محمد رشو
دون مقدمات سندخل في تحليل النظام الداخلي لقوات ال YPG
يرد في القسم الأول في تعريف القوات بأنها تنشط في غربي كردستان بينما نضالها من أجل سورية ديموقراطية بالتالي هناك مصطلحان استعملا لوصف المناطق الكردية أحدهما كردستاني و الثاني سوري و هذا تناقض واضح.
المادة الثالثة و في توضيح اهداف هذه القوة تطالعنا الجملة التالية ” اهداف YPG تتمحور حول براديغما المجتمع الديمقراطي الايكولوجي والتحرر الجنسوي .من أجل بناء سورية ديمقراطية وكردستان حرة”
أولا البراديغما حسب أغلب المراجع تعني حرفيا القالب أو الموديل بينما إختلف العلماء في تفسيرها حيث ذهب اولاش بوجاقجي الى تعريفها كالتالي “البراديغما هي نظام الفكر،المبني على استيعاب وتحليل عالم الانسان الداخلي والخارجي وترتيب جميع المؤثرات خلال كل هذه المراحل” . بينما عالم النفس دوغان جويج أوغلو فيقول هي المِنظار الذي تنظر به او من خلاله الى العالم، أما دوغان كل أوغلو في احد كتبه يقول في معنى البراديغما”البراديغما هي وضع نظارة نفسية في عيوننا دون ان ندرك وجودها إننا نرى كل من عالمنا الداخلي والخارجي والمحيط من خلال هذه النظارة”. بالمختصر مصطلح براديغما هو مصطلح فضفاض وغير محدد وفيه شيء من السفسطائية اللاداعي لها.
أما مصطلح الايكولوجيا فقد طال النقاش حوله وهي تعني علم البيئة قام بعض المؤدلجين من الفكر الآبوجي بتحريفها لتأخد معنى سياسي هي بعيدة كل البعد عنه.
ويُتبع مصطلحا البراديغما و الايكولوجيا بمصطلح آخر و هو “التحرر الجنسوي” علماً أنه كان من الأصح استعمال مصطلح الجنسوية الاجتماعية والتي تعني ازالة الفروق بين الذكر و الانثى وهي تشتمل ضمن مفهوم أعم و هو العدالة الاجتماعية بالتالي كان من الأجدى استعمال العدالة الاجتماعية بدلا من التعبير المنقوص الوارد “التحرر الجنسوي”، فالجنسوية لا تأخذ معناها كاملا إلا إذا تُبعت بكلمة الاجتماعية.
ثم تلي هذه المصطلحات الخاطئة أو منقوصة المعنى “من أجل بناء سورية ديمقراطية وكردستان حرة” و متى كانت الإيكولوجيا و التحرر الجنسوي و البراديغما تبني أوطاناً حرة؟؟ و هل توجه هذه القوات سوري أم كردستاني أم الاثنين معاً علماً أنها ستناقض نفسها إن كان الإثنان معاً بسبب التقاطع الجغرافي و الديموغرافي للمصطلحان.
وتتابع المادة الثالثة لترد الجملة التالية ” YPG قوة عسكرية وطنية غير مرتبطة بأي قوة سياسية” الأمر المشكوك به من قبل أغلب شعبنا الكردي في روجافا، فحتى رفاق حزب ال ب ي د يقولون أنها تابعة لهم قبل أن يكون هذا الامر اتهام من أنصار باقي الأحزاب، كما أن الايديولوجيا المتبعة و الرموز الكردستانية المستعملة وادرة فقط في أدبيات حزب العمال الكردستاني و حليفه في سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي.
في المادة الرابعة “آلية التنظيم” تقول بأن المجلس العسكري لل YPG يتألف من 55عضوا” دون تبيان كيفية انتقاء أو انتخاب أو تعيين أعضاء المجلس.
المادة الخامسة “العضوية” يرد في الفقرة الرابعة “القسم” و الذي يتم على أساس “براديغما المجتمع الديمقراطي والايكولوجي والحرية الجنسوية من اجل سورية ديمقراطية وكردستان حرة” والقسم على الشكل التالي “أن احمي المجتمع الاخلاقي السياسي ؛من دون التمييز الديني واللغوي والقومي والمذهبي والجنسوي والحزبي ؛ضد أي هجوم خارجي وعلى اساس مفهوم الحماية المشروعة وعلى اساس النظام الداخلي للYPG خارج نطاق المصالح الشخصية ؛وانا بكل جرأة و تنظيم وقرار انضم رغم كل المصاعب بأراده وقوة كبيرتان واتخذ من النصر اساسا وحول هذا ؛و امام شهداء كردستان والشعب الكردي الباسل وجميع رفاقي المناضلين” حيث يقول القسم باللاتمييز على الاساس القومي لينتهي القسم بذكر شهداء كردستان و الشعب الكردي و هذا المفهومان قوميان، والقسم موجه للشعب الكردي و ليس لله جل جلاله و في هذا يبرز التوجه الماركسي المرافق للإيدولوجية الآبوجية.
في المادة السادسة من القسم الثالث وهي صفات شخصية ال YPG يرد مرة أخرى مصطلح الايكولوجيا فعلى عنصر ال YPG أن يتصف بـ ” بالمعرفة الثورية الوطنية والحياة الديمقراطية والايكولوجية” و أن يعمل على “اساس الفكر الديمقراطي الايكولوجي والجنسوي”
في القسم الرابع المختص بالتنظيم يرد تناقض كبير بنيوي ما بين الأفكار و التنفيذ فنسبة المرأة هي 40% ضمن القوات حسبما هو وراد “ضمن الYPG نسبة الجنس هي 40%” الأمر المناقض تماما لمفهوم الجنسوية الإجتماعية و العدالة الإجتماعية و عدم التمييز على اساس الجنس.
المادة الحادية عشرة من القسم الرابع حول أرشيف ال YPG يرد في المادة العاشرة ” جميع اعمال الارشيف هي اعمال سرية ولا يجب الاطلاع عليها من قبل أي شخص كان” وهنا توجد جدلية في جدوى الأرشفة إن كانت سرية للجميع ولا يجوز الإطلاع عليها من قبل “أي شخص كان” دون أي استثناءات.
في القسم الخامس و بالتحديد المادة السادسة عشر ترد الفقرة التالي حول نشأة الوحدات المحترفة “تنشأ الوحدات المحترفة ضمن براديغما المجتمع الديمقراطي والايكولوجي والتحرر الجنسوي بهدف ازالة العوائق امام حرية الشعب الكردي” فكيف تدعي هذه القوات وطنيتها السورية و حماية كافة الأقليات و الأديان و و و وفي نفس الوقت هدف القوات الخاصة منها فقط “إزالة العوائق أمام حرية الشعب الكردي” ؟؟؟.
ملاحظة ورد مصطلح ايكولوجيا 10 مرات، والجنسوية 7 مرات، وكردستان 7 مرات فقط.
أرجو قراءة هذا النقد بانفتاح كما هو وراد في المادة الثالثة من القسم الثالث في الفقرة التاسعة من صفات شخصية ال YPG “منفتحون للنقد والنقد الذاتي و التغيير والتغيير الجذري”.