سوار رشاد
لا يخفى على أحد مننا عندما سمعنا نباء دخول و سيطرة مسلحين الدولة الأسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة الموصل و كيف لاذ الألاف من الجنود العراقيين الهرب بالدشداشة تاركين خلفهم الزيهم العسكري والألاف من القطع العسكرية المتقدمة إلى جانب الأطنان من الذخيرة والمتفجرات كهدية رمزية لما سيقوم بها الداعش فيما بعد, بعدها شعر التنظيم الأرهابي بقدراتها و أرادت الهيمنة على المزيد من الأراضي و المدن,
فكانت لها ما تريد و نجحت في السيطرة على معظم محافظة الأنبار الواقعة على الحدود السورية الأردنية العراقية ثم أستولوا على محافظة صلاح الدين و عدة مدن من محافظة ديالا,و أثناء التقدم اللا محدود للداعش على الأرض,كان العروبيين العرب في العراق ومعظم الدول العربية يستنكرون هجمات الداعش على بني جلدتهم من الاعراب و شتموا الحكومة العراقية و اتهموا دول الجوار و صفقوا للطائفية و طالبوا بالنجدة الأمريكية فلم يحصلوا عليها, لكن عندما أتجه الدواعش إلى المناطق الكردية المتنازعة عليها مع الحكومة المركزية و أحتلو معظم تلك المناطق التي بدورها كانت الوجود العسكري الكردي فيها ضعيفا مثل قضاء شنكال التابعة لمحافظة نينوى و مدينتي الجلولاء و السعدية التابعتين لمحافظة ديالا,
و ما كان للداعش إلا أن يقوم بأعمال التطهير العرقي للمواطنين الكرد في تلك المناطق و سب و نهب ممتلكات الكرد واحتلال المناطق الكردية و أهدائها للعرب القاطنين اللذين أعلنو داعشيتهم كما أعلنو أسلاميتهم, حينها شعر العروبيين الاعراب بالراحة لما آلت أليها الحال بالمناطق الكردية و لم يتمكنو من أخفاء بهجتهم بأنتصارات ابناء عموميتهم من الدواعش, وصرحوا لأنفسهم(لا للمادة 140 من الدستور العراقي ) الذي يضمن حق الشعب الكردي ولم يطالبوا من الحكومة المركزية بتحرير تلك المناطق ولم يلتفتوا أو ينتبهوا إلى تعامل العرب مع الدواعش في تلك المناطق,حينها أدركت حكومة أقليم الكردستان حقيقة و ضرورة تحرير تلك المناطق بأنفسهم و عدم أنتظار تطبيق مادة 140 من الدستور العراقي و العلاقات الممتازة للأقليم الكردستان مع الغرب و الأمريكية جعل الأمريكان و الدول المتحالفة معها يهبون للنجدة,و تسارعت الأمور إلى أن تشكل التحالف الدولي ضد تنظيم الداعش ,و بداء السلاح و الدعم اللوجستي يتدفق للأقليم الكردستان لمحاربة الداعش و لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي,
كل هذا تحت أنظار العروبيين الأعراب و بغصة يتابعون الدعم المتوالي للكرد ,فبداءت البيشمركة بالدخول إلى مدينة كركوك الكردية و أحكموا سيطرتهم عليها, بعدها توجها طلائع البيشمركة لتحرير مدينتي جلولاء و السعدية ثم تم رفع العلم الكردي على جبال الحمرين و الأنتصار الأكبر كان اليوم عندما تم رفع العلم الكردي على قمم جبال شنكال ,ليكون بتلك الخطوة أقليم الكردستان قد أنتهت من تطبيق المادة 140 فعليا وتم رسم الحدود الكرددستان الجنوبية بنجاح, فما كانت للكتاب العروبيين و المثقفين الشوفينيين من الأعراب الذين يسكنون خارج و داخل العراق يعلنوا حربهم على الأنتصارات الكردية و أعتبرو أن رفع العلم الكردي في تلك المناطق يؤثر سلبا على مشاعر الأخوة العرب ولا يجوز للكرد رفع علمهم, لكن رفع العلم الأسود
الداعشي في تلك المناطق لم تؤثر على المشاعر الأخوة العرب ولم تحرك فيهم جينياتهم الإنسانية, و طالب المثقفين منهم برفع العلم العراقي في تلك المناطق, في الحين و لحد اللآن الحكومة المركزية تمنع وصول الأسلحة من الغرب إلى قوات البيشمركة والأكثر من ذلك و منذ الشهر الثاني من هذا العام تم قطع رواتب موظفين الأقليم من الحكومة المركزية و فرضوا حصارا على النفط الكردي في الأسواق العالمية , رغم كل هذه القساوة من الحكومة المركزية بحق الشعب الكردي ,لم يطالب أحد من العروبيين العرب بحق الشعب الكردي , فلا أعلم بأي حق يطالبون برفع العلم العراقي في تلك المناطق التي حررت
بدماء الشعب الكردي, فبتصوري لايجوز رفع علم سوى علم الكردي في تلك المناق المحررة من رجس الداعش و العمل بجدية على عودة تلك المناطق إلى حاضنتها الكردستانية و العمل على تعويض المتضررين من أرهاب الداعشي و عدم المسايسة على تلك المناطق مع الحكومة المركزية و عدم الألتفاف إلى العروبيين الأعراب وتركهم لمصيرهم الداعشي فهم يتمنون ألف داعش ولا لتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي.
تحية إلى القوات البيشمركة تحية إلى الكردستان الكبرى