كوردستريت|| فنر محمود
.
مع حلول العام الدراسي الجديد يزداد استياء الأهالي من المناهج التي فرضتها الإدارة الذاتية منذ مايقارب ال 4 سنوات على مناطق سيطرتهم ، وللحيلولة دون ذلك منهم من قام بتغيير مكان إقامته أثناء فترة المدارس ومنهم من هاجر بغية إنقاذ أطفالهم وتأمين مستقبل دراسي ناجح لهم .
.
شبكة كوردستريت تابعت الموضوع الذي بات حديث الشارع وحديث كل منزل ، وأجرت استطلاعاً بين الأهالي لمعرفة رأيهم حول التعليم والآثار السلبية من وراء هذه العملية ، والتقت ب فيروشاه عبدالرحمن عضو المكتب التنفيذي لحركة الإصلاح الكوردي في سوريا والذي أفاد بأنّ أي منهاج يعتمد للطلبة يجب أن يكون معترفاً من الدولة التي هي معنية بالأمر ، لأنّ اي مؤسسة يجب أن ترعاها الدولة عبر قوانين و قرارات .
.
وأضاف إلى ذلك عدم وجود الكادر المؤهل و الذي يعتبر الشرط الثاني في العملية التربوية و التعليمية و كذلك عدم إمكانية ربط هذه المناهج بالمراحل الأخرى (الجامعة )، كما ويجب أن يكون معترفاً بها من المؤسسات الأممية (الدولية) والأمم المتحدة خاصةً وأنّ هذه المناهج مؤدلجة لفلسفة معينة و هذا الاعتراض كان موجوداً في مناهج النظام بسبب إيديولوجية حزب البعث لذلك سيكون من الصعب أن تكون بديلاً لمناهج وزارة التربية السورية لأنها تحتاج إلى اعترافٍ قانوني من الدولة و مؤسسات أممية.
.
فيما أردفت المدرّسة فاطمة يوسف قائلةً « العلم أساس الحضارات ، وبه ترتقي الأمم ، ولكن للأسف فقدناه في وقتنا الحاضر بسبب الإيديولوجيات الباهتة والموجهة التي تزرع في عقول طلابنا وأبنائنا ، مشيرةً أنّ تعلّم اللغات بشكل عام هو مكسب كبير ، ولسنا معترضين على إدخال اللغة الكردية في المدارس والجامعات ، كونها تعتبر من حقوقنا الثقافية .
.
وأكدت أنه يجب وضع حلول عاجلة وسريعة لضياع مستقبل أبنائنا الطلبة ،والوصول إلى تفاهمات بين الطرفين ، أو إخراج التعليم من دائرة الصراعات بينهما لبناء جيل يعتمد عليه.
.
لاشك أنّ الآراء كلها اتفقت حول الإشكالية في طريقة التعليم والمناهج التي وُضعت، حيث أوضح محمد شيخموس عضو منظمة سوز لشبكتنا أنّ التعلم والتعليم باللغة الأم هي مطلب محق وحق شرعي تضمنته كافة المواثيق والعهود الدولية لأي شعب ،
ونحن ككرد كنا نسعى لتحقيق هذا الهدف.
.
مستدركاً بالقول « إلا أنّ هذا الهدف تشوبه الكثير من الاشكالات ويفتقر إلى التوافق و الوضوح ، إذ كنا نطالب بمناهج كردية ولكن مع ضمان الحفاظ على مستقبل الأجيال بحيث تكون هذه المناهج موضوعة بشكل أكاديمي، وبغض النظر حتى عن مضمون المناهج الموضوعة من قبل الإدارة الذاتية فهناك مشكلتان الأولى هي ”كيفية تطبيق المناهج” التي تتطلب فترة كافية وبشكل تدريجي والثانية هي” مسألة الاعتراف ” بهذه المناهج ومدى إمكانية استفادة الطلاب من الشهادة التي سيحصلون عليها.
.
إضافةً إلى عدم وجود كادر تدريسي كفئ كما وأنّ سطوة الايديولوجية على المناهج تثير التخوف والنفور من هذه المناهج،
وبالمجمل مستوى الأداء التعليمي ونوعيته في مناطق الإدارة الذاتية مرتبط بمستويات ونتائج الصراع المتعددة و يتأثر بإفرازات المشروع السياسي وإيديولوجياته.
.
لافتاً أنّ هذه العملية تحيط بها إشكالات تقنية وفنية عدة ويلحظ فيها عدم وضوح الرؤية وآليات تنفيذ واضحة وفي ظل استمرار تلك العوائق سيبقى الأطفال والطلبة هم الأكثر تضرراً ، و من الواجب أن تقوم الإدارة بإجراء تعديلاتٍ على مضمون وشكل هذه المناهج والاستعانة بالخبرات الأكاديمية، وإيجاد حلّ مع دمشق يضمن الاعتراف بهذه المناهج حفاظاً على نجاح عملية التربية والتعليم التي هي أساس بناء الفرد والمجتمع.
.
فيما ذهب أحد الأهالي ”حكيم هولي” إلى أبعد من ذلك ، إذ أشار أنه من حق أي إنسان أن يتعلم بلغته الأم ، وإن لم يكن معترفاً فهذا يقع على عاتق المنظمات الدولية المعنية بذلك ، منوّهاً أنّ منهاج الإدارة الذاتية ”مسيّس أكثر ماهو تربوي ”، وإنّ الجمع بين عدة لغات قد يكون حملاً ثقيلاً على الطفل لاستيعابها في المراحل الأولى للدراسة .فمن السهل أن يكون إلى جانب لغته الأم لغة دولة المركز للتدريس .
.
واختتمت المواطنة” مي يوسف” جملة الآراء لشبكة كوردستريت بالتعليق على الموضوع قائلةً « مناهج الإدارة الذاتية ليس معترفاً بها دولياً ، وتغير المناهج لا يبدأ بيوم وليلة، وهذا التغيير السريع للمناهج أثر كثيراً على الوضع التعليمي في روج آڤا وأصبح شبه معدوم ، والطلبة باتوا على حافة الهاوية بين منهاج النظام ومنهاج الإدارة ، فكان الأفضل أن يبقى التعليم على منهاج النظام حيث أنه معترف دولياً ومن ثم تكون هنالك حصص للغة الكوردية .