كوردستريت – سامية لاوند
.
قال السياسي الكوردي “صلاح بدرالدين” بأن “مشروع إعادة بناء الحركة الوطنية الكوردية السورية قيد العمل والإنجاز، وسيتحقق عاجلا أم آجلا لأنه ضرورة تاريخية وحاجة موضوعية ملحة، وينطلق من الإرادة الشعبية وهو مطلب نابع من شعور غالبية شعبنا بفشل السيستيم الحزبي وعجز العقلية الحزبية الضيقة من تحقيق أي مكسب على الصعيدين القومي والوطني” وجاء كلامه هذا في حديث خاص لشبكة كوردستريت الإخبارية معه.
.
وأضاف في سياق متصل “قد بات واضحا للعيان إخفاق أحزاب المجلسين -غرب كردستان والوطني الكردي- في صياغة وبلورة وحمل المشروع الكوردي بجانبيه القومي والوطني رغم توفر المال والسلاح والدعم الخارجي” وتابع القول “ونشهد الآن وبحسرة كيف أفرغت مناطقنا وتقاد بالحديد والنار والتسلط الاستبدادي وتهدر دماء شبابنا في معارك الآخرين وقد يكون الآتي أعظم في قادم الأيام” قائلا “إننا لسنا بصدد إعلان حزب أو تجمع من فوق كما فعل الآخرون ولسنا في وضع الطلب من أية جهة مساعدة حتى نعلن تكتلا تابعا لأجندتها، بل أن مشروع – بزاف – انقاذي بالدرجة الأولى وبنفس طويل غير متسرع عبر إعادة بناء الحركة برنامجا وتنظيما وفكرا وقيادة، وبحسب ” بدرالدين” بأنها مهمة قد تأخذ وقتا ولكنها راسخة تستند في بنائها على المزيد من البحث والنقاش والمراجعة في الوطن ومختلف أماكن التواجد الكوردي السوري حيث بدأت اللقاءات التشاورية تتوالى وستتواصل مستقبلا من دون توقف حتى تحقق تلك الكتل البشرية الموزعة بين دول مجاورة وبعيدة من تحقيق خطواتها المرسومة، وتضع الضوابط في التنسيق والتفاعل فيما بينها وصولا إلى انتخاب لجان المتابعة واللجنة التحضيرية وعقد المؤتمر الوطني”
.
“في مشروع بزاف :نحن لاننتظر إزاحة الآخرين للاحلال محلهم”
.
وتابع في ذات الصدد ” نحن لاننتظر إزاحة الآخرين للاحلال محلهم، وقد أوضحنا لكل المعنيين بالملف الكوردي السوري علنا وكتابة وشفهيا بأن هناك انفتاح من جانبنا على كل المقترحات والبدائل وبحكم الأمر الواقع والمعادلة الراهنة السائدة طرحنا على أشقائنا في إقليم كردستان العراق بمساعدتنا في أحد الخيارين لحل الأزمة : الأول – بانعقاد مؤتمر جديد للمجلس الوطني الكوردي يسبقه تشكيل لجنة تحضيرية غالبيتها المطلقة من المستقلين وممثلي الشباب مع تمثيل إلى حدودالربع من جانب الأحزاب والثاني : دعم مشروع – بزاف – من أجل إعادة البناء وبالرغم من عدم حسم الأمر حتى اللحظة” ولفت القول “إلا أن الأشقاء لم يعترضوا على الخيارين، بل أبدوا الموقف السياسي الإيجابي” ونوه “وفي حقيقة الأمر وأولا وآخرا الحسم والقرار بأيدي شعبنا الكوردي السوري وسيكونان موضع احترام الأشقاء”
.
وأردف القول في معرض الحدبث ذاته “وكمثال عندما تم التحضير والعمل من أجل إنقاذ حزبنا وحركتنا عام 1965 ونجاحنا في تحقيق خطوات هامة ومفصلية في إعادة بناء الحزب آنذاك لم نأخذ موافقة أحد ولم نطلب دعم أحد، ولم ننتظر تدخل أحد وعندما رسخنا مشروعنا الجديد وبعد عامين من العمل المتفاني توجهنا إلى كوردستان العراق وإلى قائد الثورة الخالد في قلوب الملايين مصطفى بارزاني عام ( 1967 ) بوفد كنت في عداده لنشرح للأشقاء أحوالنا ونضع الأسس المتينة لعلاقاتنا الأخوية التي تطورت وتوسعت كثيرا”
.
“ المجلس الوطني فشل بتركيبته ومواقفه السياسية من الحفاظ حتى على وجوده وأخفق في تحقيق شعاراته ولم ينفذ اتفاقاته مع الآخرين”
.
السياسي الكوردي في رده على سؤال لمراسلتنا أوضح “أعتقد أن المجلس الوطني لم ينشأ منذ اليوم الأول بشكل سليم، فقد كان حينذاك في بداية الثورة السورية بحسب قوله فرصة كبرى أمام الكورد السوريين لتحديد وتثبيت دورهم القومي والوطني والمشاركة الكاملة بالثورة ومصيرها وقرارها” ملفتا القول “وقد عبر عن ذلك الشباب بمختلف تنسيقياتهم ومنظماتهم وقادتهم لولا أن تم التدخل من فوق وعبر رئيس جمهورية العراق وأمين عام ( أوك ) الذي سلمه تحالف الحزبين الحاكمين في إقليم كوردستان العراق الملف السوري في اجتماع ( دوكان ) وتصرف هو ومن خلال اليمين الكوردي السوري من منطلق التشاور والتعاون مع نظام الأسد الذي كان همه الأول عزل كورد سوريا عن الثورة وتشكل المجلس ( حزبيا ) وعلى أساس الحياد بين النظام والثورة رغم الاختلافات والتمايز بين مواقف هنا وهناك وهكذا فقد قام المجلس على أساس هش وانفرط عقده بمرور الأيام”
.
وأردف القول “المجلس الوطني فشل بتركيبته ومواقفه السياسية من الحفاظ حتى على وجوده، وأخفق في تحقيق شعاراته ولم ينفذ اتفاقاته مع الآخرين وبسبب الفساد المستشري في الأوساط الحزبية القيادية منذ عقود وإغلاق أبواب الإصلاح والتغيير لم تظهر قيادة نزيهة فاعلة تحمل المشروع القومي وتواجه المخططات التي تستهدف الشعب الكوردي وحركته والقضية الوطنية برمتها، وفي الحالة هذه من الطبيعي أن يبحث الكورد السورييون عن بدائل سياسية أخرى وهو من حقهم” مضيفا “من الملفت أن المجلس لايملك تراثا نضاليا يؤخذ بعين الاعتبار وإنجازات يعتز بها؛ لذلك نلاحظ أن جل إعلامه منصب على قضايا إقليم كوردستان العراق في حين أن الأشقاء هناك ليسوا بحاجة إلى من يحمل قضيتهم أو يدافع عنها فلديهم مؤسسات إعلامية عريقة وإمكانيات هائلة وكوادر متقدمة”
.
“أليس من الواجب أن يحدد ماتبقى من المجلس الكوردي موقعه في خارطة التحالفات وهل مازال شريكا للجربا؟
.
وبشأن ما نشره على صفحته الشخصية متسائلا إذا ما كان المجلس الوطني سيحدد موقعه في المرحلة المقبلة أكد “بدرالدين” القول “نعم ذكرت حرفيا عندما هرول ممثلوا المجلس الوطني الكوردي للمشاركة في مؤتمر مايسمى تيار الغد السوري في القاهرة قبل نحو عام وتباروا في كيل المديح والإصرار على العلاقات المشتركة والتعاون. قلنا حينها لايمكن الركون إلى ذلك الوجيه القبلي الذي يتزعم التيار الذي سجن بدمشق قبل الثورة لأسباب جنائية تتعلق بتجارة الممنوعات وتسلق على أكتاف الثوار وفرض رئيسا للائتلاف ليس لنضاله وعلمه ومعرفته، بل عبر أنظمة دول مانحة والآن ممثلوا نفس التيار وهيئة التنسيق يعقدون صفقات مع سلطة الأمر الواقع في رميلان وهم جميعا محسوبون على نظام الاستبداد ومن غير المستبعد أن ينضم إليهم الإخوان المسلمون والحشد الشعبي لصاحبه نواف البشير وأحزاب كوردية أخرى. أليس من الواجب أن يحدد ماتبقى من المجلس الكوردي موقعه في خارطة التحالفات وهل مازال شريكا للجربا ؟ وأضيف أن الوضع السوري المتغير يحتاج إلى قيادة سياسية كوردية لاتفقد البوصلة بين حدث وآخر وتتخذ المواقف المناسبة المعبرة عن مصالح الشعب والوطن، ولاأعتقد أن المجلس بوضعه الراهن قادر على ذلك”
.
“السيد برو وكمسؤول في حزب يكيتي لم يساهم في شق اليسار بداية التسعينات”
.
في لقاء سابق قال “بدرالدين” لشبكة كوردستريت بأنه لايعرف إبراهيم برو وفسره البعض كإساءة للمجلس ورئيسه وردا على ذلك قال بدرالدين “لا أبدا أنا بعيد جدا عن أسلوب شخصنة القضايا السياسية، وفي الحقيقة لاأعرف السيد إبراهيم برو شخصيا وهذه ليست إساءة” مواصلا القول “وإن وجد أي عيب بذلك فيعود إلى مسؤولي أحزاب المجلس الذين لايتواصلون مع الآخر المخالف أو المستقل ويمارسون سياسات أحزابهم الضيقة، علما أنني أحمل ذكريات عطرة عن والده الذي فتح لنا أبواب منزله في عامودا لعقد إحدى كونفراساتنا في منتصف ستينات القرن الماضي وفي أوج الخطر الأمني من النظام، واجتمعت به مطولا وكان نموذج الرفيق الوطني الصادق المضحي كما أن السيد برو وكمسؤول في حزب – يكيتي – لم يساهم في شق اليسار بداية التسعينات، ولكنني لاأعلم كيف يتعايش مع ثلاث مراكز في حزبه السليمانية ورميلان واستانبول، والملفت أن المشرفين الثلاثة على هذه المراكز هم الذين قادوا الانشقاق بالتعاون مع اللواء الأمني محمد منصورة وكان برتبة عقيد حينذاك”
.
“بسبب الضياع الفكري السياسي الثقافي من جانبpyd والتخبط في العلاقات والتحالفات أخشى أن تكون العواقب وخيمة على شعبنا وبلادنا وقضيتنا”
.
وبحسب “بدرالدين” فإنه لم يجد حتى الآن مشروعا واضحا متكاملا ثابتا بخصوص سوريا وكوردها من جانب الpyd أو يمكن القول أن لديه مشروع اللامشروع والسبب كما أرى أن القرار بأيدي قيادة – قنديل – العسكرية و- ب ي د – كفرع لا صلاحية له في تحديد البرنامج والموقف فهو وإضافة إلى سلطته الاستبدادية التفريغية الأمر واقعية منفذ وليس مقررا لذلك تراه لايثبت على سياسة مرة مع كوردستان الكبرى ومرة نفي وجود وطن كوردي بسوريا وتارة أمة ديموقراطية وأخرى ضد حق تقرير المصير، وحينا مع إدارة ذاتية وأحيانا مع فدرالية جغرافية وليس قومية، وفي جميع الأحوال ضد إنجازات كوردستان العراق القومية ومع التدخل في الأمور الداخلية للأجزاء الأخرى ومع المؤتمر القومي الكوردستاني بشرط أن يكون تحت إشراف – ب ك ك قنديل – الذي يعمل بأجندة إقليمية ومنخرط إلى جانب محور الممانعة ( دمشق – طهران – بغداد المالكي ) وبسبب هذا الضياع الفكري السياسي الثقافي من جانب pyd والتخبط في العلاقات والتحالفات أخشى أن تكون العواقب وخيمة على شعبنا وبلادنا وقضيتنا”
.
“مشاركة pkk ونقل مقاتليهم بالآلاف من بلدان ومواقع أخرى إلى الرقة يثير الشكوك”
.
المفكر السياسي وبشأن تحليله لمشاركة الوحدات الكوردية في معركة الرقة نوه “لا اعتراض على محاربة ارهابيي داعش وغيرهم أينما كان، ولكن مشاركة pkk ونقل مقاتليهم بالآلاف من بلدان ومواقع أخرى إلى الرقة يثير الشكوك، ولم يتم من دون ترتيب إقليمي برضا أنظمة وحكومات طهران ودمشق وبغداد ومباركة المحتل الروسي أيضا” معتقدا بأن “المسألة ليست في صلب القضية الوطنية الكوردية، بل في أجندات مرجعيات الحرب بالوكالة” قائلا ” ولا أستبعد أن تصب تضحيات pkk ببنات وشباب الكورد في مجرى مصالح نظام الأسد بالنهاية، وأن تساهم في الفتنة العنصرية بين كورد وعرب سوريا؛ فقضية حقوق كورد سوريا لاتمر بالرقة ودير الزور، بل عبر التعاون مع ثوار وديموقراطيي سوريا. هنا لا أبرىء أخطاء وتصرفات المعارضة السورية من ائتلاف وهيئة تفاوضية وغيرها، بل أنها تتحمل المسؤولية في ما آل إليه الأمر كورديا” مشيرا “الأمريكان يصرحون في السر والعلن أن ليس هناك أي موقف سياسي إيجابي من pkk وفرعه السوري وليس هناك وثائق أو وعود مكتوبة، ولكنهم بحاجة إلى مقاتلين على الأرض وهؤلاء موجودون”
.
“هناك اختلاف في تاريخ تأسيس أول حزب كوردي سياسي”
.
وفي كلمته الأخيرة إلى الشعب الكوردي بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس أول حزب كوردي في سوريا أشار السياسي الكوردي بأنه حتى في تاريخ ميلاد أول حزب سياسي كوردي “هناك اختلاف في وجهات النظر فقد علمت من كل من الراحلين أوصمان صبري ود نور الدين ظاظا أن يوم ميلاد الحزب ليس واضحا ولم يعلن في تاريخ محدد، بل كانت الاجتماعات متتالية صيف العام ألف وتسعمائة وسبع وخمسون بين بداية حزيران ونهاية آب للتوصل إلى اتفاق تشكيل الحزب، وكانا ميالين إلى شهر آب” متابعا حديثه “وقد أبلغني الشيخ محمد عيسى تقديرا مماثلا” منوها “يجب أن لانتوقف مطولا على الموضوع وماأريد قوله أن حركتنا بدأت منذ – خويبون – مرورا بمنظمات وجمعيات ثقافية ونوادي رياضية وقيام ( ح د ك – سوريا ) وحدوث تحول كونفرانس الخامس من آب وظهور حركات الشباب بالتزامن مع اندلاع الثورة السورية، وهي كلها سلسلة متواصلة في تاريخ حركتنا تركت وثائق واسفار نضال وكفاح وتضحيات علينا تقدير روادنا الأوائل وشهدائنا واحترامهم من دون تمييز”
.
واختتم حديثه لشبكة كوردستريت مردفا القول ” وبهذه المناسبة أتوجه إلى بنات وأبناء الشعب السوري عموما والكوردي خصوصا بوجوب إتخاذ العبرة من دروس الماضي، واستيعاب تجربتنا الوطنية منذ الاستقلال وحتى الآن والتلاحم من أجل تحقيق سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية تتحقق فيها آمال وطموحات كافة المكونات والفئات وتحل فيها القضية الكوردية حسب إرادة غالبية الكورد في تقرير مصيره بإطار سوريا الواحدة، واليوم ومن أجل تحقيق تلك الطموحات لابد من الاتحاد وإعادة بناء ثورتنا وحركتنا الوطنية الكوردية عبر العودة إلى الشعب من خلال المؤتمرات الوطنية الجامعة”