عبد الرحمن حمو
عملية الاصلاح الاقتصادي حتى تؤتي ثمارها لابد ان تترافق مع اصلاح اداري وقضائي .والاقتصاد غالبا ما يكون مشحونا بالإيديولوجية ,لان الفكر الاقتصادي في العمق هو فكر غير محايد .للقيام بعملية تنمية اقتصادية لابد من اجتثاث جذور الفساد والاستغلال والقضاء على نظام المحسوبيات واعتماد سياسة المساءلة والمحاسبة في العمل وتوضيح المشاكل والعقبات العالقة مع الشعب والاستماع الى اراءهم وأخذها بعين الاعتبار .ليس هذا فحسب بل يجب غرس روح التعاون والتشارك بين افراد الشعب وحثهم على تفضيل المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية الضيقة,وعلى ضرورة اتباع المصداقية والأخلاق اساسا لعملهم والابتعاد عن مفهوم العمل للأغراض المالية فقط .
لذلك ما نحن بحاجة اليه في روجافا هو ثورة ادارية جريئة تعمل وفق اطار الكفاءة والإخلاص الوطني في العمل والأداء . وان لم نفعل ذلك فسوف تنهار الضوابط الاخلاقية للمجتمع وينتشر الفساد والاستغلال على نطاق واسع ,الامر الذي سوف يؤثر سلبا على مسيرة التنمية الاقتصادية .
وكما ان مفهوم التنمية الاقتصادي يستند الى علم ونظريات وخطط مسبقة الدراسة وتطبيقها يعتمد على وجود ادارة داعمة ذو مؤهلات واسعة وكما يتطلب القضاء على العوامل المولدة للبيروقراطية في المؤسسات الاقتصادية من خلال تسهيل تقديم الخدمات والاستجابة لطلبات المواطنين .
وبالاعتماد على هؤلاء الاسس فان نموذج الاقتصاد الاجتماعي المتبع الان في روجافا سوف يحقق التوازن في المجتمع لأنه يعتمد على تنشيط وتفعيل كافة القطاعات الاقتصادية من الزراعية والصناعية والزراعية والتجارية معا وسوف يخلق اقتصاد متكامل غير قابل للانهيار ,و سوف تحقق العدالة والمساواة في توزيع الثروة وسوف تتوفر فرص العمل للفئات الشابة والمرأة .وطبعا في هذا الصدد نحن بحاجة الى اتباع سياسة الدعم للفئات الفقيرة والمتوسطة الدخل من خلال حثهم على المشاركة في الحياة الاقتصادية ولو بجزء بسيط من دخلهم وكذلك نحن بحاجة لوجود نظام رقابة حكيم وعادل يعمل وفق نظم الكفاءة والمصداقية القانونية ولا ينحاز الى أي طرف دون الاخر .
وبهذا الصدد فهناك عدة خطوات يجب اتخاذها لتجاوز الازمة الاقتصادية الخانقة في روجافا ولدفع عجلة التنمية الاقتصادية للأمام ومنها
1- مواصلة بناء مشاريع البنى التحتية من طرقات, خدمات , كهرباء , وماء…..
2-العمل الدوؤب لدعم القطاع الزراعي وتشجيع الاستثمار الزراعي كون روجافا منطقة زراعية بالدرجة الاولى
3-العمل على تحقيق توازن بين نظام الاجور واسعار السلع وخاصة الغذائية منها
4- تشجيع المبادرات الشخصية والفردية وحثهم على المساهمة في اقامة المؤسسات والمشاريع الصغيرة وخاصة المشاريع التي من شانها اصلاح البنية التحتية .
5-اتباع نظام جمركي مناسب .
طبعا هؤلاء خطوات اولية على طريق تحقيق تنمية شاملة في روجافا ووسيلة مناسبة لتجاوز الازمة الناتجة عن الحصار المفروض على روجافا .وتعتبر هذه العملية جزءا من اهدافنا في تحقيق الاكتفاء الذاتي لروجافا .