كوردستريت || الصحافة
تستمر الخلافات على المستوى الدبلوماسي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى في الاستحواذ على جزء كبير من اهتمامات صحف بريطانية منذ الهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط فارغة، تشغلها شركة إسرائيلية، بالقرب من خليج عمان أثناء رحلتها من ميناء دار السلام في تنزانيا إلى ميناء الفجيرة لإعادة ملء الحاويات بالنفط في الإمارات، وهو الهجوم الذي تؤكد تقارير أنه وقع بواسطة طائرة مسيرة مفخخة الأسبوع الماضي.
ورجحت مجلة الإيكونوميست الأسبوعية إن الهجوم على ناقلة النفط إم في ميرسر ستريت قد يكون جزء من حرب أوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل.
وأضافت أنه في بداية الأمر، قالت شركة زودياك ماريتايم الإسرائيلية المشغلة للناقلة المملوكة لشركة يابانية، والتي كانت ترفع علم ليبيريا، إن الهجوم الذي تعرضت له الناقلة الفارغة أثناء مرورها من خليج عمان كان بهدف القرصنة.
لكن المجلة أشارت إلى أن التحقيق الأولي في الأمر رجح أن الهجوم جاء من السماء، وهو ما يشكك إلى حد كبير في أن يكون قراصنة هم من نفذوه، وبالفعل ثبت أن الهجوم نُفذ بطائرة مسيرة مفخخة تم تحميلها بمواد متفجرة وإطلاقها دون أن تحمل أية لافتات أو أسماء تحدد هويتها لتنفجر على متن الناقلة.
وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين؛ أحدهما بريطاني والآخر روماني. وتزعم الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أن الهجوم لم يكن من قبل قراصنة، وأنه كان من تدبير وتنفيذ إيران، وفقا للإيكونوميست.
ونقلت المجلة تصريحات جاءت على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس جاء فيها: “هذا هو السبب وراء ضرورة أن نتخذ إجراءً ضد إيران الآن”.
وأشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن الحكومة البريطانية قالت إن “كل الأدلة ترجح أن إيران وراء الهجوم بالطائرة المسيرة على السفينة في الشرق الأوسط الذي خلف قتيلا بريطانيا”.
وأكدت الخارجية البريطانية أنها تعتبر الهجوم على ناقلة النفط بالقرب من ساحل عمان كان “خرقا واضحا ومتعمدا للقانون الدولي ارتكبته إيران”.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن إيران نفت مسؤوليتها عن الهجوم، لكن نافتالي بينيت، رئيس وزراء إسرائيل اتهم إيران بشكل مباشر بالضلوع في تنفيذ الهجوم، وهو الاتهام الذي أظهر دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني، تأييده له.
وأضافت الصحيفة أن راب قال: “المملكة المتحدة تدين الهجوم الإجرامي البشع على ناقلة نفط بحرية تجارية بالقرب من ساحل عمان، والذي أودى بحياة مواطن بريطاني وآخر روماني”.
وأشارت الغارديان إلى أن تفجير ناقلة النفط في خليج عمان الخميس الماضي كان الهجوم الأول الذي يسفر عن ضحايا على مدار سنوات من الهجمات على السفن التجارية في هذه المنطقة، والتي يرجح أنها على صلة بالتوترات قوى الغرب وإيران بسبب الاتفاق النووي.
وكانت ناقلة النفط متوسطة الحجم إم في ميرسر ستريت تبحر فارغة في طريقها من ميناء دار السلام في تنزانيا إلى ميناء الفجيرة الإماراتية لإعادة الإمداد بالنفط التي تطل على خليج عمان، وذلك يوم الخميس الماضي الموافق 29 يوليو/ تموز الماضي. (بي بي سي)