وقت الضائع لاشك أن النداء الذي أطلقه السيد عبد الحميد حاج درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إلى الأحزاب الكردية والكردستانية لعقد اللقاء التشاوري حول الخطر القادم على المناطق الكردية في سوريا والوضع المأساوي الذي يعيشها هذه المناطق خطوة ايجابية ,إلا أن أتى في الوقت الضائع و بعد الفشل كثير من المشاريع والمبادرات التي طرحت الحركة الكردية والكردستانية خلال الثورة السورية المباركة لتوحيد الحركة الكردية في سوريا وردم الهوة المدقع والمزمن بين الأحزاب الكردية لتحقيق مبتغ الشعب الكردي التآلف والتكاتف ووحدة الصف في الرؤى والمواقف ولاسيما في ظل الهجمات الشرسة والحصار الجائر من قبل الدولة الإسلامية في العراق والشام والقوى الظلامية التي تقف خلفها للتهجير والتفريغ المناطق الكردية من الشعب الكردي الذي عمل النظام الاسدي من اجلها كثير من المشاريع العنصري والاستثنائية لوأد الشعب الكردي في سوريا بشكل النهائي في مناطقه التاريخية .
إذاً نؤكد أن الشعب الكردي جزء أساسي من الشعب السوري وثورته ولهذا لا يمكن عزل النضال القومي الكُردي عن النضال الوطني الديمقراطي العام وكذلك إيجاد أي حلول لقضية الكردية في سوريا يجب أخذ الأزمة السورية بعين الاعتبار لذلك لا يمكن تحقيق أي مشروع قومي كردي في سوريا بدون إيجاد حلول ومخارج عامة للازمة سورية فالجيوسياسي المناطق الكردية في سوريا ذات الأهمية بالنسبة الكثير من الدول الإقليمية ولاسيما الجار الشمالي فمن هنا يتطلب على القوى السياسية الكردي في سوريا أن يتمعنوا جلياً بالبعد الوطني السوري قبل التفكير بأي طموحات القومية غير قابل للانتعاش في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة برمتها , وهذا ما يؤكده جميع برامج الأحزاب الكردية انه لا يطالبون بتقسيم سوريا بل اثبت ذلك خلال كثير من المحطات النضالية والثورة السورية الذي شارك فيها أبناء الشعب الكردي بكثافة في مناطقه منذ الأيام الأولى من اندلاعها حيث أكد على الوحدة الشعب السوري في المظاهرات المناهضة للنظام الاسدي من خلال الشعار( واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ) .
ومن جانب آخر يتطلب من الأحزاب الكردية اتخاذ قرار مصيري إن كانت لديهم الرغبة في المشاركة في اللقاء التشاوري, التخلي عن المحاور والتخندقات الكردستانية والإقليمية والمصالح الحزبوية الضيقة و اعتماد مبدأ استقلالية القرار السياسي الكردي في سوريا والعودة إلى الكردايتية الحقيقية التي يدعي كل حزب كردي سوري بأنه صاحب هذا المشروع القومي الكردي السوري, فهذا اختبار حقيقي للحركة الكردية الوقوف بجدية أمام مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الكردي الذي يتعرض لأبشع الصنوف الإجحاف والاضطهاد في القرن الواحد والعشرين من قبل أعداء الكرد والمتربصين به,
فالنسيان كافة خلافات الثانوية ضرورية في هذه المرحلة وواجب قومي بامتياز لتحقيق التطلعات والطموحات الشعب الكردي في سوريا ديمقراطية, تعددية, برلمانية, لامركزية .