
كوردستريت|| #الحسكة
تشهد محافظة الحسكة تصاعدًا ملحوظًا في القيود المفروضة على السكان، خاصة فيما يتعلق بحركة المركبات والتضييق الأمني على الشباب. حيث لم يعد يُسمح للمركبات القادمة من إدلب بالدخول إلا تحت صفة “زيارة” لمدة شهر واحد فقط، مقابل رسوم مالية مرتفعة، في خطوة تُثير استياء السكان الذين يرون فيها محاولة لإجبارهم على النزوح.
وتنتشر الحواجز الأمنية بكثافة في المحافظة، حيث تخضع المركبات والمواطنون لتفتيش دقيق واستجوابات متكررة، وسط اتهامات بانتشار الفساد والرشاوى بين عناصر الشرطة و”الأسايش”. كما أصبح الاستدعاء للتحقيق ومساءلة الشباب عن دفتر الخدمة الذاتية أمرًا روتينيًا، مما يعزز مناخ القلق والخوف بين السكان.
سياسات مالية مجحفة وابتزاز ممنهج
يعاني المواطنون من فرض رسوم وغرامات مالية تعجيزية، فشراء سيارة بتكلفة تصل إلى 10 آلاف دولار لا يضمن امتلاكها لفترة طويلة، حيث يُجبر أصحابها على ترحيلها إلى مناطق أخرى بعد شهر واحد فقط. وفي مراكز “الأسايش”، يواجه المحتجزون ابتزازًا صريحًا، حيث يُطلب منهم دفع مبالغ مالية للإفراج عنهم، وإلا يتم تلفيق تهم جاهزة، تتراوح بين “إثارة الفتنة” و”الانتماء لتنظيمات متطرفة”، ما قد يؤدي إلى السجن لمدة تصل إلى عام كامل.
ضغوط ممنهجة لدفع الشباب إلى النزوح
ويرى سكان الحسكة أن هناك خطة ممنهجة لدفع الشباب إلى مغادرة مناطقهم باتجاه الداخل السوري، مثل حماة، حمص، حلب وإدلب، عبر سياسات الإفقار والتضييق الأمني. حيث أصبح الفساد والإهانات والممارسات القمعية جزءًا من الحياة اليومية، في مشهد يذكّر بأساليب الأنظمة السابقة، ولكن بوجوه جديدة، وفق تعبير بعض الأهالي.
مؤشرات لتصعيد عسكري قادم؟
على الطرق المؤدية إلى الرقة، حلب، ودير الزور، تنتشر الحواجز الأمنية، حيث يخضع المواطنون لتفتيش دقيق، في ظل تحركات أمنية مكثفة. كما لوحظت عمليات حفر أنفاق داخل الرقة، ما يُثير تساؤلات حول احتمالية تحضير المنطقة لعمل عسكري قادم.
وفي ظل غياب أي رقابة أو محاسبة، تتواصل عمليات المداهمة والاقتحام العشوائي للمنازل دون إذن، مع فرض غرامات مالية ضخمة على المركبات، خاصة تلك القادمة من إدلب، حيث تصل الغرامة إلى 750 ألف ليرة، مع رسوم إضافية عن كل يوم تأخير في الدفع.
ويطالب السكان بحلول جذرية لهذه الأوضاع التي وصفوها بـ”غير الإنسانية”، محذرين من أن استمرار هذه السياسات سيدفعهم إلى الهجرة القسرية او القيام ، بحثًا عن حياة أكثر استقرارًا وأمانًا.