زيد سفوك
حين قررت فرنسا وبريطانيا أن يكون برهان غليون رئيسآ للمعارضة وباتفاق سعودي ( حريري ) أنذاك كان خطئآ فادحآ وقاتلآ لأن الهدف كان نشر العلمانية في الشارع السوري وقطع الطريق آمام تدخلات إيران وحزب الله والثأر لرفيق الحريري نتيجة تدخل الشيخ سعد بقوة في صياغة القرار للمعارضة ولم يكن للشعب السوري أي صفة في جداولهم وبالأخص الكرد مما دفع غليون وقتها بالتصريح ضدهم يمينآ وشمالآ وحين لم تكن توقعاتهم في مسارها الصحيح ولم تكن كسابقاتها من الدول الأخرى التي أسقطتت رؤوس هرمها بسرعة لجأ الحريري إلى المملكة مستسلمآ للثأر فقامت السعودية بتوسيع دائرة حلفها مع الغرب والعرب ووضعوا الشبكة العنكبوتية وبتسلسل زمني محدد ووضعوا بيادقهم على الخيوط بالتناوب فبدأو بوضع السيدا رئيسآ لها لأستقطاب الشارع الكردي وفشلوا ايضآ ثم بدأو بصبرا كمسيحي والخطيب كأسلامي والجربا كعشائري وهكذا حتى وصلوا ليضعوا رجلآ من نظام البعث نتيجة تشتتهم وعلى آملآ أن يستقطبوا أعضاء حزب البعث الحاكم ليلتموا حولهم فلم يعد لديهم اي خيار ليمارسوه فالشبكة أنقطعت خيوطها من جذورها ولم ينفع مع الاحزاب السورية أو الطوائف أو الشعب السوري بكامله أي بيدق من المعارضة لأن سياسة المعارضة التي كانت تحاول أظهار نفسها بإنها تمارس الديمقراطية بأنتخاب رؤوسائها لم تنجح وباتت مكشوفة .
جميع الأمور تعود بأتجاه الكرد مهما كانت بعيدة فحين بدأ الصراع السعودي القطري حول مصر والكراهية الشخصية القديمة بين مبارك والشيخ حمد عادت وفرضت نفسها بقوة على الساحة الخليجية تمسكت قطر بالأخوان المسلمين وتمسك مبارك بالسعودية فتحول ذاك الصراع لا إراديآ إلى سوريآ فتمسكت قطر بتركيا والسعودية لجأت إلى الأكراد لضمهم في الإئتلاف وزيادة أصواتها وهذا يثبت بأننا نبقى قيد المراوحة في مكاننا حتى ينادينا أحد لنلعب معه لإن التشتت فيما بيننا جعلنا بدون إدارة لذلك نركض مسرعين حين يتم دعوتنا لأي مبارزة لصالح غيرنا وذهبنا مع الإئتلاف لجنيف وحققنا غاية المملكة بأثبات شرعية الإئتلاف ظاهريآ وأيضآ كان الفشل بالمرصاد لأنه لم يعد هناك من يؤمن بأن الأتي أفضل من الحالي رغم أن الأثنين لا يفرقان عن بعضهما البعض من ناحية أنهم جميعآ بيادق لدى الدول الأقليمية والدولية وتهنا في متاهات الأخرين وخلافاتهم القومجية وليست القومية ورغم ذلك لم نأخذ العبرة مما جرى ولم نحاول نحن الكرد بأنفسنا ان نؤوسس إدارة خاصة وننادي ممن يراوحون في آماكنهم ليجتمعوا معنا وهناك الكثير منهم وبعضهم وطنيين ولو استلمنا إدارة الأزمة لكنا أوصلنا السفينة إلى برالأمان وبأقل خسائر ممكنة ولكانت تلك الدول عادت إلينا لدعمنا ومساندتنا كما تفعل الأن لأنهم مهما بحثوا وألتفوا حول العالم فلن يجدو أوفى من الشعب الكردي الذي لا يتجاوز حدوده الجغرافية ولا يتنازل عن قوميته وبنفس الوقت يحترم القوميات والطوائف الأخرى .
السعودية عادت وسيطرت على تمردات المعارضة والجيش الحر وتنازلت عن النصف لصالح تركيا بسبب حاجتها الماسة لبوابتها والقوى الكردستانية عدلت الميزان فوضعت نصف الكرد معهم وتركت النصف الأخر في الداخل فأي طرف ينتصر سيكون للكرد لهم نصيب وأن كان ناقصآ حسب الظروف على الأرض وهذا يوضح بأن السياسة باتت مكشوفة ولكن يبقى للمتآمرين والأيادي الخفية دورهم في أفتعال الأزمات وخلق المزيد من الخسائر بين الصفوف وأتباع سياسة الأرض المحروقة والأهم من كل ما حصل بأن النتيجة الأساسية التي باتت واضحة كوضوح الشمس بأن الثقة مفقودة تمامآ ولا يوجد ضمانات لأي هدف فالمجريات على أرض الواقع وتغير الظروف تثبت بأن لا آمان لأي شيئ مستقبلآ نتيجة الوليمة الفاخرة فسورية وليمة على طاولة عريضة واغلبهم يمد يده لأخذ ما يشتهيه وهناك من لا يصل إليها فيضطر للوقوف وتجاوز غيره لأخذها من آمامه وهنا يخلق التنافس الذي يبدو نهايته طويلة قليلآ وآمريكا تحاول أن ترمي الأن الفاكهة التي على الطاولة إلى سلة المهملات بتدميرها بين الحين والأخر للبنية الأقتصادية في بعض المناطق حتى تقتل ذاك الطمع في نفوس البعض وبنفس الوقت تجعل صحون الجميع متساوية مع بعضها البعض حتى يرضى الجميع بما هو مقسوم له وهي باقية لن ترحل حتى يتم أفراغ الصحون لترى من يطلب المزيد فتضعه بين ذراعيها .