كوردستريت || بيانات
رسالة نوروز العيد القومي للشعب الكردي
يحتفل الشعب الكردي منذ قرون عديدة ومعه ابناء كردستان من المكونات الأخرى بعيد نوروز المجيد ، الذي يرمز الى الحرية والانعتاق ورفض الظلم والاستبداد منذ اسطورة كاوا الحداد عندما اطاح برمز الطغيان ( ازدهاك ) واشعل النيران على قمم جبال كردستان مبشرا بيوم جديد في الحادي والعشرين من آذار حيث تكتسي طبيعة كردستان بالخضرة والجمال ويزيدها المحتفلون في احضانها رونقا وجمالا اكثر ، وخلال عقود طويلة لم تستطع آلة القهر لأنظمة الدول المستبدة التي تقتسم كردستان الغاء هذا اليوم من وجدان الشعب الكردي ، الى ان اصبح عيدا رسميا يعزز في نفوس ابنائه روح النضال في سبيل الحرية والمساواة و السلام.
يحتفل الشعب الكردي في سوريا بنوروز هذا العام وهو يعاني من وطاة الاوضاع الماساوية كباقي السوريين نتيجة اعتماد النظام الخيار الامني وتجاهله مطالب الشعب والارادة الدولية ، وقد كان طبيعيا ان يكون الكرد جزءا من الثورة السورية السلمية بهدف انهاء الاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة ومن اجل ذلك لم يتوان المجلس الوطني الكردي في اخذ دوره والعمل مع باقي قوى المعارضة الوطنية السورية كمكون فاعل في الهيئات المنبثقة عنها والتي تمثلها في العملية السياسية التي اعتمدها المجتمع الدولي عبر مسار جنيف برعاية الامم المتحدة ووفق القرار الاممي ٢٢٥٤، هذا المسار الذي شهد تلكؤا من الدول ذات الشان في تفعيله، وقد كان غياب برنامج واضح وشفاف من المعارضة حول مستقبل البلاد احد الاسباب التي ادت الى عزوف هذه الدول وتباطؤها في المسالة السورية ، ولذلك دعا المجلس الوطني الكردي الى تبني خطاب يعكس حقيقة التعدد القومي والديني والثقافي في سوريا في شراكة وطنية حقيقية والاقرار بوجود الشعب الكردي وضمان حقوقه القومية دستوريا وكذلك حقوق باقي المكونات .
وفي ظل هذه الاوضاع يتضاعف مأساة اهلنا في عفرين وسري كانيه ( راس العين ) وكري سبي ( تل ابيض) الذين يتعرضون لانتهاكات وجرائم ، وتتعرض هذه المناطق الى عمليات توطين وتغيير ديمغرافي يستهدف الوجود الكردي فيها، ورغم الادانات الواسعة من اوساط حقوقية وانسانية دولية ، الا ان رد الفعل الدولي لايزال باهتا ازاء ما يحصل ، وعليه فان المجلس الوطني الكردي يجدد ادانته لتلك الانتهاكات ويدعو المجتمع الدولي والدول ذات الشأن الى ايقافها واخراج الفصائل المسلحة من المناطق الاهلة وتوفير عودة آمنة للنازحين والمهجرين من ديارهم هناك وتسليم شؤون المنطقة وادارتها الى اهلها الاصليين ومساعدتهم بكل السبل الممكنة في الامن والاستقرار.
لقد عمل المجلس ومنذ انطلاقته في ٢٦/١٠/٢٠١١ كاطار سياسي يوحد الموقف والصف الكرديين ، كل ما بوسعه في هذا الاتجاه وعبر اتفاقيتي هولير واتفاقية دهوك وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس مسعود بارزاني الذي لم يتوان في تقديم المشورة والدعم لقضية الشعب الكردي في سوريا ومد يد العون لابنائه في محنتهم، وامام التحديات والاخطار التي تواجه شعبنا وايمانا منه بضرورة وحدة الصف ، دخل المجلس في مفاوضات مع احزاب pynk برعاية من الولايات المتحدة الأمريكية وضمان من قيادة قسد بهدف الوصول الى شراكة حقيقية و اتفاق كردي يضمن وحدة الموقف حول مستقبل البلاد وتامين الحقوق القومية لشعبنا وينأى به عن الاخطار ويطمئن الجميع من القوى الوطنية ومن دول الجوار بالمواقف التي تبدد المخاوف والشكوك و توفير مناخ الثقة والاطمئنان ويعزز روح الاخوة وثقافة العيش المشترك والتشارك مع بقية المكونات.
ان المجلس وهو يجدد التزامه بهذه المفاوضات وبما انجزتها من تفاهمات ويسعى الى انجاحها فانه يدعو الراعي الأمريكي وقيادة قسد برفض الاساءات المتقصدة والانتهاكات التي تنال من المجلس ووضع حد نهائي لها وضمان عدم تكرارها .
وبهذه المناسبة السعيدة فان المجلس الوطني الكردي وهو يهنئ ابناء الشعب الكردي في كل مكان بعيد نوروز المجيد يدعوهم الى الاحتفال بشكل يليق به وبمعانيه السامية في الحرية والمحبة والسلام.
ستبقى شعلة نوروز متقدة
عاش نوروز عيدا للحرية والمحبة والسلام
١٩ / ٣/ ٢٠٢١
الامانة العامة
للمجلس الوطني الكردي في سوريا