إذا كانت إسرائيل مدللة لدى الغرب فإن الأسد مدلل لدى الشرق والغرب.
نظام البعث كان يقول : إسرائيل لبيبة أمريكا ومدللة الغرب
فعلا كنا ومازلنا نرى بمناسبة وبغير مناسبة, قادة الغرب تصرح وتؤكد ذلك المقولة “أمن إسرائيل فوق كل الأعتبارات”
ففي جميع عمليات التفاوضية بين العرب وإسرائيل كان “الأمن” البند الأول لاسرائيل والغرب , فمنذ إقامة دولة إسرائيل وحتى الأن أمن إسرائيل هي قرار استراتيجي لدى الغرب
لكن الأمر الذي كان مجهولأ لدى العرب والشرق الأوسط عامة هو أن “الأسد “يكون الفتى المدلل لدى الغرب والشرق
كيف ذلك:
إذا كان من مصلحة الغرب حفاظ على أمن إسرائيل من أي هجوم عربي أو إيراني أو أرهابي فهذا يعتبر مصلحتهم الاستراتيجية لأن إسرائيل قوتهم الأمامية وعينهم الساهرة في الشرق الأوسط.
لماذا لم يتدخل الغرب لإطاحة نظام البعث في سورية ولماذا أطاح أو ساهم في إطاحة أنظمة أخرى في العالم أو فرضت قيود وعقوبات قاسية على أنظمة أخرى ومنهم.
1.أفغانستان
فبعد أحداث سبتمبر أيلول جهزت أمريكا ودول حلف ناتو جيشا جرارا وأحتلوا أفغانستان وأسقطوا نظام الطالبان المؤيد للقاعدة وحاصرتهم في جبال قندهار وأتوا بنظام موالي للغرب على سدة الحكم في أفغانستان, أمريكا أقحمت نفسها بمستنقع أفغاني ومازال خطر طالبان والقاعدة لم ينتهيا ومازال جبال أفغانستان عاصمة لهما
2.العراق
بسبب مزاعم أمتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل (الكيمياوية) قادت أمريكا وبريطانيا حلفأ عسكريأ خارج مجلس الأمن الدولي وأسقطا نظام صدام حسين وأحتلا العراق بمشاركة دول أخرى في حلفهما وبعدها دخلت العراق في أتون حرب أهلية وراح ألاف الضحايا ومازال الأمن هناك هشأ ومازال بعض رموز نظام العراقي أحرار ويقودون أعمال ارهابية ضد مصالح أميركية في منطقة الشرق الأوسط
3.إيران
بسبب برنامجها النووي المشكوك فيه فرض الغرب بقيادة أمريكا حزمة من عقوبات أقتصادية قاسية على إيران وحاول الغرب بشتى الطرق لتضييق الخناق على نظام الاسلامي في إيران ومحاصرتها من كل الجهات للتخلي عن برنامجها النووي
4.كورية الشمالية
أيضا بسبب أمتلاك نظام الشيوعي الكوري الشمالي لأسلحة النووية وتهديدها دائمة لجارتها كورية الجنوبية جندت أمريكا الغرب وجيشت ضدها وفرضت عليها عقوبات كبيرة وتهددها دائما بضرب مواقعها النووية
5.تونس واليمن وليبيا
بعد مظاهرات العارمة التي أجتاحت تلك البلدان كان لأمريكا دور بارز بما يملكه من النفوذ في تنحية تلك الأنظمة
6.في مصر
أثناء الثورة المصرية ضد حسني مبارك أنذرت أمريكا بشكل الجدي رئيس مبارك وألزمته على التنحي عن الحكم , وهاهي تهتم بشأن المصري بكل الجدية بعد الأنقلاب العسكري ضد أخوان المسلمين وزعيمهم محمد المرسي.
أما في سورية والتي عانقت ثورتها عامان ونصف تقريبأ ومجازر الأسد التي أذهلت العالم ببشاعتها , فمازالت أمريكا تندد وتشجب , وبسبب الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي , أستطاع الأسد تجنب بعض قرارات المهمة التي كانت من الممكن أن تؤثر على ميدان العسكري , وبسبب تقاعس دول ما يسمى أصدقاء سورية في واجباتها ومهامها بأتجاه مأساة الشعب السوري وعدم رغبتهم في التعامل بشكل جدي مع موضوع السوري أدت بكل من إيران وحزب الله وروسيا والصين إلى دعم نظام الأسد بكل الوسائل المالية والسياسية والعسكرية والمقاتلين.
الرئيس باراك أوباما منذ بداية الثورة السورية قال :أستخدام أسلحة الكيميائية في سورية خط أحمر وكأنه ضمنيأ يقول باقي أنواع الأسلحة مسموح بها
وها قد تم أستعمال الكيماوي في الغوطتين في دمشق وقد تم أستعمالها من قبل في حلب وها قد تم تجاوز خطوط الحمر الأميركية والدولية أكثر من مرة وهاهي ضحايا الكيماوي بألاف خلال ساعات وهاهو سيد أوباما غير متأكد بعد من أستعملها فهو محتار ” نظام أستعملها أم جماعات متشددة”
لكن ايأ كان أستعملها فهو يستحق الإطاحة والإزاحة.
حتى ولو تأكد سيد أوباما بأن نظام هو من أستعملها لاأعتقد بأن الأمر سيتوصل إلى درجة الإطاحة بالنظام , ربما في نهاية المطاف يوجه ضربة عسكرية جوية أو بحرية لبعض مواقع عسكرية للنظام وبالتنسيق كامل مع روسيا فقط لحفظ ماء الوجه وليس إلا أمام العالم
في النهاية هل سيبقى “الأسد” الفتى المدلل لدى الشرق والغرب.
بقلم: خالد ديريك