كوردستريت || خاص
علمت شبكة كوردستريت من مصادر مطلعة بأنه بعد إنشاء واشنطن لقاعدتها العسكرية في إقليم كوردستان بمنطقة ( الحرير ) قضاء شقلاوة ،وهي قاعدة متطورة مزودة بصواريخ دفاعية وطائرات مقاتلة هجومية ورادارات. حيث تقع على بعد 75 كم من مدينة أربيل من جهة الشرق، وتعد أقرب قاعدة جوية أميركية من الحدود الإيرانية -115كم-، وتم استخدامها بداية من عام 2015 ويوجد فيها صواريخ كاتيوشا البعيدة المدى ..
.
وبحسب المصدر، فإنه فور فتح الأمريكيين هذه القاعدة في الحرير، حرك العمال الكوردستاني مقاتليه إلى مرتفع ( زيني ورتي) ) وهي منطقة مرتفعة تطل على القاعدة . وتحركت واشنطن على الفور وأبلغت لاهور شيخ جنكي وبافل الطالباني بإنسحاب قواتهم الخاصة من المنطقة وإلا فإنهم سيتعرضون للقصف فرضخ الاتحاد الوطني الكردستاني للضغوطات الأمريكية وأوعز الى رئيس الاقليم نيجرفان البارزاني مهمة حل الاشكال، إلا أن مقاتلي العمال الكوردستاني لم يستجيبوا للتهديد الأمريكي ،وعلى الفور أبلغت واشنطن انقرة بضرورة قصف هذه المواقع التي يتواجد فيها مقاتلي حزب العمال الكوردستاني ،وبالفعل تم استهداف هذه المواقع منذ أسبوعين ،وقتل خلال القصف العديد من عناصر العمال الكوردستاني بينهم قيادي إلا الوضع لازال متوتراًفي المنطقة .
.
وكانت مصادر إيرانية اعتبرت بأن وجود القوات الأمريكية في قاعدة “الحرير ” تشكل خطراً على أمنها القومي .
.
وبحسب مصادر ميدانية فإن بلدة (زيني ورتي ) تعتبر استراتيجية لكونها تفصل مناطق النفوذ بين إيران و حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني ، ومنذ نهاية التسعينات، باتت تحت سيطرة مقاتلي «الاتحاد الوطني» بموجب اتفاق مع «الحزب الديمقراطي»، لكن قوات الأخير بدأت قبل نحو شهر بقضم بعض المناطق ضمن إجراءات لمنع تفشي وباء «كورونا» والسيطرة على حدود الإقليم مع إيران.
.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني قد علق على الحادثة معتبراً أن هدف الانتشار هو «السيطرة على حدود المنطقة بسبب كورونا ومحاولة البعض تهريب أشخاص في تلك الحدود بخلاف الإجراءات الصحية».
بينما رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ذهب إلى أبعد من ذلك ملمحاً إلى وجود دور آخر يتعلق بمواجهة نفوذ «حزب العمال الكردستاني»، إذ قال: إن كردستان العراق «يجب ألا تكون منطلقا لمنظمة حزب العمال الكردستاني، لمهاجمة تركيا أو أي دولة جارة»
.
وأضاف بارزاني أن إقليم كوردستان العراق ليس ساحة حرب لحزب العمال الكردستاني ، ويجب ألا تتخذ من الإقليم منطلقاً للهجوم على تركيا، يجب معالجة هذا الأمر».
وتعليقاً على قصف الجيش التركي منطقة (زيني ورتي ) في شمال أربيل عاصمة الإقليم، قال البارزاني : «حزب العمال لا يحترم سيادة العراق والإقليم، لهذا فإن القصف التركي للمنطقة كان متوقعاً وإذا كان الحزب، يريد مساعدة إقليم شمال العراق، فعليه الرحيل من الإقليم، لأن وجوده يسبب المشاكل».
.
من جهته، قال القيادي في «حزب العمال الكردستاني» مصطفى قره سو في تصريح صحفي تابعته كوردستريت: إن تركيا «ربما تسعى إلى إشراك حزب الديمقراطي الكردستاني في مخططها لاحتلال قنديل. ومن دون مساعدته لن تستطيع القيام بذلك».
وشهدت منطقة (زيني ورتي ) في الأيام الأخيرة حشوداً، شملت تقدم «البيشمركة» التابعة لـلحزب الديمقراطي وقيامها بإرسال وحدات النخبة وحفر الخنادق مع تعزيزات من آلاف المقاتلين، وتعزيزات من مقاتلي «الاتحاد الوطني الكردستاني» التي انكفأت تحت ضغط قوات الطرف الأول. كما نزل مقاتلون من «حزب العمال الكردستاني» من جبال قنديل إلى بوابة معقلهم التاريخي لأول مرة منذ عقود. يضاف إلى ذلك، تكثيف الجيش التركي تحليق طائراته خصوصاً الطائرات المسيرة (درون) المسلحة. وبالفعل، قام الجيش التركي بقصف معسكر مخمور رداً على انتشار «حزب العمال» منتصف الشهر الحالي.
وبحسب صحيفة ( الشرق الأوسط ) عن القياديين الأكراد : فإن الجيش التركي عزز انتشار قواته ونقاطه في شمال غربي العراق وسط أنباء عن وجود 11 مركزاً عسكرياً ثابتاً، لتعزيز الحرب ضد «حزب العمال الكردستاني» الذي تعتبره أنقرة «منظمة إرهابية» ولتقديم الدعم لإقليم كردستان العراق الذي يعتبر تركيا منفذاً حيوياً له في مقابل العلاقة الصعبة مع طهران والمعقدة مع بغداد والمتوترة مع «الإدارة الذاتية الكردية» في شمال شرقي سوريا، التي يقوم بالدور الرئيسي فيها «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب»، اللذان يقيمان علاقة طيبة مع «الاتحاد الوطني الكردستاني» في السليمانية، الغريم اللادود لأربيل. وأمام هذا الوضع المتوتر، عقد أمس الاربعاء اجتماع بين الحزبيين الكرديين الرئيسيين للبحث عن تسوية لعقدة زيني ورتي. وقال قيادي إن «الاتحاد الوطني يطالب بالعودة إلى خطوط الانتشار السابق بموجب اتفاق 1998 وبدور أكبر في حكومة الإقليم»، مع الاستعداد لقبول نشر قوات جمركية لضبط الحدود مع إيران ومنع انتشار «كورونا». في المقابل، أبدت وزارة «البيشمركة» في حكومة الإقليم تمسكا بمواقفها، وتقول إن «القوات التي تقدمت في زيني ورتي هي رسمية وغير مرتبطة بأي حزب».
واذ يراقب القادة الكورد في شمال شرقي سوريا السباق بين الدبابات والبنادق في “زيني ورتي” والجولات التفاوضية بين الحزبين الرئيسيين، قال قيادي كردي في القامشلي لصحيفة الشرق الاوسط : «نخشى من عملية متزامنة بين الجيش التركي وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني بعمق زيني ورتي وجبال قنديل، إذ إن أنقرة تريد فتح جبهة جديدة وتوجيه ضربة قاصمة لحزب العمال الكردستاني والمساهمة مع الحزب الديمقراطي في أضعاف الاتحاد الوطني الكردستاني، الذي ساءت علاقته مع تركيا في الفترة الأخيرة». وقلل مسؤول آخر من هذه الاحتمالات، مرجحا «احتواء الموقف».
.
وتابع القيادي الكردي، أن عملية عسكرية كهذه «ستجلب خسائر كبيرة للأكراد لأنها تنذر باقتتال كردي – كردي وتقدمهم كجماعات متصارعة بعد الصورة الناصعة لهم في قتال (داعش) خلال السنوات الأخيرة، كما أنها ستؤدي إلى تحقيق تركيا مكاسب عسكرية وتوغل إضافي بعد عملياتها في شمال غربي سوريا وشمالها الشرقي». وزاد: «لاشك أنها قد تساهم في حصار إقليم الإدارة الذاتية شرق الفرات والتأثير على المعبر بين دهوك وفشخابور ومعابر أخرى بين كردستان وشمال شرقي سوريا»، علما بأن التحالف الدولي بقيادة أميركا لايزال يوفر الدعم البري والجوي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية المسيطرة على هذه المناطق.