استياء الأهالي من الأوضاع التعليمية في المدن الكوردية والاستعانة بالدورات الخاصة لعلها المنقذ من مستنقع الجهل
كوردستريت نيوز || بريشان حسين
انتشرت في كافة المناطق الكوردية وخاصة مدينة تربه سبي وكركي لكي وديرك ظاهرة الدورات” الخاصة المنزلية” بالتزامن مع حلول العام الدراسي الجديد ، حيث أنّ الإدارة الذاتية كانت قد فرضت ومنذ مايقارب ال 5 أعوام منهاجاً خاصاً بها مخالفاً للمنهاج الذي كان يعتمده النظام السوري في كافة مناطق سوريا .
هذا الأمر أثار ضجةً بين الأهالي لحرمان أبنائهم من التعليم وبالتالي يحرمون من الدراسة في كافة الجامعات السورية نظراً لتدريسهم منهاجاً مخالفاً يقضي بتعليم اللغة الكوردية ، فمستقبل هذين الجيلين بات على المحك ولا بد من إيجاد حلٍّ لتلك المعضلة التي باتت الشغل الشاغل للكثيرين وبالأخص أنّ الكثير من العوائل قد هاجرت إلى الخارج من أجل مستقبل وتعليم أبنائهم ، كما وأنّ البعض ممن بقوا في الوطن قد استأجروا منازلاً في أحياء قامشلو وبالأخص تلك الواقعة ضمن المربع الأمني بغية قبول أبنائهم في مدارس النظام.
شبكة كوردستريت الأخبارية سلّطت الضوء على معاناة الأهالي في هذا الصدد والتقت ببعض الأهالي لمعرفة آرائهم حول هذا الموضوع لعلها تكون السبيل لإيجاد الحلّ المناسب ، إذ أفادت ”ن ص” لمراسلة الشبكة أنها أمّ لطفلين كان من المفترض ان يكونا طالبين في المرحلة الابتدائية إلا أنّ المنهاج المفروض حالياً غير معترف به ولا يقدم أي نوع من الفائدة .
وتابعت« لانعلم إلى أين سينتهي بنا الحال ، ولأنّ مستقبل أطفالي التعليمي هو الشغل الشاغل والذي لايكاد يفارق تفكيري بحثت عن جامعيين يقومون بإعطائهم المنهاج ، ومن ثم قمت بتسجيلهم في إحدى مدارس قامشلو التي تكاد لاتستوعب العدد الهايل من الطلبة .
وفي ردّها على سؤالٍ لمراسلتنا حول ما إذا كانت تستطيع إرسال أطفالها إلى المدرسة بشكل يومي والاستغناء عن الدورات قالت ”ن ص” : لا يمكن أن أرسلهم بشكل يومي فأنا أقيم خارج مدينة قامشلو والمدارس استقبلت العدد الهائل من الطلاب من كافة المناطق وبالتالي لم يعد باستطاعتها استيعاب دوامهم بشكل يومي على الرغم من الصفوف المجمّعة التي قدمتها منظمة اليونيسيف ووزعتها في باحات المدراس .
مضيفةً « كما وتقوم المدرسة بتوزيع الكتب لكافة الطلبة المسجلين لديها ،وأحياناً نضطر للاستعانة بالمكتبات الخاصة لشراء الكتب ، مشيرةً أنها تستعين بالدورات المنزلية لغاية بدء الامتحانات النهائية حيث تأخد أطفالها بشكل يومي ولمدة أسبوعإلى قامشلو لتقديم الاكتحان كي يتم ترفيعهم إلى الصفوف الأخرى .
وفي السياق ذاته أضافت ”ح م” من أهالي كركي لكي أنها اضطرت لاستئجار غرفةٍ مع منتفعاتها في المربع الأمني في قامشلو لمدة سنة وذلك لحين انتهاء الدوام المدرسي ، وفي فترة العطلة الصيفية تعود لمنزلها في كركي لكي ، لافتةً أنها تقوم بنفس العملية في كل عام .
ونظراً للإقبال الكثيف على مدارس النظام والاستغناء عن المدارس التي تديرها الإدارة الذاتية أصدرت الأخيرة عدة قرارات تقضي ب :
1. يفصل و يغرّم بمليون ليرة سوريا كل موظف أو مسؤول لدى الإدارة يرسل أبناءه أو أياً من أبناء عائلته لمدارس النظام.
2. تصادر السيارات و المركبات التي تنقل الطلاب إلى مدارس النظام اعتباراً من يوم غد.
3. لن يسمح بإجراء امتحانات الإعدادية العامة(التاسع) اعتباراً من العام الدراسي الحالي في كامل جغرافية شمال شرق سوريا.
والجدير بالذكر أنّ الإدارة الذاتية كانت قد منعت في وقت سابق من اليوم السيارات الخاصة التي تقلّ طلاب المناطق الواقعة خارج مدينة قامشلو إلى المدارس النظامية داخل المربع الأمني ، من الوصول للمدارس مع مخالفتهم في حال قاموا بنقل الطلاب.