
كوردستريت|| #العلم والتكنولوجيا
بكين – (وكالات)
في إنجاز تقني غير مسبوق، تمكن علماء صينيون من تطوير نظام تصوير ليزري فائق الدقة قادر على التقاط تفاصيل الأجسام الصغيرة على بعد يزيد عن 100 كيلومتر، وهو ما يمثل قفزة هائلة في مجال المراقبة والاستشعار عن بعد.
– تفاصيل الابتكار: تقنية “ليدار ذو الفتحة الاصطناعية” (SAL)
يعتمد النظام الجديد على تقنية الليدار ذو الفتحة الاصطناعية (SAL)، والتي تتيح تصويرًا دقيقًا عبر مسافات طويلة باستخدام أشعة الليزر. وفقًا للباحثين، يمكن لهذا النظام تحديد تفاصيل بحجم 1.7 ملم، وقياس المسافات بدقة تصل إلى 15.6 ملم، مما يجعله الأكثر تقدمًا من نوعه حتى الآن.
تم اختبار هذه التقنية عبر بحيرة تشينغهاي في شمال غرب الصين، حيث نجح الباحثون في التقاط صور عالية الدقة لأهداف تبعد 101.8 كيلومتر، وهو مدى يتجاوز أي نظام تصوير تقليدي معروف.
– كيف يعمل النظام الجديد؟
يعتمد الابتكار على مبدأ استخدام الليزر بدلًا من الكاميرات الضوئية التقليدية، ما يسمح له بالتعامل مع الظروف الجوية الصعبة، مثل الضباب والتلوث، التي قد تؤثر على التصوير التقليدي. كما يستفيد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور لتعزيز الدقة وتحليل البيانات بكفاءة عالية.
– التطبيقات المحتملة: عسكري ومدني
تفتح هذه التقنية آفاقًا واسعة في مجالات متعددة، من بينها:
• الأمن والدفاع: تحسين قدرات المراقبة والتجسس والاستطلاع العسكري.
• البحث والإنقاذ: تحديد مواقع الأشخاص أو الأجسام في البيئات الوعرة.
• الملاحة والمراقبة الجوية: تتبع الأجسام الطائرة أو السفن بدقة غير مسبوقة.
• الرصد البيئي: مراقبة التغيرات المناخية والأنشطة الجيولوجية عن بُعد.
– التحديات والاعتبارات الأخلاقية
رغم التقدم التقني الكبير، يثير هذا الابتكار مخاوف متعلقة بالخصوصية والأمن، حيث يمكن استخدامه في عمليات المراقبة غير المرئية للأفراد أو المنشآت الحساسة. ومع ذلك، أكدت الصين أن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها أيضًا في أغراض مدنية وعلمية إلى جانب الاستخدامات الأمنية.
– ما التالي؟
يعمل العلماء الآن على تحسين كفاءة الطاقة ودقة المعالجة، بحيث يمكن دمج هذا النظام في منصات أصغر مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) والأقمار الصناعية، مما سيزيد من إمكانيات المراقبة بعيدة المدى على مستوى العالم.
يُعد هذا الإنجاز تأكيدًا على التقدم الكبير للصين في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاستشعار، مما قد يشكل نقلة نوعية في كيفية جمع المعلومات وتحليلها على الصعيدين العسكري والتجاري.