علي مسلم
كما البيروسترويكا وفرت للسوفييت فرصة الخروج من سجن الحدود والحصول على جوازات سفر وفرت لنا الثورة هذه الفرصة المماثلة نحن السوريون بل أكثر من ذلك بكثير وبدأت معها رحلة الفنادق في العواصم والقواصم وتم عبرها مغادرة كل ما يمت للقضية والوطن والثورة من صلة وتواصل ، وانطلق قطار الذوات المريضة في فضاء المنفعة وبدأ معها بازارات البيع والشراء في أسواق المال والأعمال ، تعودنا في عمق أنفسنا أن لا ننظر خلفنا حتى في عروش حضرة الذاكرة ، نضاجع الماضي ونغتصب الحاضر ،نتكاذب حين نحتاج الكذب سبيلا للنجاة وأي نجاة هبوط من قعر إلى قعر ومن درك لدرك لكننا نأبى الهزيمة في العلن ، نتباكى على ما يحصل من دمار في الحجر والبشر ، نشحذ العطف أمام شاشات الكذب دون خجل ، نجرش الحروف الثائرة لنصنع منها دمىً لبطولاتنا في مقامات الوهم ، ونسرق ما تبقى من معونة ومؤونة لاستكمال إجراءات دفن الذاكرة وتحنيط الحاضر وترك الآتي دون مسار أو هوية ، وهمٌ يلف سيرتنا ونفاق يجرنا نحو الانحطاط عبر تشويه المساعي والمرامي ، ها هم في الصالة يتسامرون وتعلو أصوات ضحكاتهم كصوت شلال حين يصب الماء خارج المجرى ، تخبئ خلفها أصوات الألم وتحجب النور عن دموع الثكالى من بلادي من فؤادي ، يتبادلون أطراف النكات ببلادة وغباء ، يبحثون بين ركام الدمار كالدجاجة عن صنابير العطاء دون جدوى ، إنها أسطورة التخاذل وترخيص المقدس واغتيال ما تبقى من قضايا في الشعور واللاشعور لنغدو دون رؤية أو تصور أو مصير، ولأنهم تعاملوا مع ظل الجبل على أنه الجبل لذلك سيبقون محرومين من متعة الصعود وحلاوة الارتقاء هولير في 10/10 /2013