
الحياة بأبسط مفرداتها هي سلسلة من التفاعلات الاجتماعية و الاقتصادية والعلمية ما بين الانسان و المحيط في بيئة تنسجم مع النتائج و المعطيات مرتهنة الى نظام مؤطر بسلسلة من القواعد الاخلاقية و القانونية.
يمكن القول ان الانسان هو العنصر الاساس و المؤثر بما يحيطه من الظروف السياسية التي تمثل وحدة السيطرة المركزية للسياسة الاقتصادية و اللمحات الاجتماعية ضمن اطار الدولة و على جغرافية معينة .
العراق هو احد بلدان الشرق الاوسط الذي اتسمت حكوماته بعدم الاستقرار السياسي و الاجتماعي نتيجة لحروب المراهقين الامر الذي سخر فيها الانسان كأداة. و اذا ما تأملنا في واقعه اليوم و بصيغة النظامالحالي فأن للفرد فيه حرية الحركة للخروج من شرنقته التي تم تسكينه فيها لعقود نتيجة لسياسة الحكومات السابقة.
لايخفى ان تجربة ما بعد سقوط الفلول شابتها سياسة ادعاء الامير بما لايملك في التصدي لقيادة المصير و نظريات التأويل الامر الذي انهك المواطن لعقد يضاف للعقود السابقة و السبب يعود لعدة امور منها:
و نتيجة لتظافر العوامل اعلاه فأن الرقود السريري للشعب دون حراك عضوي لساعديه سوى الابهام البنفسجي الذي يغتسل كل بضع سنين فأنه بقي رهن لسياسة سياسي الداخل و تعقد تداخلات ظروف الاقليم في الخارج.
ووفقا لتجارب الشعوب السابقة فأن شرارة الاحتراق الداخلي لماكنة التغيير تقدح عادة من فئة شبابية ناشطة مستقلة الدراجات الهوائية بعيدة عن قطار الذي يقل الشعب و النخب السياسية ليتسنى لهم التنقل عبر الارصفة و الشوارع المزدحمة بمزاجية المحاصصة و الدعاية الانتخابية .
شهدت الخارطة الاجتماعية مؤخرا تجربة انبثق من خلالها صفوة من الشباب الناضج استطاعوا ان يحيكوا خيوط مطالبهم بحرفية اختتمت بأقرار قانون شركة النفط الوطنية اطلق على هؤلاء سابقا بالقوة_المجتمعية من قبل السيد عادل عبد المهدي و تم نعتهم ” بالعصابة “ من البعض بغضا بهم.
فهؤلاء يستحقون الدعم لطاقتهم في كسر جدار الامان لبرامج التحالفات السياسية في اقرار القوانين وأسال الله ان يوفقهم مستقبلا و ان لا ينخرطوا في ظلمات أنفاق الساسة و دهائهم .
لا بد من من دعم هذه التجارب و الا ستستمر ازمات هذا البلد مكتضة بالقوانين المهجرة و الجثث النازحة عن امهاتها
و لا يفوتني الاستشهاد بجواهري الحكمة
ستَبقى طويلاً هذه الأزماتُ…..إذا لم تُقصِّرْ عُمرَها الصدَّمَاتُ
إذا لم يَنَلْها مُصلحونَ بواسل….جريئونَ فيما يَدَّعونَ كُفاة
سَيبقى طويلاً يَحمِلُ الشعبُ مُكْرَهاً…مَساوئَ مَنْ قد أبْقَتِ الفَتَرات
——————————————–
المهندس حازم اسماعيل كاظم
العراق