
كوردستريت – سامية لاوند
.
في حوار حصري لشبكة كوردستريت مع العضو القيادي في اتحاد الكتاب والصحفيين الكورد “إبراهيم اليوسف” حول عدة نقاط تتعلق بالصحافة وأهميتها، وما تم تقديمه للصحافة الكوردية عموما وفيما إن كانت قد أخذت حريتها؛ وكذلك ما يتعلق بعيد الصحافة الكوردية المصادف في 22/أبريل من كل عام.
.
والبداية كانت حول عيد الصحافة الكوردية حيث أشار الكاتب الصحفي “إبراهيم اليوسف” بأن حقيقة الصحافة بحد ذاتها بالنسبة إليه ممارسة، وبأنه عندما يقدم نتاجاً يرضيه، ويخدم محيطه، عندما يؤدي رسالته على أكمل وجه هي “عيد”، هي غبطة، مادام أنه يشعر بالغبطة الكبرى عندما يجد أنه قد أفلح في أداء المهمات المسندة إليه.
.
وأضاف الكاتب الكوردي أن اهتمامهم ككورد بيوم الصحافة، أو بعيد الصحافة كما اصطلحوا عليه، عندما اعتبروا أن يوم انطلاقة صحيفة “كوردستان” لصاحبها “مقداد عالي بدرخان” هو عيد للصحافة فإن ذلك جاء من اعتبارات عديدة، في مطلعها التأكيد للجوار ممن يغمطونهم وجودهم أن لهم صحافتهم ولغتهم وإعلامهم وتاريخهم، بل ولكلماتهم ماضيها.
.
وفي الصدد ذاته أشار الكاتب الصحفي بأن احتفالهم بهذا اليوم إنما هو الاحتفاء بهؤلاء الرواد الذين عملوا ويعملون في عالم الصحافة الكوردية، متحدين كل الظروف الصعبة التي عانوها ويعانونها بدءا من تلك النجمة البدرخانية الأولى المضيئة في الليل الكوردي، وانتهاء بمن يقدم-الآن- ولو جهداً متواضعا، حسبه في ذلك أنه يخدم شعبه، وثقافة شعبه، بما هو موكول إليه من هنا، فإن هذا اليوم يكتسب لديهم أهمية فائقة لأنه يعني تحدي” الكلمة” للاستبداد، ويعني مقدرة الكلمة على المواجهة كسلاح استراتيجي مهم، ناهيك عن الدور التنويري والثقافي والمعرفي الذي آلته صحافتهم على كاهلها، باعتبارها لم تكن مجرد وسيلة إعلام فحسب، بسبب الأوضاع التي مر بها الشعب على حد قوله.
.
وفيما يتعلق بالدور الذي بذلوه من أجل الصحافة الكوردية عموما أوضح “ابراهيم اليوسف” بأن عليهم أن يضعوا في عين الاعتبار مسائل مهمة، أولها أن هذه المؤسسة “اتحاد الكتاب والصحفيين” غير تابعة لدولة ما، بل هي غير تابعة إلا لنفسها، حيث يعمل فيها المئات من الإعلاميين والكتاب من أجل أداء ما هو مطلوب-عادة- من منتج الكلمة، كي يسلط الضوء على واقع شعبه ومكانه، وبأن استقلاليتهم جعلتهم يعتمدون على أنفسهم من دون أية تبعية لأحد.
.
وبحسب الكاتب الكوردي فإن استقلاليتهم التامة هي علامتهم الفارقة التي يعتزون بها، والتي بالوقت نفسه جعلتهم يدفعون الضريبة من قبل هذا الطرف الكوردي أو ذاك، وكذلك من قبل النظام.
.
وأشار “اليوسف” إلى مقولة العقل الواحد لدى كل مستبد” إن لم تكن معي أنا ضدك” مشيرا بأنه لا يهم إن كان ممسكاً بالسلطة، أم مسكوناً بها في دماغه، يتهيأ لاستعادة دورتها فمنذ تأسيسهم رصدوا كل الانتهاكات التي تتم بحق الإعلاميين، وكما كانوا صوت الصحفيين والكتاب لوقت طويل، هذا إضافة إلى جريدتيهم “بينوسانو الكوردية وبينوسانو العربية” اللتين تحضنان في كل عدد إبداعات الكثير من الإعلاميين والكتاب، بحيث أنهما صارتا قبلة للمئات من حملة الأقلام الذين ينشرون نتاجاتهم فيهما بحسب تعبيره.
.
وفي الإطار ذاته أوضح الكاتب الكوردي بأنهم احتفلوا خلال هذا العام بعيد الصحافة من خلال تكريم عدد من الإعلاميين والكتاب الكورد، إضافة إلى أن زملاءهم يعملون منذ تأسيسهم في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومن بينهم من أطلقوا أول المواقع الإلكترونية الكوردية داخل الوطن، بل أن أي حدث في تاريخ الشعب الكوردي لا يمكن أن ينظر إليه دون بصمات عدد من زملائهم، موضحا أن تلك هي مهمة الإعلام؛ المهمة التي طالما ضغطت عليهم آلة النظام بسببها، ودفعوا الضريبة بسببها، وهناك الآن من يحاسبهم بسبب استقلاليتهم في تسليط الضوء على ما يجري بكل موضوعية وصدق ودائما على حد قوله.
.
وحول حرية الصحافة الكوردية أوضح “إبراهيم اليوسف” عدة نقاط منها أن ثمة من يقول “هل هناك صحافة كوردية الآن، بالمعنى الأكاديمي” بحسب رؤيته فإن إرهاصات ولادة صحافة حقيقية بدأت الآن، وذلك بفضل التقدم الهائل بعد ثورة التقانة والاتصالات التي كسرت الحدود، ورفعت الحصار الخانق المفروض عليها، غير أن كل ذلك يحتاج إلى أن يتحرروا من الكثير من رواسب فترة الاستبداد التي لا تزال معششة في صدور بعضهم، وهي مهمة أولى ملقاة على عاتق الجميع.
.
أما أهم مشاريعهم للصحفيين والكتاب بعد عقد مؤتمرهم الأخير فقد بين الكاتب الصحفي بأنهم كانوا رابطة كل الصحفيين الكورد وكل الكتاب الكورد، لأنهم أول من أسسوا -نقابياً- في العام 2004، وفي أحرج المراحل في التاريخية للشعب الكوردي وأنه تم تأجيل مؤتمرهم لأنهم خلعوا مؤقتاً “قميص مصطلح- الاتحاد” عن مؤسستهم، على أمل انضواء أكبر عدد ممكن من كتابهم وإعلامييهم، لكنهم وجدوا أن هناك من يسعى ليجعل من مثل هذه المؤسسات منابر حزبية أو سلالم شخصية لتحقيق امتيازات ما “تافهة” لأنه هناك من بدأ مع أول-شميم- لرائحة المكاسب.
.
وبحسب “إبراهيم اليوسف” فإن الدعوة إلى مؤتمر استثنائي كان هو في جوهره مؤتمر وحدة -مأمول- لحملة الأقلام الكورد، مشيرا أن لهم أحلامهم الكبيرة في أن يفلحوا في ذلك، لاسيما أنهم أضافوا إلى تسميتهم الأولى صفة “اتحاد” التي عملوا تحت سقفها سنة كاملة مابين2004-2005 قبل أن يطلقوا عليها صفة “الرابطة “.
.
واختتم الكاتب الصحفي “إبراهيم اليوسف” حديثه لشبكة كوردستريت قائلاً إنهم أضافوا إلى تسميتهم الأولى صفة “العام” ليكون اتحادهم اتحاد الصحفيين والكتاب ضمن المؤسسة الواحدة من جهة إلى أن يحرز الشعب الكوردي حريته، وليكون من جهة أخرى مظلة لكل الكتاب والإعلاميين، حيث سيترجمون ذلك مع كل من يمد اليد الوحدوي إليهم؛ وذلك لأن لهم رؤيتهم ولجانهم التي ستعمل على هذا المضمار، وأنهم في مؤتمرهم الأخير وجدوا أن هناك خطورة على وجودهم من قبل من لهم مخططات مختلفة، بعد أن فشلت التجارب التي لا رصيد لها، والماضي ولا حاضر نقابي لها، من هنا كان ضروريا أن ينطلقوا في هذه المحطة بالذات، بالرغم من كل ما قد يحدث من أخطاء التحرك في اللحظة التاريخية الحاسمة من قبل من هو مهموم بشعبه ورسالته حسب تعبيره.