كوردستريت || الصحافة
كتب مارتن تشولوف مراسل صحيفة الغارديان في الشرق الأوسط مقالا تحليليا، حول مستقبل الصراع في سوريا في ضوء المتغيرات الدولية الراهنة.
ورأى الكاتب أنه “بينما تستمر الجهود الدبلوماسية بشأن أوكرانيا، فإن سوريا تخاطر بأن تصبح راسخة كصراع من الماضي”.
وقال “لقد لعب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أدوارا قيادية في بؤس سوريا لأكثر من عقد من الزمان، وكانوا مصممين على جني الفوائد من الفوضى المتبقية”.
وأضاف “بينما كانت روسيا تتقدم وتقيم منطقة حظر جوي وتمنع المتمردين في الشمال، كانت إيران مشغولة بتعزيز وجودها في بلد كان حليفا استراتيجيا لفترة طويلة، وأصبح بحلول ذلك الوقت فرصة كبيرة لطموحاتها الخاصة في مواجهة إسرائيل”.
وقال “على مدى معظم العقد الماضي، استخدمت إيران وكلاءها لمحاربة جماعات المعارضة والجهاديين، مع تأمين النفوذ في الوزارات الرئيسية والوصول إلى جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف تشولوف “كان لدى طهران وموسكو نفس الطموحات في بداية القتال – لمنع دمشق من السقوط. ومع ذلك، لديهم تصاميم مختلفة جدا حول نوع البلد الذي يجب أن يخرج من تحت الأنقاض”.
وأضاف على مستوى الموقف التركي إن “تهديدات أردوغان بشن توغل ثان في سوريا، لدرء حزب العمال الكردستاني وحلفائه عن الحدود، قوبلت بتوبيخ شديد من خامنئي قبل بدء قمة الثلاثاء”.
وقال “تمسكت طهران بموقفها القائل بأن الأسد هو المحاور الوحيد الصالح لسوريا وادعت أن المحادثات بشأن الشمال الشرقي الذي يقوده الأكراد يجب أن تشمل دمشق”.
وذكّر الكاتب بأنه “في الأسبوع الماضي استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لتقليص الإطار الزمني لإمدادات المساعدات عبر الحدود من تركيا إلى مناطق المعارضة من عام إلى ستة أشهر”.
وقال “جاء التصويت في أعقاب ضغوط شديدة لإنهاء تسليم المساعدات تماما – وهي خطوة تخشى جماعات الإغاثة أن تصبح حتمية مع ترسيخ سوريا كمكان للصراع الدائم، في حين تستمر الجهود الدبلوماسية العالمية المرهقة في التعامل مع أوكرانيا”.
وأضاف أنه “كما كان الحال على مدى السنوات الخمس الماضية على الأقل، يجري الحديث عن مستقبل سوريا دون وجود الأسد، الذي يذكر بوتين بانتظام بأنه لا يبقى في قصره الرئاسي إلا بسبب دعمه”.
وقال “ما الذي ينتظر سوريا الآن لا يزال سؤالا محيرا كما كان دائما. وقبل القمة، قدم أردوغان استعداده لمنع انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي إذا لم يحصل على ما يريده في سوريا. ولا مصلحة لإيران أيضا في إضعاف وجودها في بلد يحمل المفتاح لإسقاطات سياستها الخارجية”.
وختم قائلاً: “قد ينسى الكثيرون سوريا، لكنها تظل محركا قويا للأحداث العالمية”. (بي بي سي)