تخبطات الكرة العراقية عام 2000

عالم الرياضة 20 مارس 2025 0
تخبطات الكرة العراقية عام 2000
+ = -

كوردستريت|| #آراء وقضايا 

 بقلم اسعد الدلفي/ العراق 

بعد أن نجح المدرب المحلي ناجح حمود في تكوين منتخب عراقي متوهج في عام 1999, وحقق نجاحات جعلت العالم العربي يلتفت للمنتخب العراقي, وتزول صورة البؤس التي كان عليها عام 1997, عندما خسر تصفيات كاس العالم بشكل مذل, وقد تكللت جهود ناجح حمود بالفوز بتصفيات امم اسيا التي جرت في طاجكستان عام 1999, حيث تغلب على طاجكستان وعمان وقيرغيستان, وحقق الصعود للنهائيات بالعلامة الكاملة, ثم شارك المنتخب العراقي في دورة الألعاب العربية في الأردن عام 1999, بعد ابتعاد كبير عن المشاركات العربية بسبب غزو الكويت عام 1990 قرارات الحرمان العربي, ليحقق إنجاز مهم وهو المركز الثاني في الدورة, مع توهج المنتخب بشكل ملفت, ثم الفوز بلقب بطولة الصداقة بالإمارات عام 1999, والتي ضمت منتخبات (العراق والامارات واستونيا وتركمانستان),  حيث عاد من الامارات بكأس البطولة.

لكن مع كل هذه النجاحات التي حققها ناجح حمود كان لرئيس الاتحاد “عدي” رأي اخر,  حيث قرر اقالة المدرب الناجح (ناجح حمود) في شهر شباط من عام 2000.

 

·      تخبط في تسمية المدرب

تم تسليم المنتخب لمدرب شاب وهو “عدنان حمد”! والذي لم يستمر طويلا بسبب إخفاقه في بطولة غرب اسيا 2000, ليتم تسمية المدرب  اليوغسلافي ميلان جيفادينوفتش, وهو مدرب مجهول لا يملك تاريخ مهم, ليستلم المنتخب العراقي قبل انطلاق بطولة امم اسيا بشهر واحد, وهي فترة قليلة جدا لا تكفي المدرب لفهم طبيعة اللاعبين, وسيكون عذر الاخفاق حاضرا, بانه استلم المنتخب بشكل متأخر.

وقد كان الاولى على اتحاد عدي اما الابقاء على المدرب الناجح جدا (ناجح حمود) وهو الخيار الانسب والاكثر عقلانية, او تسمية احد المدربين المحليين من ذوي الخبرة مثل انور جسام او عادل يوسف او يحيى علوان  أو حتى عمو بابا, وهو خيار مناسب ايضا.

لكن اصر اتحاد عدي على التخبط كعادته قبل كل مشاركة مهمة, ليسلم رقبة المنتخب لمدرب يوغسلافي مجهول.

 

·      الأعداد السيء لبطولة امم اسيا 2000

الخطوة الاولى للاعداد كان المشاركة ببطولة ودية في الصين في مطلع ايلول/2000 بقيادة المدرب اليوغسلافي ميلان, حيث فاز على اوزبكستان يوم 1-9-2000 , ثم خسر بشكل مذل أمام الصين يوم 3-9-2000 بنتيجة 4 مقابل 1 ليعود لبغداد, حيث كانت مشاركة ممتلئة بالمشاكل والسلبيات, وكان يجب تقييمها وترتيب الأوراق قبل الدخول في بطولة امم اسيا 2000, لكن استمر اتحاد عدي في تقاعسه ولامبالاته, واعتبر الخطوة الأولى جيدة و تمسك المدرب اليوغسلافي المجهول!

وبقي المنتخب 25 يوم من دون خوض أي مباراة ودية, وهي الفترة ما بين خسارته أمام الصين في يوم 3-9-2000 والسفر الى يوغسلافيا.

ليطير المنتخب الى بلغراد ليقيم معسكر إعداد فقير لمدة 12 يوم, تخللها ثلاث مباريات بائسة مع اندية يوغسلافية مجهولة وهي (نادي اوف كي بلغراد, ونادي كارفينا, ونادي رادا) ويبدو هي من الدرجات الدنيا في بلغراد, وكان هذا المعسكر خطأ كبير, لاختلاف طقس بلغراد عن لبنان, حيث كان الافضل اقامة معسكر في سوريا او الاردن القريبتين على لبنان, ونوعية المباريات في المعسكر كانت سيئة, كان الافضل ان تلعب وديا مع منتخبات اسيوية, او الاعتماد على معسكر في بغداد مع لعب 4 مباريات ودية مع المنتخبات المتاحة.

فضاع علينا فرصة الاعداد الامثل بسبب تخبط الاتحاد وانعدام الرؤية والمهنية لهم. 

 

·      بطولة أمم آسيا 2000

كما كان متوقع نتيجة تخبط اتحاد عدي فحصل الاخفاق المدوي للعراق في البطولة, بداها بفوز متوقع على اضعف فرق المجموعة “تايلاند”, ثم التعادل المخزي أمام منتخب لبنان الضعيفة مع اداء سلبي جدا, وكان الغريب فرحة مدربنا بالتعادل التي ظهرت بالشاشات, ثم الخسارة أمام ايران مع لعب دفاعي طيلة 90 دقيقة, لينتهي دور المجموعات ويتاهل العراق بضربة حظ مع ايران, وفي دور ال8 حصلت الفاجعة, حيث الخسارة المذلة امام اليابان بالاربعة, وهكذا عاد الى بغداد منتخبنا بانتكاسة مدوية.

ولم يقم اتحاد عدي باقالة المدرب بل استمر معه, ولم يتم تقييم المشاركة, مع ان البطولة كشفت ان مدربنا واحد من اسوأ المدربين الذين مروا على الكرة العراقية.

 

 ————————–

 

الكاتب/ اسعد الدلفي

كاتب مختص بالشأن الكروي

العراق-بغداد   

2025

آخر التحديثات