البعث الذي مارس ابشع الوسائل والاساليب القمعية الارهابية لاضطهاد الشعب الكوردي و للقضاء عليه وعلى وقضيته في سوريا وغربي كوردستان على مدار نصف قرن بالتعاون والتنسيق الفعال مع الدول المحتلة المقسمة لوطننا كوردستان كتركيا وايران والعراق ولم يبخل ويتردد هذا النظام في استعمال وانتهاج اي شئ في سبيل هذا الهدف وفق خارطة طريق امحاءه الذي أنتجه عام 1962 الضابط العنصري محمد طلب الهلال رئيس الشعبة السياسية في الحسكة
.
في دراسة عن محافظة الحسكة او الجزيرة ذات الغالبية الكوردية من النواحي القومية والاجتماعية والسياسية والذي أقترح عدة مقترحات في سياق كراسه او مشروعه تلك بهدف القضاء على الكورد في سوريا او تشتيته وترحليه وتجريده من جنسيته ثم ارضه وهويته وتاريخه ومن اي مقومات البقاء والاستمرار والذي مارسه النظام البعثي الفاشي بحذافيره مع المبالغة في التطبيق على مدار نصف قرن ومن تلك المقترحات والتوصيات الذي قدمها طلب هلال للنظام كسبيل إلى تغيير التركيبة الديموغرافية وإزالة الهوية القومية الكوردية لمناطقه التاريخية واماكن تواجده ذات التربة الخصبة والمياه الوفيرة على رأسها البترول والمنتوجات الزراعية المتعددة و اقترح طلب هلال على (أن تعمد الدولة إلى عمليات التهجير إلى الداخل و تطبيق مشروع الحزام العربي-ممارسة سياسة التجهيل -سحب الجنسية السورية-سد باب العمل امام ابناء الشعب الكوردي بهدف تجويعهم وخضوعهم-نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين الكورد وإرسال مشايخ بخطة مرسومة عرباً أقحاح-وضرب الكورد في بعضهم وهي مهمة سهلة-اسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكوردية بعد أفراغها منهم على الحدود و مصادرة أراضيهم الزراعية الخصبة وبعدها تم تطبيق الحزام العربي العنصري المعروف على امتداد 300 كيلو متر وعرض 10-15 كيلو متر من الحدود العراقية في الشرق إلى مدينة سري كانية-راس العين في الغرب و بالاضافة الى ما سبق تم اتباع سياسة ممنهجة بهدف طمس الهوية الكوردية وصهر الكورد في بوتقة القومية العربية –
.
بالاضافة الى تغيير الأسماء الكوردية التاريخية لمئات القرى والبلدات والتلال والمواقع واستبدالها بأسماء عربية وحرمان الكورد من التعلم و التحدث بلغتهم الام وممارسة ثقافتهم و إنشاء مزارع جماعية للعرب الذين تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على أن تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكرياً كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماماً) بالاضافة الى تكثيف حملات اعلامية دعائية منتجة من اوهام وخيال الشوفينيين العرب بأن الكورد هم اسرائيل ثانية ,وحسب بعض الوثائق المنشورة عن توصيات المؤتمر القطري الثالث لحزب البعث عام 1966 والخامس لعام 1977والتي جاء ضمنها (إن المخاطر التي تواجه شعبنا العربي في شمال العراق والتي خلقت من قبل الامبريالية بدأت تهددنا أيضاً في محافظة الحسكة و إن أفراداً غير عرب وأغلبهم أكراد قد هاجروا إلى هذه المنطقة من تركيا والعراق وفقاً لخطة تؤيدها وتشجعها الامبريالية والأكراد استوطنوا في هذه المنطقة الخصيبة والتي هم غريبون عنها…
.
بسبب وجود الاقطاعية في المنطقة ووجود عناصر غير عربية وغالبيتهم من الأكراد والذين يحاولون جاهدين أن يؤسسوا بلداً قومياً لهم في حدودنا الشمالية بمساعدة الامبريالية، ولأن المنطقة واقعة بالقرب من الحدود التركية والعراقية المأهولة بالأكراد وهم مطلوبون للمؤامرات والجاسوسية التي تحاك ضدنا في منطقة الحدود ، فمن العاجل جداً أن نتخذ الإجراءات الضرورية لكي ننقذ العرب في المنطقة .. فإن الهجرة الكردية ستزداد في المنطقة وستشكل خطراً على حدود أمتنا ، إذا أخذنا بعين الاعتبار أهمية المنطقة زراعياً وصناعياً وبخاصة بعد اكتشاف البترول )-مقتبس ومأخوذ هذه المعلومات من مصادر عدة..
.
فأي شعب يمارس هذا النظام الارهابي بحقه كل هذه الممارسات لنصف قرن تقريبا من الصعب ان تبقى مجتمعه متماسك وصحي ان لم نقل كان لابد ان يقرأ الفاتحة على روحه وليس كما يدعي رئيس هذا النظام بشار الاسد ان نسبة الكورد في اكثر مناطق تواجدهم في سوريا لا يتعدى 36 بالمئة ويعيد انتاج مقولات ومصطلحات متعفنة تعود الى قبل ولادته بان مشروع الكورد مشروع امبريالي وهو ينسى ان لابد له ان يقوم بتعويض ما لاقاه هذا الشعب الويلات من قبل نظامه الفاشي..
.
هذا النظام الارهابي الذي مارس كل هذه الوحشية بحق مجتمعه العربي بكل مكوناته منذ حوالي اربعة سنين وانتج معارضات وفصائل عسكرية تقلده بنفس الوحشية والارهاب وحول الوطن التاريخي ذو الحضارة تمتد جذورها الى الاف السنين قبل الميلاد الى واحة لتصفية حسابات الدول الاقليمية والدولية وبؤر للارهاب وبحيرات من الدماء لاجل حماية استمرارية سلطته وحاكميته على المجتمع السوري-و بقيادة ايران وبمساعدة موسكو استطاع ان يحول سوريا الى لوحة عاتمة معقدة متشابكة واستطاع ان يدير جميع الخيوط والتوازنات والتدخلات بشكل جيد لصالحها حتى الان اعتمادا على المعرفة العميقة بالمجتمع السوري المتنوع وتناقضاته واهمية الجغرافية السياسية السورية على المنطقة والعالم وتاثيرها الواسع ومعرفة تاريخ هذه الجغرافية بأنها موطن تشكيل الانظمة في التاريخ,فحسب كل هذه العوامل والمعطيات جعل الكل يحارب الكل على الارض السورية واضاع بهذا الشكل الحقيقة و طريق الانقاذ والخلاص ومن هو برئ ومن هو متهم ومنذ بداية الازمة اتخذ النظام سياسة ابعاد الكورد او محاولة ارضائهم ببعض الاجراءات الشكلية لتحييدهم عن ما يجري ولم يستهدف المناطق الكوردية بشكل مباشر كما فعلها في حماة وحمص وحلب وجميع المناطق السورية الاخرى-فضمن هذه الاجواء وفشل جميع المشاريع الاقليمية والدولية الداعمة والمعتمدة على معارضة مزيفة مشوهة تحت اسم المجلس الوطني او الائتيلاف الوطني السوري عديمة الارادة مقابل المال السياسي لتمثيل مصالح هذه الدول في سوريا كل حسب مصالحه والتي فشلت بدورها هذه الدول الاقليمية والدولية المحافظة على تماسكها او اتفاقاتها المرعبة حول مستقبل سوريا بسبب بعض التطورات الدراماتيكية في مصر وبين دول الخليجية ودور المشبوه لحركة الاخوان المسلمين في كل المنطقة بدعم تركي قطري وتطورت بموازات ذلك مجموعات وحركات ارهابية متوحشة و حدثت تحولات وتطورات بنيوية خارج سيطرتهم كل ذلك عقد مشروعهم بالنسبة لسوريا المنتهية اقتصاديا وانسانيا ومدمرة حضاريا,من جهة اخرى لم يستطع النظام ان يحقق ما كان يريده عبر شبيحته و عصاباته المتوحشة لفرض سيطرته واستمرار سلطته عبر الامن والجيش, وضمن هذه الاجواء سلك الكورد الخط الثالث بقيادة حركة المجتمع الديموقراطي عبر مشروع نهضوي فلسفي من انتاجات الفكر الاوجلاني الذي طوره في سجنه و رغم كل هذه المأساة وضعف الامكانيات في جميع النواحي ورغم عدم استواعب اغلب شعبنا ما يراد تحقيقه عبر هذا المشروع التي تسمى الادارة الذاتية الديموقراطية بجميع ابعادها ومرتكزاته في حين كانت الحركة الكوردية الكلاسيكية بجميع فعالياتها ومنظماتها واحزابها تعيش التشتت والتناقض المستمر تتبع قراراهم لمركز يعادي بكل قوته مشروع الادارة الذاتية.
.
كان انتهاج الخط الثالث واعلان الادارة الذاتية الديموقراطية وتشكيل مؤسساتها و رغم كل البدائية والتخلف والاخطاء في الممارسة العملية ووجود حالات فردية انتهازية كانت بمثابة شعاع الامل للخلاص من هذه الحالة والوضع المعاش بالنسبة للكثيرين من ابناء الشعب السوري وحتى لبعض الدول التي تريد الانتهاء من هذه الحالة وهي خارج عن سيطرة النظام بشكل فعلي وخارج عن سيطرة الدول التي ارادت ان تطبق مشروعها التي فشلت فشلا ذريعا,وهذا ما شكل هاجسا لدى الجميع لذا فأن استهداف النظام السوري للمدنيين ومواقع لقوات الاسايش في الحسكة حسب تحليلي وقناعتي للموضوع يعود الى عدة مسائل اولا:بالاضافة لما ذكرناه انفا حول طبيعة النظام وموقفه من القضية الكوردية ان الجمود الاخير لمشروع ستيفان ديمستورا وعدم تفاعله وتطوره بسبب عوائق كثيرة من جانب المعارضة والنظام والدول الاقليمية والدولية معا والتي تشبه مشروعه في حال أغناءه و تطويره الادارة الذاتية الديموقراطية المعلنة في غربي كوردستان وفي حال تحقيقه سوف يفتح الطريق امام الاعتراف بالادارة الذاتية للكورد من الجميع وجعله تجربة حية تعمم في سوريا وهو ما يرفضه العديد من الدول-ثانيا ان مقاومة كوباني الملحمية التي وصلت صداها الى اخر بقاع العالم والتي هي على ابواب اعلان انتصارها النهائي على الارهابيين سوف تكسب العديد من الدعم والعلاقات والاعتبار وهذا ما لا يريده نظام الاسد ومن خلفه ايران المعتمدين على انكار حقوق الشعب الكوردي والمتخوف من تطور الديموقراطية في سوريا اعتمادا على تجربة الكورد وهي بمثابة اعلان نهايتهم وهذا ما ذكره الاسد قبل عدة ايام في اجتماع له في المناطق الساحلية بأنهم لا يقبلون الحكم الذاتي للكورد وهي مشروع امبريالي ونهاية الانظمة الغاصبة لكوردستان كتركيا التي تشارك داعش في حربها على الكورد ب 12 الف جندي وضابط وقوات خاصة –ثالثا تعدد زيارات الوفود الاجنبية والاعلاميين لغربي كوردستان واعلان دعمهم لهذه التجربة وهذا ما اثار حفيظة النظام وتخوفه وهذا ما صرح به بشكل علني وعاجل بشار الجعفري ممثل النظام في الامم المتحدة وتسليم شكوى بخصوص زيارة السيد بيرنار كوشنير الى قامشلو- رابعا-دعوة الكورد والادارة الذاتية الى مؤتمر موسكو ومؤتمر واجتماعات المعارضة السورية في القاهرة-خامسا اصرار حركة المجتمع الديموقراطي على تطبيق اتفاقية دهوك والتفاف اغلب الاحزاب والمكونات الكوردية حوله رغم عرقلتها من قبل بعضهم لكنها اعاقت بذلك طموح الاعداء جميعا لخلق حالة من الحرب الاهلية بين الكورد انفسهم كما اوصى بها الاب الروحي لهذا النظام محمد طلب هلال وبين الكورد والعرب من جهة ثانية رغم محاولات كل من الائتيلاف الوطني المعارض عبر اصدار العديد من البيانات الشوفينية والتي تتهم فيها القوات الكوردية بعدة اتهامات باطلة لخلق صراع وحروب كوردية عربية في المنطقة والنظام ايضا لم يقصر في ذلك عبر تسليح العديد من العشائر العربية وتحريضهم ضد الكورد او من قبل داعش وانضمام ابناء الكثير من العشائر لهم واعلان عشائر عديدة البيعة لهذا التنظيم الارهابي
>..
سادسا-هناك وعود من الدولة التركية باعلان كيفية حل القضية الكوردية في شهر شباط وتنفيذ مفاوضات مع السيد عبدالله اوج الان وهذا ما أثار حفيظة ايران الحاكمة الفعلية لسوريا بالاضافة الى العديد من التطورات الاخرى كمغازلة امريكا وفرنسا وعدة دول غربية لمساعدة ودعم قوات وحدات حماية الشعب وموقف الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديموقراطي ب ي د لما طرحه روسيا على كيفية حل القضية الكوردية مع النظام وهذا ما رفضه وعدم التعامل معه الذي لا يعترف باي قيمة انسانية للكورد من نصف قرن كل ذلك مجتمعة ما ادى بالنظام الغاشم بالهجوم على مكتسبات الكورد بتنسيق مع الدول الرافضة لقبول المشروع الكوردي وحل قضيته العادلة في منطقة الحسكة.
.
فحسب هذه التطورات الدراماتيكية المتسارعة لابد للشعب الكوردي ان ينظم حياته حسب حالة الحرب والنزاع المستمر والتأقلم والتكيف معها حتى ايجاد طريقا للنور والتخلص من حالة الظلام هذا كما ذكرها واراد القائد الكوردي عبدالله اوج الان قبل فترة من شعبنا في غربي كوردستان وجميع الشعب الكوردستاني بتنظيم حياته وفق هذا الواقع……..
………………………………..
زكي شيخو-اعلامي ومراقب سياسي