كوردستريت | صحافة عالمية : تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى قرار التحالف الدولي تأجيل الهجوم على الرقة، مشيرة إلى أنه يرتبط بمشكلات عسكرية وسياسية وتغير الإدارة الأمريكية.
.
جاء في مقال الصحيفة :
تم تأجيل الهجوم على الرقة إلى ربيع السنة المقبلة. يعود سبب تأجيل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة مهاجمة الرقة عاصمة “داعش” في سوريا، إلى وجود مشكلات مختلفة ذات طابع عسكري وسياسي.
.
وقال مصدر في الدوائر الدبلوماسية الروسية لـ “إيزفيستيا” تم تأجيل عملية الهجوم على الرقة لعدم وجود القوة الكافية والوسائل اللازمة لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتشكيلات الكردية للهجوم على المدينة. لذلك سيقتصر الأمر حاليا على العمليات العسكرية اللازمة لحصارها.
.
من جانبه قال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد فرانس كلينتسيفيتش، ليس لدي أدنى شك بأن الأحداث ستتطور وفق هذا السيناريو. لأن الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها لن تتورط في معارك على نطاق واسع. وأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يحتاج إلى وقت للتحضير لهجوم الرقة وتجميع القوات العاملة على الأرض. إضافة لهذا يجب الاعتراف بأن التشكيلات المدعومة من واشنطن ليست في المستوى القتالي المطلوب. لذلك يجب تعزيزها بقوات اضافية، وأخيرا لا يمكن غض النظر عن كون غالبية سكان المدينة من الموالين لـ “داعش”.
.
ويذكر ان قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، كانت قد أعلنت عن اطلاق عملية الهجوم على الرقة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت أسم “غضب الفرات”، وقد تم تشكيل مجلس خاص لقيادة هذه العملية والتنسيق مع طيران التحالف.
.
وقال ممثل قوات سوريا الديمقراطية جيهان أحمد حينها، نحن ندعو القوات الأجنبية المشاركة في هذه العملية، وتقديم الدعم اللوجستي والدعم العسكري والمعنوي عند مهاجمة المنطقة التي يسيطر عليها “داعش”.
.
رحبت واشنطن بمبادرة الأكراد، فقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر، كما في الموصل لن تكون المعركة سهلة، لذلك ستكون المهمة صعبة.
.
من جانبه قال قائد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، الجنرال ستيفن تاونسيند، بأن القوة الرئيسية على الأرض لتحرير الرقة من الارهابيين ستكون قوات سوريا الديمقراطية. لأنها القوة الوحيدة القادرة على مواجهة “داعش”.
.
المثير في الأمر ان قوات سوريا الديمقراطية اعلنت في شهر مايو/أيار الماضي عن اطلاق عملية تحرير الرقة. حينها كان واضحا ان الطموحات السياسية أعلى بكثير من الطموح بالنجاح في المجال العسكري. فقد تمكن الأكراد من السيطرة على عدة قرى كانت تحت سيطرة الارهابيين، بيد أن تقدمهم توقف بسرعة، بعد أن أعلنوا عن نيتهم في ضم الرقة إلى منطقة الحكم الذاتي في شمال سوريا.
.
حينها قال ممثل حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي في العراق غريب حسو، بما ان قوات سوريا الديمقراطية هي التي تهاجم الرقة فإنه بعد تحريرها تنضم إلى منطقة الحكم الذاتي تلقائيا.
.
وقد صرح مصدر في الادارة الأمريكية بعد انطلاق عملية “غضب الفرات” لوكالة فرانس برس، بأنه في البداية يجب تطويق الرقة وعزلها قبل مهاجمتها لتحريرها.
.
استنادا إلى هذا، يقول المحلل السياسي السوري طالب زيف، ان تأجيل عملية الهجوم على الرقة إلى وقت آخر له اسباب عسكرية وسياسية .
.
وقال، تحاول الولايات المتحدة اجلاس سوريا على مقعدين. فهم من جانب يدعمون الأكراد ويعدونهم بحكم ذاتي يكون عمليا مستقل عن دمشق. ومن جانب آخر يقلقهم التقارب التركي – الروسي، حيث لا يمكنهم غض النظر عن هذا الأمر. لذلك عليهم أن يوضحوا بشكل ما للأكراد، لماذا يهاجمهم قوات أحد أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة. أي أن الولايات المتحدة لا تفكر بالرقة حاليا.