بعيدا عن وجهة نظر الأحزاب..كيف يحلل النشطاء مسودة( دستور) المجلس الوطني؟

تقارير خاصة 10 يناير 2017 0
بعيدا عن وجهة نظر الأحزاب..كيف يحلل النشطاء مسودة( دستور) المجلس الوطني؟
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو
.
أصدر المجلس الوطني الكوردي مسودة دستور قبل أيام خلت، وأفصح عنها قياديو المجلس على قناة فضائية تبث من إقليم كوردستان عن مضمون المسودة.

.
فيما جاءت نتيجتها الانتقادات الجمة من مواطنو المنطقة الكوردية في سوريا التي تضم السياسيين والمثقفين والمستقلين؛ وكانت الانتقادات اللاذعة من أهالي مدينة عفرين حيث لم تشملهم أبدا، في حين توجه الحقوقيين من جانبهم إلى إنشائها من قبل غير مختصين، وقبل أن تلد المسودة إلى الحياة ماتت كما الجنين ولاقت رفضا قاطعا.

.
مراسلو شبكة كوردستريت أقاموا حوارات شتى حول مسودة الدستور المقررة من قبل المجلس الوطني، ولم يبتعد مراسلنا من استطلاع آراء النشطاء السياسيين والحقوقيين لوضع قراءتهم وتحاليلهم أمام قراء شبكتنا، فالناشط السياسي “خورشيد حسين علي” أكد بأن مسودة الدستور تفتقر حسب وصفه “إلى المهنية وغير واضحة والدليل هو اللغط الذي حصل حول مسألة عدم تناول مدينة عفرين” منوها بأنه وبالرغم من ذلك يبقى من حق أي فصيل أو حزب أو إطار سياسي كوردي “عرض رؤيته فيما يخص مستقبل سوريا عموماً، ومستقبل المناطق الكوردية خصوصاً، معتبرا بأن الملفت لهذا الموضوع كانت رؤى الأحزاب المنضوية تحت مظلة المجلس الكوردي ( المتباينة ) والمختلفة.

.
وأضاف في سياق متصل بأنه يرى بأن هذا التباين والإختلاف كان سبب تسريب هذه المسودة لإثارة الرأي العام الكوردي، ومعرفة ردة فعل الشارع الكوردي.

.
ومن جهته وصف الكاتب والناشط السياسي “اسعد عبدالقادر عنتر” بأنه “دستور لقيط بإعتبار إنهم استعانوا بخبراء أجانب لايعرفون واقعنا وتركيبة مجتمعنا، وتنوع أيديولوجياتنا” ملفتا القول إلى هناك العشرات من الحقوقيين الكورد حاصلين حسب اعتقاده “على أعلى الشهادات، ومن أرقى الجامعات اسبعدوا من شرف كتابتها، وأبدوا امتعاضهم وسخطهم، بالإضافة إلى إكتشافهم عشرات الأخطاء القانونية”

.
“عنتر” تابع حديثه بأن صفحات التواصل الاجتماعي الذي هو حسب تعبيره “بمثابة استفتاء شعبي” لم يكن راضيا عنها، مؤكدا بأن أنصار المجلس أيضا لم يكونوا راضين عنها، منوها بأنهم لمن كتبوا الدستور، وبانهم على ماذا اعتمدوا، لايملكون الأرض ولا شعبية؛ موضحا بأن الدساتير تحتاج إلى شعب يستفتي عليها، مستفهما أين ذلك الشعب الذي وصفه “المغلوب على أمره والقابع في مخيمات اللجوء في دول الجوار وأوروبا للأسف” وإظهارها في هذه الفترة بالذات لتغطية على خيباتها مثل حملة التواقيع، بالإضافة ردة فعل على تهيئة فيدرالية شمال سوريا واقتراب دستورها “غير معلن بعد للأسف يهربهون من الواقع ليبيعوا أوهاما للشعب لتكون بمثابة مسكن للألم”

.
وبحسب الناشط الحقوقي “رشوان معي” فأن تسريب مسودة المجلس في هذا الوقت بالذات هو “النيل من سياسة المجلس” وخاصة إن المجلس في بيانه يصرح بعدم جاهزية المسودة؛ إنما هي فقط ورقة تداول في اجتماعات المجلس، وبأنه سيتم دراسة المسودة والإجماع عليها في المؤتمر الرابع للمجلس، والذي من المزمع عقدة في أقرب وقت ممكن؛ طالبا بأنه يجب على المجلس محاسبة من قام بتسريب المسودة قبل جاهزيتها، وإلا فإن المجلس سيواجه حسب اعتقاده “نقدآ لاذعآ، وخاصة من الأحزاب التي هي خارج إطار المجلس”

.
شكر “محمد زيتو” الناشط الإعلامي جهود المجلس الوطني جميعها، منوها بأنه عليهم جميعاً كأحزاب المجلس الوطني أن يتقبلوا أية ملاحظة أو انتقاد للمسودة المطروحة من أي طرف كان إذا كانت الغاية من هذه الملاحظات هي الصحيح، وخصوصاً من قبل أصحاب الاختصاص على حد قوله.

.
يرى الناشط السياسي “هاشم عبدالله برازي” بأن مسودة دستور المجلس بخصوص إدارة إقليم “كوردستان سوريا” فيه مشروع وصفه ب”جيد بشكل عام” لإدارة إقليم تم ممارسات الكثير من سياسات العنصرية طوال عقود من التغيير هوية المنطقة، مؤكدا بأن المشروع مازال في قيد الانشاء وقابل للتغير والتعديل، مجيبا ب”نعم” فيما يخص تحديد حدود الإقليم، معتبرا بأن عدم ذكر عفرين في مشروع المسودة المقترح من قبل ورشة العمل فهي حسب اعتقاده “ضغوطات الخارجية” منوها بأن الاتفاقية الحديثة التي تمت بين روسيا وتركيا وإيران لها تأثير “سلبي”

.
وأردف حديثه جازما القول بأن الذي سرب تلك المسودة للإعلام “إنسان وطني بامتياز” مردفا بأنه أراد بها أن تكون في متناول الشعب، وأيضا على دراية من ذلك النقص الذي في المسودة، موضحا بأنه يعلم تماما بأن الشعب لا يقبل بذلك النقص والذي هو تجاهل عفرين وعدم ذكره في المسودة.

.
واختتم “برازي” تصريحه بأنه على يقين بأن المجلس سيقوم بتعديل تلك المسودة، وستكون عفرين حسب وصفه “رئة كوردستان سوريا كما كركوك قلب كوردستان” شاكرا كل من قام بتسرب مسودة دستور إدارة إقليم كوردستان سوريا، وجميع الإعلام والإعلاميين الذين اهتموا بهذا الحدث على حد تحليله.

آخر التحديثات