كوردستريت|| وكالات
خاطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء الشعب المغربي في رسالة مصورة قائلا إن باريس مستعدة لتقديم المساعدة في جهود الانقاذ من الزلزال المدمر الذي وقع يوم الجمعة إذا قبل الملك محمد السادس عرض فرنسا.
وقال ماكرون في مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي “أردت مخاطبة المغاربة مباشرة لأقول لكم إن فرنسا حزينة للغاية… بسبب هذا الزلزال المروع… سنقف بجانبكم”.
وقال ماكرون “بإمكاننا تقديم مساعدات إنسانية مباشرة”، وأضاف أن الأمر متروك للعاهل المغربي الملك محمد السادس والحكومة فيما يتعلق بتنظيم المساعدات الدولية. وتجاهل المغرب عروض فرنسا حتى الآن.
وقال ماكرون “نحن رهن قرارهم السيادي”.
وندّد ماكرون بالجدل الدائر حول العلاقات بين باريس والرباط بعدما امتنع المغرب عن قبول مساعدات عرضتها عليه فرنسا إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب منطقة مراكش الأسبوع الماضي.
وأعلن المغرب الأحد قبوله دعماً من أربع دول هي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، لكنّه لم يطلب المساعدة من فرنسا، ما أثار على الفور العديد من التساؤلات.
https://x.com/EmmanuelMacron/status/1701656893226205493?s=20
وكان ماكرون أعلن الأحد أنّ بلاده مستعدّة للتدخل “فور” تلقيها طلباً بهذا الشأن من السلطات المغربية.
والثلاثاء قال ماكرون في رسالة مصوّرة خاطب فيها الشعب المغربي “من الواضح أنّه يعود إلى جلالة الملك والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي نحن بتصرّف خيارهما السيادي”.
وأضاف الرئيس الفرنسي في مقطع الفيديو الذي نشره على منصّة إكس (تويتر سابقاً) أنّ “هذا ما فعلناه بطريقة طبيعية تماماً منذ اللحظة الأولى، وبالتالي أودّ من كلّ السجالات التي تفرّق وتعقّد الأمور في هذا الوقت المأسوي للغاية أن تصمت، احتراماً للجميع”.
والعلاقات بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والتي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة، متوتّرة منذ أن حاول ماكرون التقرّب من الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في 2021 إثر اتّهامها المملكة بالقيام بـ”أعمال عدائية”.
كما أثّرت على العلاقة بين باريس والرباط قيود فرضتها باريس على منح تأشيرات للمغربيين قبل أن ترفعها في كانون الأول/ديسمبر.
ومنذ أشهر لم يعد هناك سفير مغربي في فرنسا.
كما أنّ صبر الرباط بدأ ينفد لأنّ باريس لا تبدو مستعدّة لتغيير موقفها من ملف الصحراء الغربية الشائك.
ويأخذ المغرب على فرنسا عدم لحاقها بركب الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين اعترفتا بـ”مغربية” الصحراء الغربية.
والصحراء الغربية منطقة يتنازع عليها المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وتسيطر الرباط على 80% منها تقريباً.
وأضاف الرئيس الفرنسي في رسالته إلى الشعب المغربي “نحن إلى جانبكم، اليوم وغداً”.
وبموازاة المساعدة الفرنسية المجمّدة بانتظار موافقة الرباط عليها، أعلنت باريس تقديم مساعدة بقيمة خمسة ملايين يورو لمنظمات غير حكومية موجودة “على الأرض” في المغرب وتساهم في جهود الإغاثة.
وعانى عدد من الناجين من الزلزال بسبب الصعوبات المرتبطة بالعيش في ملاجئ مؤقتة اليوم الثلاثاء بعد ليلة رابعة في العراء وساعد رجال الإنقاذ من إسبانيا وبريطانيا وقطر فرق البحث المغربية. وقالت إيطاليا وبلجيكا وألمانيا إن عروض المساعدة التي قدمتها لم تلق موافقة بعد.
ولدى فرنسا أكثر من 51 ألفا يعيشون في المغرب بحسب بيانات وزارة الخارجية الفرنسية. ويشير مرصد الهجرة والديموجرافيا إلى أن هناك نحو 1.5 مليون مغربي يعيشون في فرنسا من بينهم 670 ألفا يحملون جنسية البلدين.