كوردستريت || خاص
في قراءته للمشهد السياسي والعسكري في شمال شرق سوريا ( منطقة الجزيرة ) قال المعارض السوري سمير نشار : إن الوضع في هذه المنطقة معقد أكثر مما يبدو على السطح ، مشيراً إلى أن السبب هو أن القوى المتداخلة عسكرياً هي قوتان دولية هما روسيا وأمريكا وقوة إقليمية كبرى حدودية مجاورة لسورية على طول حدودها الشمالية هي تركيا ، وهي كلها تتواجه بواسطة وكلاءها المحليين.
.
وأضاف نشار في حديث خاص لكوردستريت، إن تركيا لديها وكيل هو الجيش الوطني ،والولايات المتحدة لديها وكيل هو قوات ال( ب ي د) وروسيا أيضاً لديها وكيل هو النظام السوري ، وهم لا يرغبوا بالصدام مباشرة نظراً لتقاطع المصالح بينهم في سورية وبالاقليم ،وهي مهمة جداً بحيث لا تسمح بأي صدام مباشر بينهم ،وإنما فقط عن طريق الوكلاء ،وللأسف كلهم سوريين كأفراد يقتتلون سواء كانوا كرداً ام عرباً.
وأشار إلى أنه بعد الانتهاء من إشكالية المنظمات المتطرفة بإدلب قريباً كما أتوقع ، تبقى القوى المتصارعة ميدانياً المحلية اطرافها سورية، لكنها ممسوكة من قبل الدول الوصية عليها ،مما يعني أن المشهد الميداني الذي أنتهى عسكرياً يتطلب البحث والنقاش حول الحل السياسي الذي يُؤْمِن مصالح الدول الثلاث في سورية، ويأخذ بالاعتبار أيضا المصالح الاسرائيلية.
.
ونوه إلى أن هذا الحل السياسي سيواجه تحدياً حقيقياً هو الدور الإيراني المطلوب إنهاؤه أمريكياً واسرائيلياً وإخراجها من سورية ، هذا هو التحدي الأخير أمام إيجاد الحل السياسي للملف السوري بين الدول المتواجدة عسكرياً على الأراضي السورية، والذي أعتقد أن إنجازه يجب أن لا يتجاوز زمنياً منتصف عام 2021 تاريخ الاستحقاق الرئاسي بسورية ، لأنه مناسبة ، اذا حصلت صفقة الحل ، لإخراج بشار الاسد من المشهد السياسي ومن سورية كما أرجح .
.
وفي سؤال حول مايجري من تصعيد في إدلب تابع المعارض السوري حديثه لكوردستريت بالقول : إن مايجري في إدلب حالياً ،هو بين الجيش التركي (ومن خلفه بعض الفصائل من الجبهة الوطنية للتحرير الموالية لتركيا ) وبين هيئة تحرير الشام ( ومن خلفها المنظمات المتطرفة من أمثال حراس الدين وأنصار الدين وأنصار الاسلام والتركستان وأخرون ) هي مواجهة بين الطرفين حول فتح الطريق الدولي حلب – اللاذقية الذي نص على فتحه اتفاق سوتشي الذي وقع بأيلول عام 2018 والذي لم ينفذ بتاريخه لاعتراض كل الفصائل على إتفاق سوتشي الذي نص أيضاً على فتح الطريق الدولي حلب – دمشق .
.
وأضاف إلى أنه نتيجة عدم قدرة تركيا على إقناع الفصائل بتنفيذ اتفاق سوتشي ،وبعد أن أعطت روسيا وقتا كافياً لتركيا لتنفيذ الاتفاق، ولَم تنجح الأخيرة في ذلك ، حصل الهجوم الأخير من قبل قوات النظام وبدعم المليشيات الإيرانية، ودعم جوي روسي نتج عنه بعد معارك طاحنة، تأمين القوات المهاجمة لفتح الطريق الدولي M5 ووصولها الى بلدة سراقب الاستراتيجية التي تشكل عقدة الطريقين بين حلب وكلاً من اللاذقية ودمشق ، وإقتراب هذه القوات من مدينة إدلب، مما أدى إلى نزوح مايقارب مليون مواطن سورية من تلك المناطق ، والذين هم أصلاً نازحين من المحافظات الأخرى إلى إدلب ، إلى الحدود السورية التركية، مما شكل ضغطاًسياسياً وإنسانياًعلى الحكومة التركية . اضافة لتطور وتدخل تركيا بالمعارك الأخيرة ،والتي سقط خلالها حوالي 33 قتيلاً من الجيش التركي بواسطة ضربة جوية روسية ،والذي كان من الممكن أن يتطور القتال بشكل أوسع بين تركيا وروسيا .
وأكد نشار أن تركيا اليوم أمام تحدي تنفيذ فتح الطريق الدولي M4 كما نص اتفاقها الأخير مع روسيا وسط معارضة هيئة تحرير الشام ، لذلك أرى أنها امام خيارين لا ثالث لهما :
.
الأول: أن توافق هيئة تحرير الشام على فتح الطريق الدولي سلماً وتنضم إلى فصائل الجبهة الوطنية الموالية لتركيا ،وتتخلص من تصنيفها كمنظمة ارهابية وتخضع نهائياً للوصاية التركية .
الثاني: هو المواجهة العسكرية مع تركيا .
ونوه إلى أن فتح الطريق موضوع وقت لا أكثر ، وهو هدف روسي قبل أن يكون تركي، وإذا فشلت تركيا في إنجاز ذلك، علينا توقع إعادة هجوم النظام بدعم روسي لاستعادة وفتح الطريق الدولي أو مساندة الهجوم التركي من جنوب الطريق ، وبذلك يغلق الستار على القتال في ادلب .