كوردستريت|| مقالات
.
محمد جواد الميالي
السلطة والمال، هما أكبر هم العقول البشرية في مختلف الأزمان، فهماوجهان لعملة واحدة، فتجد الصراع على أشده، لأمتطاء جواد المنصبفي قبة البرلمان العراقي، والتنافس لا يعترف بأي مبدأ أخلاقي، وكمايقول أحد الساسة، أنهم يضربون تحت الحزام، كل هذا للوصولوالمحافظة على السلطة، لتساعدهم على سرقة مال أبناء وطني.
.
بعد أول خطوة لساسة الضرورة، وقادة اللاشيء في فكر القيادةوالإدارة، عمل منظومة إعلامية ذو حدين، الأول الكذب ببطولات ووعودوهمية للتيار الذي تمثله، والحد الثاني التسقيط، الذي يشمل كل منيتعارض مع المنهج الفاسد للمؤسسة الحزبية أو التيارية، للعلم أنهموصلوا للسلطة، بعد مجهود كبير من المال والأكاذيب، على عقول بعضعامة الشعب، وفور وصولهم للسلطة، عاثوا فيها فساداً، وهدموا كلالقيم الحضارية والإجتماعية، وأنهار الإقتصاد وأنعدم الدعم الزراعي،وجفت الأنهار وكثرة البطالة والأيتام، وترملت النساء وأنتشر الجهلوالطبقية، فأصبح العراق طبقة أغنياء سياسية، وطبقة فقراء عراقية،هؤلاء هم بعض من رشحوا، وأنتخبهم الشعب لتمثيله في البرلمان.
.
أخذت المرجعية بقيادة سماحة السيد السيستاني دام ظله، دوراًرئيسياً داعما للعملية السياسية في العراق، فأسست لمرتكزاتهاوواكبت تحولاتها ورعت مسيرتها، وكان لموقفها الأثر البالغ في الحفاظعلى الوحدة الوطنية، والسعي لإنجاز الإستقلال والسيادة، والعمللأنهاء الإحتلال، كل ذلك للحث على الإلتزام بالقانون، هذا وأكثر.
.
هو لم يفكر في أي مصلحة ذاتية لنفسه، فهو مازال يجلس في دارإيجار قرب جده أمير المؤمنين، حيث أن سؤال من صحيفة نيويوركتايمز، يقول (هل تطالب المرجعية الدينية، بموقع لها في مستقبل الحكمفي العراق؟) فكان الجواب صادماً لجانب الغرب والشرق، حين قال،أن هكذا أمور غير وارده بالنسبة إلى سماحة السيد، والأهم أن كلهذه العظمة وهالة الفكر والزهد، التي تحل أينما حل المرجع الأعلى،إلا أنه لا تغريه مغريات الحياة من مال وسلطة، وكل همه الشاغل، هوفائدة المجتمع العراقي.
.
ما فعله الساسة في خمسة عشر عام من الحكم، لم يتحمله المواطنالذي أوصلهم إلى السلطة، فضاقت به السبل، ولم يجد مهرباً منهاسوى التظاهر، ولكن الجهل الجمعي المحدق بعقول غالبية الشعب، لايمكن أن تجد له تفسير، سوى أنه مدعوم من أعلام صهيوأمريكي،لهدم صمام حماية العراق، فنجد بعض المتظاهرين ينتقدون المرجعية،التي لولاها لكان داعش اليوم يسرح ويمرح بأعراضهم ونسائهم،ولولاها لغرقة النجف ببحر من الدماء الأهلية في 2005، وغيرها الكثيرالتي لولا حكمة السيستاني لضاع العراق، فما بال هذا الشعب يرىبعين واحده؟
.
بكل ما سبق يتضح أن السيد السيستاني، يحترم الديمقراطية ويقدرأستقلالية الناس وحرياتهم، لذلك لم ينصب نفسه حاكماً على الشعب،بالإضافة إلى أن الشعوب التونسية والمصرية، لا تملك السيستانيوغيرت، فلماذا ينتقدون السيستاني؟ هل كرهاً بعمامة الرسول، أمحقداً من أبناء الرفيقات؟
المحزن أن الحاقدين، يملكون عقول ولكنهم يفكرون بأقدامهم.