كوردستريت || الصحافة
.
اهتم عدد من الصحف العربية بموضوع تقدم القوات الحكومية السورية في إدلب بعد محاصرتها نقطة مراقبة تركية ببلدة مورك، وهي نقطةُ المراقبة الأهم في إدلب ومحيطها، وانعكاسات الحدث على الأزمة السورية، كما انتقد عدد من الكتاب الموقف التركي ونهج الرئيس رجب طيب أردوغان، متهمين إياه بالسعي نحو “احتلال طويل الأمد” في سوريا.
ورأى آخرون أن العمليات السورية بغطاء جوي روسي تحمل رسالة تهديد لتركيا ولخططها في المنطقة.
.
“الأغبياء لا يتعظون”
.
يقول جمال ظريفة في تشرين السورية تحتَ عنوان “الأغبياء لا يتعظون”: “ما يجري في إدلب من انتصارات كبيرة على المستويين السياسي والعسكري، وتحرير كامل ريف حماة أبلغ رسالة للداخلِ والخارج مفادها بأنه لن تبقى بقعة واحدة من الأراضي السورية من دون تحرير، وأن أي محتل أو غاز سيندحر ويجر أذيال الخيبة وراءه”.
.
ويضيف: “رئيس النظام التركي العثماني الجديد رجب أردوغان ينتهج أسلوب النعامة في السياسة، يدعم التنظيمات الإرهابية في سوريا على مرأى من العالم. فهو يحاول استمالة الأمريكي واسترضاء الروسي وإقناع الإيراني، ويلعب على كل الحبال، ويحاول إقامة ما يُسمَى بالمنطقة الآمنة التي هي عبارة عن نواة حقيقية لاحتلال طويل الأمد يريده السلطان الجديد”.
أما عمر عياصرة فيقول في السبيل الأردنية: “استعادة الجيش السوري وداعميه لخان شيخون بهذه السرعة، سيعطي محور ̕دمشق – موسكو – طهران̔ دفعة كبيرة وزخماً مضاعفاً للبدء بحسم الأمور في إدلب. واضح أن تركيا محرجة، تشعر بالخيبة والإحباط، كما تبدو غير قادرة على استيعاب الإصرار الروسي في المضي قدماً نحو حسم معركة إدلب”.
.
ويرى حسن مرهج في رأي اليوم اللندنية أن الضغط العسكري السوري في إدلب “يؤسس لمشهد سياسي قد يُجبر تركيا على الرضوخ والانصياع بالحديد والنار لمقررات آستانا وسوتشي”.
ويقول: “الموقف الروسي واضح لجهة تطبيق اتفاق سوتشي بالنار بعد المناورات التركية الفاشلة، والروس يضغطون أيضاً لجهة تحرير كامل المنطقة من الإرهابيين، وهذا الموقف متناغم كلياً مع دمشق التي اتخذت القرار بالقضاء على الإرهابيين في هذه المنطقة، بينما تركيا في موقف متخبط وضائع، وتحاول العبث بخارطة السيطرة العسكرية التي فرضها الجيش السوري”.
.
“عقلية الثعلب”
غير أن فيصل القاسم يرى أن روسيا تصرفت “بعقلية الثعلب”.
ويقول في القدس العربي اللندنية: “كيف يمكن أن نصدق أن روسيا تريد القضاء على الدواعش في سوريا، إذا كانت روسيا من أكثر الدول التي شحنت الدواعش إلى سوريا؟ جدير بالذكر أن الروس وكلوا شخصية كبيرة من أصول شرق أوسطية من قبل لشحن الدواعش الشيشانيين إلى سوريا. وكان ينسق عملياته من دمشق. تصوروا. يتظاهرون بمحاربة الدواعش، بينما هم أكبر المتاجرين بهم لأغراض قذرة”.
.
من جانبه، يقول عدنان قاقون في السياسة الكويتية: “ليس من نافذة نظرية المؤامرة، إنما من بوابة الواقع الواسعة يظهر جلياً أن المنطقة الواقعة شرق سوريا وشمالها على موعد مع مرحلة جديدة من الاستعمار الذي بات يأخذ أشكالاً وأسماء متعددة”.
.
ويضيف: “في تقدير أوساط عربية مطلعة فإن ثمة ملامح صفقة بين الدول الأربع الأوصياء على التراب العربي السوري، وهي أمريكا وتركيا وإيران وروسيا، إذ أن ما يحدث في محيط إدلب أمر مريب، ومن المستحيل أن تصل الأمور إلى مواجهات بين أنقرة وموسكو أو طهران وواشنطن بسبب خريطة الدم التي يعاد تشكيلها، وبالتالي فإن ملامح توزيع النفوذ، وترتيب أولويات الأجندات المختلفة يعمق الشراكة بمستقبل سوريا”.
بي بي سي