الدكتورة باسمة عروس من دمشق تناشد الرئيس احمد الشرع بالتدخل بعد مصادرة القوات الأمنية منزلها الكائن في حرستا

آراء وقضايا 24 فبراير 2025 0
الدكتورة باسمة عروس من دمشق تناشد الرئيس احمد الشرع بالتدخل بعد مصادرة القوات الأمنية منزلها الكائن في حرستا
+ = -

كوردستريت|| #اراء وقضايا 

السادة أعضاء الأجهزة الأمنية،

أنا اسمي باسمة عروس، مواطنة أعيش في دمشق منذ ولادتي، والدي طبيب سوري ووالدتي سلوفاكية الأصل. أعمل كأستاذة في كلية الصيدلة بجامعة دمشق. تزوجت من هيثم بلال، ضابط في الجيش العربي السوري، الذي تم تسريحه من الخدمة منذ أكثر من عام. لا توجد أي تهم أمنية ضده، حيث كان يعمل في وظيفة إدارية لا علاقة لها بأي عمليات عسكرية.

لدينا طفلان: عيسى، البالغ من العمر 18 عاماً ويدرس السنة التحضيرية في جامعة دمشق، وماريا، البالغة من العمر 11 عاماً تدرس في الصف السادس الابتدائي.

أمس، قامت الأجهزة الأمنية بمصادرة منزلنا، الذي يعد ملكية خاصة لنا في ضاحية حرستا، جزيرة ب ٤ محضر ٥َ، طابق ثاني فني. لم يُسمح لنا بإخراج سوى حقيبتين من الملابس بعد طول استعطاف، بل وتم تهديدنا بأننا يجب أن نشكر الله على بقائنا أحياء.

أرجو منكم النظر في وضعنا. نحن عائلة عادية لم نخالف القانون يوماً. منزلنا هو المكان الوحيد الذي نملكه،
أيها العالم،
أيتها الضمائر الحية،
أكتب إليكم من أعماق جرحٍ نازف، ومن قلبٍ تحطم تحت وطأة الظلم. بيتي، ذلك المكان الذي كان ملاذاً لأحلامي وذكرياتي، تم انتزاعه مني بقسوةٍ لا ترحم. بيتٌ كان يحمل بين جدرانه ضحكات أطفالي، ودفء عائلتي، وأماناً ظننته حقيقياً. بيتٌ كان يحمل اسم “الوطن”.

خرجنا منه كالغرباء، لا نملك سوى حقيبتين من الملابس، وكأننا لسنا إلا ظلالاً بلا مأوى. طُردنا من جدرانٍ كانت تشهد على سنواتٍ من الحب والتضحيات، سنواتٍ بنيناها حجراً حجراً، وذرةً ذرة. بيتٌ كان يحمل عرقي وتاريخي، أصبح فجأةً مجرد رقم في محضرٍ بارد.

لم يكن بيتاً من حجرٍ فقط، بل كان بيتاً من مشاعر وأحلام. كان يحمل أول خطوات ابنتي ماريا، وهمسات عيسى وهو يدرس ليحقق حلمه.
خرجنا منه بلا ماضي، بلا حاضر، بلا مستقبل. تركنا كل شيء وراءنا صورنا، كتبنا، ذكرياتنا، وحتى كرامتنا. وكل ما سمعناه هو تهديدٌ صارخ: “اشكروا الله أنكم أحياء!”

أيها العالم،
هل هذه هي العدالة؟ هل هذا هو الوطن؟ أن تُسلب منك كل ذرة أمان، وأن تُترك في العراء بلا مأوى، بلا حقوق، بلا إنسانية؟

أكتب إليكم وأنا أبحث عن بقية أملٍ في قلبي. أبحث عن صوتٍ يسمعنا، عن قلبٍ يرق لحالنا، عن يدٍ تمتد لإنقاذنا من هذا الظلام. بيتي ليس مجرد جدران، بل هو حياتي كلها. أعيدوه لي، أعيدوا لي كرامتي، أعيدوا لي وطني واسمحوا لنا بالعيش بسلام وكرامة.

مع الاحترام،
الدكتورة باسمة عروس

آخر التحديثات