المكتب السياسي للحزب الاتحاد السرياني في العراق يقرر الأول من نيسان من كل عام ذكرى يوم الشهداء السريان (الآراميين)

بيانات سياسية 31 مارس 2018 0
المكتب السياسي للحزب الاتحاد السرياني في العراق يقرر الأول من نيسان من كل عام ذكرى يوم الشهداء السريان (الآراميين)
+ = -
كوردستريت || بيانات سياسية
.
يوم الشهداء السريان على أدي النساطرة أسلاف

قرر المكتب السياسي للحزب الاتحاد السرياني في العراق، اعتبار الأول من نيسان من كل عام ذكرى يوم الشهداء السريان (الآراميين) على أدي النساطرة أسلاف الآشوريين والكلدان الحاليين في العراق.

.

التاريخ ملئ باضطهاد ومذابح السريان من بداية المسيحية وإلى اليوم، فقد قام النساطرة  أسلاف الآشوريين والكلدان الحاليين وبتشجيع من الملك فيروز  بمذبحة رهيبة بين سنتي 480-486م، ينأ لها جبين الإنسانية، حيث ابتدأ النساطرة بقيادة مطران نصيبين برصوم الذي عيَّنه الملك فيروز الفارسي مستشاراً سياسياً له حيث كان مطلعاً على الشؤون الرومانية، وأعطاه صلاحيات مدنية بحتة كمراقبة ورسم الحدود الفارسية مع الآخرين.

.

ابتدأت المذابح سنة 480م بقتل السريان وإراقة دمائهم،حيث  قُتل فيها سبعة آلاف وثمانمئة سرياني منهم الجاثليق بابويه +484م، الذي كان جاثليقاً منذ سنة 457م، ومطران دير مار متى برسهدي +480م ومعنى اسمه (ابن الشهداء) وتسعون كاهناً في دير بزنيويثا في قرية بحزاني، واثني عشر راهباً، وآلاف الأبرياء من شمامسة ومؤمنين عاديين، إضافةً لحرق مكتبة دير مار متى.

.

قام برصوم النصيبيني بالمذابح في المنطقة مدفوعاً بقوة عسكرية جبارة من الملك فيروز، وأخذ يُنِّكل بالسريان إكليروساً وشعباً لإجبارهم اعتناق النسطورية، فكانوا يستشهدون واحداً بعد الآخر مفضلين الموت على اعتناق الهرطقة النسطورية، فقد قام برصوم بمقابلة فيروز وقال له إن النصارى في بلادك أيها الملك الجليل لا زالوا يتفقون مع  ملك الروم (أي السريان الذين مقر بطريركتهم في أنطاكية تحت حكم الروم)، ومائلين إلى خيانتك وهم جواسيس لهم، وقد كان للروم بطريرك عاقل اسمه نسطور، يحب شعبك ومملكتك الفارسية، ولأجل ذلك أبغضه الروم وأنزلوه عن كرسيه، فإن سمحت لي جلالتك أُجبر النصارى الذين في مملكتك على إتبَّاع دين ذلك الرجل العظيم، وحينئذٍ تقع بغضة بينهم وبين الروم، فاستجاب فيروز له خاصة أن العقيدة النسطورية قريبة من الثنوية المجوسية الفارسية، فأخذ برصوم جيشاً وابتدأ الهجوم من بيت الآراميين (المدائن، قطسيفون، ساليق) واتجه إلى بيث كرماي (كركوك) وقتل خلقاً كثيراً، فهرب بعض الأساقفة إلى الجزيرة، وهاجم تكريت فقاموه أهلها، ثم ذهب إلى أربيل فهرب مطرانها والتجأ إلى دير مار متى، فتبعه برصوم واحتل الدير، فهرب مطران الدير برسهدي والرهبان واختفوا في المغاور، لكن برصوم وجدهم وقبض على برسهدي ومعه أثني عشر راهباً وكبَّلهم بالأغلال وأرسلهم إلى نصيبين وحبسهم في بيت رجل يهودي، ثم نزل إلى كورة نينوى وقام بجريمة بشعة يندا لها جبين الإنسانية وفاقت ما قام الغرباء حيث قتل في دير بيزينا (بحزاني الحالية) تسعون كاهناً، وانطلق إلى بيث نوهدرا (دهوك) وأراد تسلّق مغارة أحد النساك السريان الأرثوذكس واسمه شموئيل، ففشل، وهناك سمع زعماء الأرمن أنه قادم لبلادهم فهدده بالقتل فتراجع، وذهب إلى بيت اليهودي في نصيبين وقتل المحبوسين عنده، وهم المطران القديس الشهيد برسهدي والاثني عشر راهباً، ونتيجة للجريمة النكراء التي قام بها برصوم النسطوري وإصرار الأرثوذكس على عدم إتباَّع مذهبه الهرطوقي أمام صاحب الدار اليهودي، آمن اليهودي بالمسيحية، وحُمل جثمان برسهدي، إلى دير بيزبينا عملاً بوصيته، ثم نُقل دير مار متى للسريان الأرثوذكس، وما يزال ضريح القديس الطاهر مزاراً  يتبرك به المؤمنون وشاهداً لتلك الجرائم النكراء.

.

وبعد استشهاد برسهدي ذهب برصوم إلى دير مار متى ونكَّلَ بكل محتوياته وأحرق الدير ومكتبته الثمينة النفيسة، فحرم العلم والحضارة الإنسانية من مخطوطات ثمينة وخطيرة قلما يشهد لها التاريخ، وقد أكرم الملك فيروز برصوم لإعماله ومكانته عنده وأمره أن يتزوج الراهبة “ماوية” التي كان يعاشرها كسرَّية، وفي سنة 484م وشى برصوم النصيبيني بالجاثليق الشهيد بابويه الذي كان خاضعاً لبطريرك أنطاكية لدى فيروز الفارسي فأعدمه فيروز معلَّقاً بأصبع واحد، وقتل في المجازر 7800 سرياني، وأخيراً قامت إحدى الراهبات الأرثوذكسيات بضرب برصوم بمفتاح كبيرة على رأسه فقتلته، ويقول ميخائل الكبير إن ذلك حدث في قرية الكرمة قرب تكريت، ويقول ابن العبري إن جماعة قالت إن الراهبة كانت من طور عبدين.

 .

وقد ذكر اضطهاد برصوم النصيبيني فيلكسنوس المنبجي +522م، وشمعون الأرشمي +540، والمفريان ماروثا التكريتي +649م الذي يقل: إذا أردنا أن نتحدث عن الضيقات التي احتملها المؤمنين من برصوم المحروم أو نروي سير القدسيين الذين استشهدوا في اضطهاده لاحتجنا إلى السنة الملائكة، ويُسمَّى برصوم في مصادر الكنيسة السريانية، الشيطان، القاتل، والمضطهد..إلخ، ويشهد لهذه المذابح كتاب الكنيسة السريانية الشرقية أنفسهم ، كماري بين سليمان وعمرو بن متى أو صليبا الطيرهاني في المجدل، والعلامة ألفونس منكانا، والأب بطرس نصري، والأب أدي صليبا أبراهينا الكلداني، ومطران الكلدان أدي شير  في كتاب شهداء المشرق في ترجمة القديس الشهيد الجاثليق بابويه ج2 ص383 ويقول: إن برصوم النصيبيني قتل كثيرين منهم المطران مار سهدي واثني عشر راهباً في دير مار متى، والمؤرخون ذكروا أن شهداء الإيمان بلغوا 7700 شهيداً، والأب ألبير أبونا ويُسمِّيه برصوم المضطهد ويقول إنه استعمل القسوة وأراق الدماء التي لا ننكرها فقتل 7700 شخصاً.

 .

إننا نهيب بكافة مؤسسات شعبنا الكنسية والمدنية السريانية الاحتفال بهذا اليوم من كل سنة كذكرى لهؤلاء الأبرار الذين  روت دمائهم أرضنا دفاعاً عن وجودنا القومي والإيماني السرياني المسيحي.

 

ومن هنا نؤكد للجميع إننا نتصرف من دواعي قومية وإيمانية تص أبنائنا، وذاك لا يعني إننا نعادي أحداً، فما جرى قد جرى، ونحن نطالب المؤسسات الكنسية والمدينة من الأثنين فقط الاعتراف بالمذابح، وتقديم اعتذار لشعبنا السرياني من منطلق مسيحي وأخلاقي إنساني، وندعوهم للاحتفال معنا بهذه المناسبة المباركة على قلوبنا.

 .

إننا نعاهد شهدائنا الأبرار أن ذكراكم ودمائكم الزكية ستبقى خالدة في نفوسنا.

 

المجد لشهداء امتنا السريانية الأبرار، وعاشت امتنا السريانية إلى الأبد

.

المكتب السياسي لحزب الاتحاد السرياني الديمقراطي

العراق

28/3/

آخر التحديثات