
الكورد وتحالفات الكتل الى البرلمان العراقي .
كوردستريت نيوز : صحافة كوردستانية
يرى مراقبون ان النتائج التي أفرزتها الانتخابات الأخيرة، شكلت منعطفا جديدا للأطراف السياسية في إقليم كردستان من خلال التسابق إلى بغداد لعقد تحالفات الحكومة القادمة، وذلك بعدما كان الإقليم يعد وجهة أساسية لكل القوائم الشيعية الفائزة، بعد كل استحقاق انتخابي منذ العام 2003، من أجل الحصول على موافقة الكرد على تشكيل حكومة توافقية.
وذكر تقرير نشره موقع “درج” اللبناني، أمس الأحد، 27 أيار 2018، أن “انتخابات 2018 حملت تغييرا يمكن رصده عبر سباق كتل كردية في الهرولة الى بغداد، من أجل بحث تشكيل الحكومة المقبلة مع الفائزين، كل حسب طريقته ومصلحته، ومن دون تحالف قومي يحفظ الثقل الذي كان يجعلهم بيضة القبان في التوازنات الطائفية والقومية ضمن لعبة الأرقام في البرلمان العراقي المكون من 329 مقعداً”
وأوضح أن “موسم عودة الكرد إلى بغداد، بدأ باتصالات هاتفية، بين زعيم أكبر الأطراف الكردية، الحزب الديمقراطي الكردستاني، (28 مقعدا)، مسعود بارزاني، وعدد من زعماء الكتل الشيعية الفائزة، استهلها بزعيم تحالف سائرون الفائز بالمرتبة الأولى (54 مقعدا) مقتدى الصدر، ثم زعيم الفتح (47 مقعداً) هادي العامري”.
وأضاف الموقع أن “دبلوماسية الاتصالات شملت أيضا ( الخصم اللدود) لبارزاني وحليفه القديم في نفس الوقت، زعيم ائتلاف دولة القانون (25 مقعدا)، نوري المالكي، بعد أن وصلت الخلافات بينهما الى مستويات غير مسبوقة، فتراشقا التصريحات عبر وسائل الإعلام والخطابات أكثر من مرة، وفي إحدى المرات تعهد بارزاني، بإعلان (كردستان المستقلة) في حال عودة المالكي، رئيسا للوزراء على رأس ولاية ثالثة وذلك على هامش منتدى دافوس في كانون الثاني “2017.
وأشار الموقع اللبناني إلى أن “اتصالات بارزاني، أفسحت المجال، لإرسال وفد رفيع المستوى بقيادة سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي، فاضل ميراني إلى بغداد، لجس نبض الاطراف الفائزة، وبحث التحالفات المستقبلية”.
وبين ان “هذه الزيارة رغم الطابع البروتوكولي لها، لاقت صدى اعلاميا وسياسيا كبيرا، لانها كسرت جليد تراكمات استفتاء الاستقلال، وأثنى القائمون بها على حفاوة الاستقبال، من قبل الصدر والمالكي والعامري، في إشارة واضحة لطي صفحة الاستفتاء، الذي قاده وانجزه، الحزب الديمقراطي تحت شعار (وداعاً يا عراق) قبل انتهائه بتداعيات، وردود إقليمية وعراقية، وخلافات داخلية، افقدت الكرد الكثير من المكاسب، وتسبب بانهيار شبه كامل للتحالف الكردي الشيعي الذي بُني عليه العراق الجديد بعد سقوط نظام صدام في 2003.“
وأضاف التقرير انه “بموازاة جولات وفد الديمقراطي المكوكية في بغداد، اتجه وفد من حزب الاتحاد الوطني لنفس الغرض إلى العاصمة، ووفرت بغداد فرصة لاجتماع مشترك للحزبين الكرديين، في محاولة انعاش وتعزيز تحالفهما القديم، بعد اهتزازه في الحملات الانتخابية التي شهدت حملات تخوين، وتحميل بعضهما بعضاً مسؤولية فقدان سيطرة الكرد على كركوك. “.
وتابع أن “الحزبين الكرديين لم يستثنيا أيا من الأطراف العراقية الفائزة في الانتخابات من الاجتماعات والتواصل، إلا أن افطارا رمضانياً جمعهما بأصدقائهما القدامى نوري المالكي وهادي العامري، في مقر الأخير، وصور المجاملات التي خرجت من اللقاء، أثارت الكثير من الريبة لدى أنصار تحالفي (سائرون) و(النصر)، اذ اعتبر ذلك الإفطار محاولة لاحياء التحالفات القديمة مع القوى الطائفية، وان كانت بواجهة وطنية علمانية مثل أياد علاوي الذي اشارت التسريبات الى تلقيه اشارات من المالكي لدعمه، ومحاولة تشكيل الكتلة الأكبر البرلمانية بموافقة ايرانية، لقطع الطريق على الصدر والعبادي، وسط حديث عن إمكان انضمام تيار الحكيم إليهم”.
واوضح الموقع اللبناني أنه “مقابل هذا السيناريو ظهرت أنباء من أكثر من مصدر عن وجود اتفاق أولي بين الصدر والعبادي، لضم كتل سنية إليهما، واعلان قاعدة تحالف لتشكيل الحكومة، ما يدفع الكتل الكردية الى اللحاق بهما اضطراريا، على غرار قبول الجانب الكردي بحصته من الموازنة العامة، رغم إقرارها في غياب ممثليه، ووسط اعتراضاته الشديدة، التي تضمنت تهديدات بالانسحاب من العملية السياسية بأكملها”.
من جانبه عقد زعيم حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد، (4 مقاعد)، لقاءات مع الصدر والعبادي، دون أن تشمل قيادات الحشد والمالكي، فيما لا تزال أحزاب المعارضة الكردية (التغيير والاسلاميين وتحالف برهم صالح) تناقش خيارات مقاطعة مجلس النواب، على خلفية اتهامات بتزوير الانتخابات من قبل الحزبين الكرديين، والتلاعب بالنتائج، عبر اختراق النظام الإلكتروني لفرز الأصوات وتغيير برمجة وسائط نقل النتائج الى بغداد، وهو أمر أقرت بامكانية حصوله لجنة موسعة عليا شكلت من قبل رئاسة مجلس الوزراء، وأثارت تصريحاتها جدلا كبيرا في العراق وهو قيد التحقيق على أعلى المستويات حالياً.
ومن جهة ثانية تسعى الإدارة الأميركية عبر الممثل الرئاسي بريت ماكغورك إلى ثني اقوى الكردية التي تنوي المقاطعة عن تنفيذ قرارها عبر اجتماعات ولقاءات، في وقت يسعى الجنرال الإيراني قاسم سليماني الى توحيد كلمة القوى الشيعية في بغداد، وسط ترقب وانتظار لموقف النجف النهائي لكي تخرج من بين كل هذه الدروب والمؤثرات خلطة مقبولة ومتوازنة لإدارة دفة المرحلة العراقية المقبلة.
وختم التقرير بالقول إنه في حال المقاطعة النهائية التي تصر عليها أوساط المعارضة الكردية، فان الكرد سيفقدون دورهم المعهود في بغداد على خلفية الانقسامات البنيوية، نظرا لفقدان مقومات الوحدة التي تتمثل بالتوازن والتوافق على الحد الأدنى من العناوين، لكن الأبرز بحسب مراقبين هو أن الكرد فقدوا موقعهم في المعادلة الداخلية العراقية بسبب الوقائع الدراماتيكية التي شهدتها تجربتهم في السنة الأخيرة، بدءا من قضية الاستفتاء ومرورا بتسليم كركوك ووصولا إلى الأزمة الاقتصادية التي تخنق إقليمهم.