الشهداء جميعاً لهم منزلةً واحدة وهم سواسية عند الله , وكلمة الحق يجب أن يقال في خيره وشره , ننتقد أحياناً تصرفات وحدات حماية الشعب لا بل ندينه وسندينه إن رأينا بإنهم خرجوا أو سيخرجون عن خطهم القومي والوطني , في المقابل نشد على أياديهم لأنهم يسطرون أجمل ملحمة بدمائهم ضد الغزاة والهمج , ومهما بلغت خلافاتنا السياسية والفكرية لا يمكننا أن نقفز عن تلك الدماء الزكية التي تروي تراب غرب كردستان الآن
شرفان مثل باقي رفاقه ورفيقاته الذين أستشهدوا في المعارك والميادين العزة والشرف ,أستشهد في ساحات الوغى دفاعاً عن المدن والبلدات والقرى غرب كردستان , أستشهد كما رفاقه الذين سبقوه من أجل القضية والرسالة يؤمنون بها
الشهيد ( شرفان ) ينتمي إلى عائلة وطنية مناضلة , والده زعيم أكبر حزب كردي في سوريا وهو لا يكل ولا يمل يصول ويجول في العواصم والحواضر العالمية ليشرح قضية شعبه لدى مراكز القرار الإقليمي والدولي فهو مناضل سياسي وثوري , والدته تترأس مجلس الشعب غرب كردستان في مدينة كوباني تناضل كرجل جسور في زمن ألسنة اللهب تكاد تحرق سورية كاملة فهي إمرأة مثالية وتحتذى بها ,شقيقه الأكبر بندقيته منذ سنوات تعانق ذرى جودي وقنديل فهو أختار القتال والشهادة في ذلك الجزء من كردستان ضد الفاشية التركية لأنه ينتمي إلى مدرسة الكردستانية ,شقيقه الأوسط هو الآخر أختار خنادق وساحات المواجهة في جبهة كرى سبي (تل أبيض) , شقيقته الوحيدة فهي تحارب في جبهة تل كوجر في ريف ديريك مع باقي القديسات
هذه هي عائلة الشهيد شرفان صالح مسلم , عائلة مناضلة مضحية , معروفة بوطنيتها ,أصيلة بأنتمائها الكردستاني ,نقية بمعدنها ,ثابتة على مبادئها ,مقتنعة برسالتها ,مصممة بتحقيق أهدافها وتأدية رسالة تؤمن بها
لا المفارقة والأستثناء بين شهيد وآخر ,أما في حالة (شرفان) هو أنه أول شهيد ينتمي إلى عائلة قائد في المعارضة الكردية والعربية السورية ويستشهد في خنادق المواجهة والشرف ضد الهبة الظلامية المارقة , كان بإمكان ( شرفان) وبكل سهولة أن يستغل موقع وسلطة والده وسمعة ومكانة عائلته لدى حزبه ليغادر جبهات القتال والحرب ويتوجه إلى مكان آمن أو ينصبه والده ممثلأ أو مسؤولا في أحدى تنظيمات حزبه في الداخل أو الخارج كما هذه العادة المعروفة لدى معظم أحزاب السورية والشرق الأوسطية إلا أنه أبى كباقي أخوته وفضل البقاء في الخنادق والمواجهات وفضل الشهادة والفوز بالآخرة على الذل والإهانة في الدنيا الفانية ,فإن هذا دل على شيء فهو يدل على الإيمان العميق بالقضية والرسالة والأهداف التي تتشبث بها هذه العائلة
هناك أكثر من 200 شهيد وشهيدة قدمتها وحدات حماية الشعب في سبيل الواجب والكرامة والأهداف يؤمنون بها ,كلهم من عائلات وطنية صادقة وشريفة ومن دماءهم سنصنع جسراً متيناً لنسير نحو الحرية والكرامة ,كما لا يمكن لأحد تقزيم وتصغير دور باقي قيادات الكردية في سورية ونضالاتها منذ نشوء الحركة الكردية السورية فهم جميعاٌ مناضلون وقد أثبتوا ذلك على مدى نصف القرن
وفي النهاية : نسأل من الله تعالى أن يتغمد شهداء ا لكورد بواسع رحمته والصبر والسلوان للجميع
بقلم : خالد ديريك
https://www.facebook.com/reyan.xald
.