كوردستريت || الصحافة
نشرت صحيفة الإندبندنت مقال رأي لماري دييفسكي بعنوان: “روسيا خائفة مثلنا من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة”.
وتقول الكاتبة إنه يبدو أن الحرب في أوكرانيا قد وصلت إلى نقطة تحول، على الرغم من صعوبة تحديد اتجاه ذلك في الوقت الحالي.
وأضافت أنه في ما يبدو “تنفذ روسيا معظم هذا التحول مع ابتعادها عن العاصمة كييف وعودتها إلى التركيز على الشرق، بالإضافة إلى مغادرة القوات الروسية محطة تشيرنوبيل النووية والاتفاق على إجلاء المدنيين من ميناء ماريوبول المدمر”.
وقالت إنه كما ترى أوكرانيا والدول الغربية التي تدعمها ترجع أسباب ذلك إلى أن “روسيا أساءت بشكل فادح تقدير كفاءة القوات الأوكرانية التي تدربت إلى حد كبير في الغرب ورغبة الأوكرانيين في الكفاح من أجل الحفاظ على استقلالهم”.
وأشارت إلى الضغوط المفترضة التي يواجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الداخل وحاجته إلى مخرج.
وتساءلت الكاتبة: “لكن، هل هذه هي القصة الكاملة؟”.
واعتبرت أنه رغم أن طريق الحرب ليست واضحة في الكثير من الأحيان، ثمة “شيء غريب في كيفية متابعة، أو عدم متابعة، القوات العسكرية الروسية لما بدأ وكأنه غزوا تقليديا كاملا”.
وتساءلت: “إذا كانت نية بوتين السيطرة على كل أوكرانيا، لماذا لم تستخدم روسيا حتى الآن كل قوتها العسكرية لتحقيق ذلك؟”
وأضافت: “هل استطاعت أوكرانيا فعلا صد القوة الجوية لروسيا؟ ولماذا لم تحاول روسيا وقف الإمدادات العسكرية الغربية التي لا تزال تصل إلى أوكرانيا؟”
وتساءلت هل تعود هذه التطورات إلى ضعف في قدرات روسيا أم إلى شجاعة المقاتلين الأوكرانيين.
وتجيب قائلة إن “السبب وراء ذلك ربما يعود إلى شيء مختلف”.
وقالت: “الشيء الآخر، برأيي، هو الخوف. الخوف نفسه من نشوب حرب عالمية ثالثة، الذي منع الناتو من دعم أوكرانيا بشكل مباشر”.
وأشارت إلى أنه على الرغم من ذلك، قام الناتو بتدريب وتجهيز القوات النظامية الأوكرانية، ويبدو أن كييف تتلقى أيضا قدرا كبيرا من المعلومات الاستخباراتية الغربية.
وأضافت: “لذلك، هناك من يصفون الصراع، بأنه حرب بالوكالة بين الناتو وروسيا”.
وأشارت الكاتبة إلى أنه لطالما اختلف المراقبون حول الدافع وراء تصرفات روسيا.
واعتبرت أن الغالبية ترى “روسيا، ولا سيما روسيا بوتين، قوة توسعية وعدوانية في جوهرها”، مشيرة إلى أنهم يعتقدون أن الغرب يجب أن يقف حازما ويستخدم القوة، لأن القوة هي اللغة الوحيدة التي تفهمها روسيا.
لكن فريقا آخر، تقول الكاتبة إنها تنتمي إليه، يرى أن هذا الموقف من جانب الغرب قد يزيد الأمور سوءا.
وقالت: “يبدو أن عدوان روسيا يعكس في الواقع الخوف: الخوف على أمنها في مواجهة غرب معادي وأكثر قوة”.
واعتبرت الكاتبة أن الخوف هو الذي يحرك روسيا اليوم، الخوف مما تعتبره “تفوقا عسكريا وتكنولوجيا للناتو، والخوف من التدخل المضلل، كما حصل في البوسنة والعراق وغيرها” والخوف من أن يصل نفوذ هذه القوى إلى الحدود الغربية لروسيا. (بي بي سي)