نشرت صحيفة الغارديان مقال رأي للكاتب والصحفي البريطاني، جوناثان ستيل، بعنوان “بالطبع منطاد الصين كان يتجسس”.
ويقول ستيل إن الدول جميعا تتجسس على بعضها البعض، عائدا بالذاكرة إلى حقبة الحرب الباردة وبالأخص عام 1960 عندما أقلعت طائرات يو-2 الأمريكية، المخصصة للتجسس، من باكستان لتحلق على ارتفاع كبير، عبر أراضي الاتحاد السوفيتي، كجزء من مهمة لتصوير المواقع العسكرية الكبرى، لصالح وكالة الاستخبارات المركزية، “سي أي إيه”.
ويواصل ستيل القول إن الاتحاد السوفيتي رصد الطائرة، وأسقطها، واعتقل الطيار، غاري باورز، الذي نجح في القفز من الطائرة، وهبط بالمظلة، قبل أن يسقط في أيدي الجنود السوفييت، وحينها كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دوايت أيزينهاور، تمارس الكذب، بخصوص المهمة، مؤكدة أن الطائرة كانت “طائرة استطلاع طقس”، وأنها خرجت عن نطاق السيطرة، وانجرفت مع الرياح، بعدما واجه الطيار مشاكل في أليات الأكسجين.
وبعد تلك التفاصيل يوجه ستيل سؤالا للقارئ قائلا، “هل يبدو ذلك مألوفا”؟ ملمحا للتصريحات الصينية بخصوص المنطاد الذي أسقطته الولايات المتحدة.
ويواصل ستيل القول إن الجانبين السوفيتي، والأمريكي واصلا التصعيد السياسي حينها لكن فعليا لم يشعر أي منهما بأي شيء غريب لأنه من الطبيعي أن تتجسس الدول على بعضها البعض، في جميع الأوقات، وبغض النظر عن اختلاف التكنولوجيا، وما يطرأ عليها من تطور، لكن عمليات الاستطلاع، والتجسس “ألية روتينية ولا تتوقف”.
ويختم ستيل بالقول “دعونا نواجه الأمر، فالتجسس أمر نافع، فكلما عرفت الدول عن إمكانيات أعدائها الدفاعية، كلما كان ذلك أفضل، وتصبح إمكانية بدء العمليات العسكرية أقل، لأنك تكون على اطلاع أكبر بما سيواجهه جيشك على الجبهة، وهو درس فشل في تعلمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”. (بي بي سي)