
تقرير سيدا أحمد
اعتمد المواطن السوريّ في السابق على الإنترنت التابع لمؤسّسات النظام، عن طريق مزوّدي خدمة الهاتف الجوّال والمؤسّسة العامة للاتصالات، والتي كانت رديئة لاسيما عندما اشتعلت الثورة حيث كان النشطاء يحتاجون إلى انترنيت سريع لتوثيق المظاهرات وقمع النظام لها وانتهاكاته المختلفة، وهذا ما دفعهم إلى اللجوء للانترنيت الفضائي التركي كون مدينة عفرين محاذية للخط الحدودي مع تركيا.
.
ولم تقتصر خدمات الإنترنت التركيّ على مكاتب الإعلاميين والنشطاء فحسب، بل كان له دورٌ كبيرٌ في افتتاح صالاتٍ خاصّةٍ لخدمة الإنترنت تسمى (المقاهي) التي أسهمت أيضاً في إيصال تلك الخدمة إلى منازل المدنيين من خلال توزيع باقاتٍ من المقهى، ومن ثمّ يتمّ تقسيم الحزمة إلى باقاتٍ عن طريق أجهزةٍ خاصّة، ويشترك المواطن بهذه الخدمة ليستقبلها بعدّة طرق؛ إما بشراء بطاقات نت ويستخدم الشبكة التي تغطي المدن والقرى والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام، أو عن طريق اشتراكٍ خاصٍّ من المزوّد الأساسيّ للخدمة في المنطقة التي يسكنها، يستقبله في منزله عن طريق مستقبلٍ للخدمة ويعيد نشرها عن طريق “راوتر”.
.
وافاد محمد احد موزعي خدمة الإنترنت على محلات الانترنت والمشتركين العامة لمراسلنا في عفرين قائلاً بان خدمة الانترنت انقطعت في عفرين منذ بدأ الاحداث في ريف حلب الشمالي حيث انقطع الكبل الضوئي الواصل بين مدينة عفرين ومحافظة حلب وبذلك انفصل مركز الإتصالات في المدينة عن المركز الرئيسي في حلب مما تسبب بانقطاع الانترنت المنزلي كما كان يسمى عن المدينة.
لذلك اعتمد العامة على خطوط السيرف ولكن صرفها العالي جعل منها لا تلقى الرواج المطلوب بين العامة فاضطر اصحاب بعض المحلات (كافيه انترنت) للإلتجاء إلى تركيا وإستقدام الانترنت الفضائي إلى المدينة وذلك بواسطة ابراج يتم تركيبها بين نقطة المرسل والمستقبل ليتم بعدها نشرها عبر اجهزة للمشتركين وفق إشتراكات زمنية او كمية مسعرة بشكل موحد بين جميع المحلات حسب الشرائح والكمية والسرعة وتحت رقابة هيئة الاتصالات التابعة للإدارة الذاتية.
وتابع محمد بانه لكن لهذه الشبكة ايضاً مشاكل عدة ومن بينها التشويش الحاصل عليها لكثرة الشبكات في الشارع الواحد مما يسبب بطء في سرعة الانترنت ناهيك عن توقفها بشكل كلي احياناً.
واضاف محمد ايضاً بانه منذ حوالي الشهر تقريباً حصلت مشكلة في مجمل الشبكات الموزعة في المدينة وهي بطء الشبكة رغم شرائهم باقات باحجام سريعة من التجار الموزعين في تركيا وهذا الأمر ادى لإحداث مشاكل بينهم وبين المشتركين الذي يدفعون إشتراكهم الشهري المفتوح وفق السرعة حيث يدفع المشتركين 20 دولار امريكي عن كل شهر انترنت بصرف مفتوح بسرعة واحد ميجابايت.
خليل احد المشتركين للإنترنت عند محمد تحدث لشبكة كوردستريت بانه منذ الشهر تقريباً اصبح خدمة الإنترنت بطيئة جداً مقارنة مع السرعة المشترك فيها حيث يدفع شهرياً 20 دولار عن سرعة 1 ميجابايت مشترك فيها ولكن لا يصله إلا سرعة نصف ميجابايت مما يسبب بطء في التصفح والتحميل وتتوقف حتى بشكل كلي لعدة ساعات احياناً.
الجدير بالذكر بان حتى مراكز الإدارة الذاتية ومؤسساتها المدينة والعسكرية تعتمد على الانترنت التركي بشكل كلي رغم الخلافات السياسية و العسكرية الموجودة بين الحكومة التركية والإدارة الذاتية التي تتهمها تركيا بدورها بالإرهاب وتعتبرها الإدارة الذاتية دولة محتلة وداعمة للإرهاب عبر دعمها لفصائل معارضة بغية ضرب المشروع الفيدرالي للإدارة الذاتية.