الولايات المتحدة ترفض ضغوطًا إسرائيلية للإبقاء على قواتها في شمال شرق سوريا وسط تصاعد النفوذ التركي

حول العالم 24 أبريل 2025 0
الولايات المتحدة ترفض ضغوطًا إسرائيلية للإبقاء على قواتها في شمال شرق سوريا وسط تصاعد النفوذ التركي
+ = -

كوردستريت|| #الصحافة 

 

كشفت مصادر أمريكية وإقليمية لموقع ميدل إيست آي البريطاني اطّلعت عليها شبكة كوردستريت أن إدارة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب رفضت ضغوطًا من إسرائيل ومسؤولين من شمال شرق سوريا لمنع انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، في محاولة للحد من تنامي النفوذ التركي في سوريا.

وبحسب المصادر، فإن كبير مستشاري ترامب لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، إيريك تراجر، أبلغ المسؤولين الإسرائيليين ونظراءهم من شمال شرق سوريا خلال الأسابيع الأخيرة أن واشنطن بصدد “الانتقال من دور عسكري إلى دور سياسي” في المنطقة، وأن تقليص عدد القوات الأمريكية سيستمر.

وقال مسؤول أمريكي سابق: “إسرائيل تعارض بشدة انسحاب الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا. وهي ترى ضرورة أن تستغل واشنطن وجودها العسكري للحصول على تنازلات من أنقرة بشأن نزع السلاح قبل انسحاب أي جندي أمريكي من الأراضي السورية”.

في المقابل، أشار مسؤول إقليمي إلى أن القيادة المركزية الأمريكية تشعر بالإحباط من بطء تقدم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) نحو الاندماج مع الحكومة السورية في دمشق، معتبرًا أن خفض القوات الأمريكية رسالة واضحة لقسد بأن واشنطن جادة بشأن المرحلة الانتقالية.

وكانت “قسد” قد وقعت مؤخرًا اتفاقًا مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة الرئيس المؤقت أحمد الشرع – وهو قيادي سابق في “هيئة تحرير الشام” – لدمج مؤسساتها المدنية والعسكرية ضمن هيكل الدولة الجديد.

دمج “قسد” أولوية أمريكية

وقال الباحث تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط، إن الخطة الأمريكية تركز على سحب “قسد” من شرق حلب، ومن ثم تقليص التواجد العسكري الأمريكي في منطقة دير الزور. وأضاف: “الاندماج مع الدولة السورية بات أولوية قصوى للولايات المتحدة، وستكون مناطق الشرق أول من يدخل في هذه العملية”.

وكان البنتاغون قد أعلن في ديسمبر أن عدد القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا يبلغ حوالي ألفي جندي، رغم أن الرقم الفعلي كان يقدَّر بقرابة ضعف ذلك قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض.

وتعود بداية التدخل الأمريكي في سوريا إلى عام 2014، في إطار الحرب على تنظيم “داعش”، حيث تعاونت واشنطن مع “قسد” التي لا تزال تحتجز الآلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم في مخيم الهول. لكن هذا الدعم الأمريكي كان دائمًا مصدر توتر مع تركيا، الحليف في حلف “الناتو”، التي تعتبر “قسد” امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) المصنّف كتنظيم إرهابي لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تركيا وإسرائيل في مواجهة غير مباشرة داخل سوريا

ومنذ عام 2016، نفذت تركيا ثلاث عمليات عسكرية داخل سوريا لمنع قيام كيان كردي على حدودها. وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد نهاية العام الماضي، اتهم ترامب أنقرة بـ”الاستحواذ غير الودي” على سوريا، رغم أنها باتت الحليف الإقليمي الأبرز للحكومة الجديدة بقيادة الشرع.

وشهد هذا الشهر تنفيذ إسرائيل لغارات جوية استهدفت قاعدة “تياس” الجوية (T4) التي كانت تركيا تستعد لإرسال قوات إليها. وتأتي هذه الغارات في وقت تستعد فيه أنقرة ودمشق لتوقيع اتفاق دفاعي يتضمن توفير تركيا غطاءً جوّيًا للحكومة السورية الجديدة.

وأكدت مصادر أن هذا التنافس بين تركيا وإسرائيل أثار قلق إدارة ترامب، التي لا ترغب في الانجرار إلى صراع جديد في الشرق الأوسط، رغم أن إسرائيل تواصل الضغط على الإدارة الأمريكية للإبقاء على قواتها في سوريا بهدف تقليص النفوذ التركي، في حين يبدو أن ترامب منفتح على الاعتراف بمنطقة نفوذ تركية في سوريا.

إسرائيل… دعم شفهي للأكراد دون تحركات عملية

وفي اجتماع جمع ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الرئيس الأمريكي: “علاقتي ممتازة مع أردوغان، وأعتقد أن بإمكاني حل أي مشكلة بينكم إذا كنتم منطقيين”.

لكن ليستر أشار إلى انقسام داخل الإدارة الأمريكية حيال المخاوف الأمنية الإسرائيلية، حيث تدعو القيادة المركزية الأمريكية (Centcom) إلى التهدئة، فيما يناصر البيت الأبيض الموقف الإسرائيلي المتشدد.

ويعد دمج “قسد” في الدولة السورية هدفًا مشتركًا لكل من دمشق وأنقرة، وقد اتخذت حكومة الشرع خطوات لطمأنة الحلفاء الغربيين، أبرزها اعتقال قياديين بارزين في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، في رسالة إلى واشنطن وتل أبيب مفادها أن دمشق تأخذ مخاوفهم الأمنية على محمل الجد.

ومع تصاعد الضغوط الأمريكية والتركية، يجد القادة الأكراد أنفسهم أمام خيارات محدودة، حيث أفادت مصادر بأنهم أجروا محادثات مع إسرائيل للحصول على دعم، لكن رغم التصريحات الإسرائيلية المتكررة بدعم الأكراد، فإن المؤسسة العسكرية والاستخباراتية في تل أبيب لم تبد اهتمامًا فعليًا بالتدخل أو ملء الفراغ الذي سيخلّفه الانسحاب الأمريكي.

 

آخر التحديثات