشلو ما يبعد 3 كيلومتر (بغض النظر عن اهميتها العسكرية لدى وحدات الحماية الشعبية التابعة لب ي د)فهي تعتبر التخوم الداخلية لمدينة قامشلو، ووصول الجماعات الاسلامية المتطرفة المعادية للكورد بغض النظر لأي فصيل كان مع شحناتهم المتفجرة لهو دليل قاطع على سهولة دخول هذه الجماعات إلى قلب المدينة للقيام بأعمالها الارهابية، وكما هو معروف والمعلن سابقاً بأن قامشلو تعتبر عاصمة المنطقة الكوردية، والتساؤل المخيف والمحرج هنا: إذا لم يكن بمقدور الكورد حماية عاصمتهم، فهل بمقدورهم حماية حقوق الشعب الكوردي ؟! أو هل هذه الفصائل التي تدعي تمثيل الكورد هي على قدر المسؤولية في حماية شعبها ؟!! تساؤلات تعيدنا إلى معادلة البيضة والدجاجة بين الاحزاب الكوردية المتنازعة في أمرها.
التأزم الحاصل بين الكتل الكوردية تجاوزت الحالة الحزبية إلى حالة شخصية، فبات التناقض وعدم التوافق في الرأي واضحاً من خلال الردود التي تصدر من شخصيات ضد تصريحات شخصيات أخرى ضمن الكتلة الواحدة، والتشرذم الحاصل في الحزب الواحد بات يطغى على الموقف السياسي الحزبي جراء الارتباط الاقليمي الكوردي المستفحل هذه الآونة.
تنقسم الآن القوى السياسية الكوردية إلى داخلية وخارجية، والاتهامات هو العنصر الوحيد المتشارك بينهم، وكأن كلٍ له هدف مختلف عن الأخر، دون أن يأبهوا إلى الشعب ومعاناته في غربي كوردستان.
تمنع الحالة الحزبية والمتضخمة إلى حالة شخصية بحتا (برزانيين و أبوجيين) من تأمين المستلزمات الكوردية في غربي كوردستان من سياسة، أمن، اقتصاد….، فالتعنت الحزبي بدى جلياً وعلى أوجّه، منذ أن أغلقت حكومة كوردستان العراق معبر سيمالكا تجارياً، ليسقط بها أول جحرة دومينو في الواقع الكوردي، والمتمثل في الهيئة الكوردية العليا، ثم ليبدئ حزب الاتحاد الديموقراطي هجومه الكاسح إعلامياً، فمثلاً، يقوم الآن بحملات تمنع الهجرة الكوردية إلى كوردستان العراق متعللاً بمنع افراغ المنطقة الكوردية، ويمنع في ذات الوقت دخول الشباب الكورد السوريين المتدربين لحماية المناطق الكوردية في سورية!!!. وهذه ما هي إلا زيادة في افرازات العقلية الحزبية على حساب الكوردوارية.
نهاية القول، نحن الآن امام حالة تكاد أن تكون حرب مفتوحة، مع عدو لا يفرق بين كبير أو صغير، رجل أو امرأة، عسكري أو مدني، ومازالت احزابنا في حالة هستيرية ضد بعضها البعض، وإن كان ثباتكم سيطول حينها اعلموا بأن الفأس سيقع بالرأس .
آلان حمو
2013-9-17