كشف أنتوني بلينكن، كبير مستشاري السياسة الخارجية للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، أنه في ظل رئاسة بايدن، ستحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في شمال شرق سوريا كوسيلة ضغط ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، بحسب ما نقله موقع ” المونيتور” الأميركي.
وقال بلينكن في مقابلة أجرتها معه شبكة “سي بي إس” الأميركية يوم الثلاثاء إلى أن مئات القوات الأميركية المتمركزة في شمال شرق سوريا لتقديم المشورة للقوات الشريكة التي تقاتل تنظيم داعش وتأمين حقول النفط في المنطقة ستبقى هناك، إذا تم انتخاب بايدن رئيساً في تشرين الثاني / نوفمبر المقبل.
وأضاف: “لا يجب أن يكونوا هناك من أجل النفط”، كما قال ترامب. وأوضح: “لكنه صادف وجودهم بالقرب من النفط. هذه نقطة نفوذ لأن الحكومة السورية تود أن تسيطر على هذه الموارد. لا يجب أن نتخلى عن ذلك مجاناً”.
وأعطت سياسة إدارة دونالد ترامب بشأن سوريا الأولوية لمنع عودة تنظيم داعش، وإضعاف النفوذ الإيراني، والدفع من أجل تسوية سياسية دائمة لإنهاء الحرب، بحسب “المونيتور”.
واتهم بلينكن الإدارة الحالية بالتخلي عن نفوذ كبير لروسيا وإيران، اللتين تدعمان الرئيس السوري بشار الأسد، ولتركيا، التي تدعم المعارضة الساعية للإطاحة به. وقال: الآن، ما هي العملية الدبلوماسية القائمة؟ الولايات المتحدة غائبة.. لا يمكنني ضمان النجاح. يمكنني أن أضمن أننا في إدارة بايدن، سنظهر على الأقل.
كما عرض بلينكن تقييماً صريحاً لما اعتبره إخفاقات إدارة باراك أوباما في سوريا. وقال: “هذا أمر شخصي بالنسبة لي، ويجب على أي منا – وأنا أبدأ بنفسي – الذي كان يتحمل أي مسؤولية عن سياستنا تجاه سوريا في الإدارة السابقة أن يعترف بأننا فشلنا. ليس لعدم رغبتنا في المحاولة، لكننا فشلنا”.
وقال بلينكن، الذي شغل منصب نائب وزير الخارجية الأميركي في الفترة من عام 2015 إلى عام 2017: “إنه شيء سأخذه معي لبقية أيامي”.
وقال تقرير المونيتور إن بلينكن ليس أول مسؤول سابق في إدارة أوباما يعرب عن أسفه لعدم القيام بالمزيد في سوريا، حيث رسم أوباما خطاً أحمر مشهوراً حول استخدام الأسلحة الكيميائية لم يفرضه أبداً بالقوة العسكرية. واتخذ ترامب إجراءات عسكرية محدودة، لكن مباشرة ضد النظام. كان الهجوم الصاروخي الذي سمح به رداً على هجوم مزعوم بالأسلحة الكيمائية على مدنيين سوريين في نيسان / أبريل 2017 من بين قرارات السياسة الخارجية التي لقيت قبولاً أفضل. في العام التالي، انضمت بريطانيا وفرنسا إلى الولايات المتحدة في جولة أخرى من الضربات على أهداف عسكرية سورية.
ومنذ ترشحه للرئاسة، دعا بايدن إلى استخدام القوة العسكرية الأميركية بحكمة، لكنه وصف أيضاً ما يعتبره “واجباً أخلاقياً” للرد على الإبادة الجماعية أو استخدام الأسلحة الكيميائية في جميع أنحاء العالم.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إدارة بايدن ستفكر في تطبيع العلاقات مع حكومة الرئيس بشار الأسد، قال بلينكن إن “من المستحيل عملياً” تخيل ذلك.
ومع تراجع الحرب في شمال غرب سوريا، أشار العديد من اللاعبين الإقليميين إلى أنهم سيرحبون بعودة الأسد إلى المجتمع الدولي. وتحتاج الحكومة السورية التي تضررت من العقوبات إلى مئات المليارات من الدولارات لإعادة البناء، وستستفيد دول ومستثمرون آخرون.
ورأى تقرير المونيتور أن ما يسمى بـ”قانون قيصر” يمكن أن يجعل ذلك صعباً. فالإجراء الأميركي، الذي يسمح بفرض عقوبات على الحكومات والشركات الخاصة التي تقدم دعماً مالياً أو غيره للنظام السوري، يدخل حيز التنفيذ في 17 حزيران / يونيو المقبل.
(الميادين)